أسرار زيارة وفد الجمعية اليهودية الأمريكية للقاهرة تنسيق مصري - إسرائيلي لعزل إيران!
قام وفد من الجمعية الأمريكية اليهودية يوم الأحد 10/9/2006 ولمدة يومين، بزيارة مثيرة ومفاجئة للقاهرة. الزيارة التي هي الأولى من نوعها بعد الحرب «الإسرائيلية» الغاشمة ضد لبنان ضمت: روبرت جودكايند- رئيس الجمعية، وجاكسون ايزاكسون مدير الجمعية اليهودية الأمريكية للعلاقات الدولية، علاوة على بارى واتس عضو مجلس إدارة الجمعية من شيكاغو.
الوفد اليهودي الأمريكي تقابل مع وزير الخارجية أحمد أبو الغيط، وامتد اللقاء على دعوة للغداء من الوزير. كما تقابل الوفد مع الدكتور أسامة الباز مستشار الرئيس مبارك السياسية علاوة على لقاءات مع قيادات المجلس القومي لحقوق الإنسان ومدير مركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية الدكتور عبد المنعم سعيد، ومع عدد من قيادات وزارة الخارجية، ومع السفير الأمريكي بالقاهرة فرانسيس ريتشاردونى والسفير الإسرائيلي بالقاهرة شالوم كوهين.
الزيارة كما قال رئيس الجمعية -جود كايند- كان توقيتها معداً بدقة لأن إسرائيل تريد في هذا الوقت بالتحديد التعرف على موقف القاهرة من عدد من القضايا الأمنية الإقليمية التي تجتاح المنطقة وعلى رأسها الملف النووي الإيراني. وأضاف -جودكايند- أن الزيارة مثلت فرصة رائعة لاستطلاع آراء القاهرة الرسمية وغير الرسمية وأنه خرج باستنتاج رئيسي مفاده أن المسؤولين المصريين يشعرون بأن مصر وإسرائيل تحتاجان إلى بعضهما البعض أكثر من أي وقت آخر -قال جودكايند- أن كل المسئولين المصريين الذين التقاهم أكدوا له أن مصر تؤيد بشدة فرض عقوبات على إيران بسبب نشاطها النووي. أشار -جودكايند- أن الزيارات التي قام بها عدد من المسئولين الإيرانيين لمصر مؤخراً سببت قلقا داخل إسرائيل، ولكن بعد لقائه مع المسئولين المصريين فوجئ بالتشابه الهائل في موقفها مع إسرائيل من ضرورة تحجيم إيران بعد أن أصبحت تمثل تهديداً خطيرا لمصر وللمنطقة كلها باعتبارها مركزا لتصدير التطرف والإرهاب وأنها تسعى لإنشاء ميليشيات موالية لها على غرار حزب الله داخل مصر والسعودية واليمن. من جانبه قال -إيزاكسن- مدير الجمعية إن أحد المسئولين المصريين الذين التقاهم الوفد قال -أن مصر تشعر بالاستغراب من الأسلوب المتساهل الساذج الذي يتعامل به المجتمع الدولي إزاء إيران- وأن هذا المسئول أضاف قائلا -أن مصر مستغربة بشدة من اعتقاد بعض البلاد الكبرى أن الحوار مع طهران سوف يثنيها عن الطريق الذي تسير فيه لكن ما يجب فعله هو فرض عقوبات عليها في الحال- وإذا كان مدير الجمعية اليهودية صادقا في كلامه فإن ما قاله المسئول المصري وهو في الغالب وزير الخارجية يخالف تصريحات الرئيس مبارك العلنية من ضرورة إنهاء الأزمة النووية الإيرانية بالحوار. مدير الجمعية اليهودية أكد على كلامه مؤكدا أنه -عندما كان يستمع إلى آراء المسئولين المصريين تجاه إيران كان يخيل إليه أنه يستمع لمسئولين إسرائيليين في القدس وتل أبيب أو إلى مسئولين أمريكان في واشنطن وليس إلى مسئولين مصريين في القاهرة-.
وقال مدير الجمعية اليهودية انه -يعرف أن ما يذكره المسئولون المصريون من آراء متشددة تجاه إيران وملفها النووي في السر في مباحثاتهم مع المسؤولين الإسرائيليين والأوروبيين وأعضاء مجلس الأمن يختلف عما يقولونه حول إيران في العلن- واختتم مدير الجمعية اليهودية -إيزاكسن- منوها إلى أن -وفد الجمعية ترك القاهرة وهو مقتنع بأن المسئولين المصريين يشعرون بأن العالم أصبح أكثر خطورة من ذي قبل وأن مصالح مصر المشتركة مع إسرائيل أصبحت أكثر من ذي قبل- وأشار ايزاكسن إلى أنه رغم أن المسئولين المصريين انتقدوا حملة إسرائيل ضد حزب الله خصوصا بعد مذبحة -قانا- إلا أن ذلك الانتقاد كان موجهاً فقط للاستهلاك المحلى وأنهم كانوا يتمنون قيام إسرائيل بتوجيه ضربة قاتلة إلى حزب الله وامتدح الوفد الإسرائيلي جهود مصر لإطلاق سراح الجندي -جيلعاد شاليت- وذكروا أن السلطات المصرية أكدت لهم -أن مصر مصممة على استمرار الضغط من أجل إطلاق سراح شاليت-.
وتعتبر الجمعية اليهودية الأمريكية من أكبر قوى اللوبي الإسرائيلي في واشنطن بالإضافة إلى منظمة -الإيباك- المعروفة وتوجد لها مكاتب في -القدس- علاوة على 7 مدن أخرى خارج الولايات المتحدة. وتقوم هذه الجمعية بزيارات متوالية لمصر والأردن لاستطلاع رأى المسئولين والنخبة هناك حول ما يدور من أحداث علاوة على زيارات سرية لعواصم عربية أخرى. وتصب كل جهود الجمعية في خدمة الأمن القومي الإسرائيلي. بعد زيارة وفد الجمعية للقاهرة قاموا بزيارة القدس والتقوا رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت الذي أكد أن التنسيق المصري الإسرائيلي لحصار إيران وعزلها ستتواصل طوال الوقت، وذلك حسبما ذكرت صحيفة جيروزاليم بوست في تقرير لها يوم 4 سبتمبر الماضي.
معلومات إضافية
- العدد رقم:
- 281