تحويل المقاطعة إلى قانون

السادة رئيس وأعضاء مجلس الشعب المحترمين:

بعد أن لجمت أمريكا معظم الحكام العرب، وبعد أن منعتهم من استخدام أي سلاح لوقف المجازر الصهيونية ضد الشعب الفلسطيني، وبعد تهديدات الإرهابي بوش لسورية ولبنان والعراق وإيران، نجحت أمريكا وإسرائيل وأطراف عربية عديدة بالأمس في تمرير أول صفقة خسيسة لمحاكمة الكفاح الوطني الفلسطيني ووصمه بالإرهاب والمساومة على الانتفاضة وعلى دماء آلاف الشهداء، والصمود الأسطوري للشعب الفلسطيني، من خلال تسليم المناضل أحمد سعادات الأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ورفاقه الأبطال إلى مجرمي الحرب الأمريكان والبريطانيين وفتح معتقل (غوانتانامو) آخر على الأرض الفلسطينية وزعزعة الوحدة الوطنية الفلسطينية.
وإذا كانت باقي فصول المؤامرة القديمة ـ الجديدة لم تتوضح حتى الآن، فمن المؤكد أن التحالف الإمبريالي ـ الصهيوني الذي أفشل وعطل قرار مجلس الأمن رقم /1405/ القاضي بتشكيل لجنة تحقيق في المجازر التي اقترفها الجيش الصهيوني في مخيم جنين، لن يكتفي بفرض الوصاية الأمريكية ـ البريطانية على الأرض الفلسطينية، بل يطلب من الحكام العرب إدانة شهداء فلسطين والمقاومة العربية في كل مكان وتحويل ما قام العدو الصهيوني به إلى نتائج سياسية يرفضها الشعب الفلسطيني والجماهير العربية.
لقد كانت سورية دائماً في طليعة القوى المناضلة ضد الإمبريالية والصهيونية ومخططاتهما في المنطقة وهي اليوم مهددة بالعدوان، أكثر من أي وقت مضى، إلى جانب شعب فلسطين ولبنان والعراق والجماهير العربية في كل مكان من دنيا العرب من قبل التحالف الأمريكي الصهيوني... وإن سورية مدعوة اليوم إلى الصمود أكثر من أي وقت مضى تحت راية الوحدة الوطنية الشاملة لإفشال المؤامرة الأمريكية ـ الصهيونية بعد أن تلطخت أيدي المتواطئين من الحكام العرب وشرفهم بدماء شهداء مخيم جنين الذين أعلن أطفالهم من فوق الركام وبعض أشلاء آبائهم المتناثرة في أرجاء المخيم: (نموت جوعاً كالشجر واقفين ولا نقبل المساعدات الغذائية من أمريكا)!.
فمن وحي أسطورة صمود مخيم جنين ودماء الشهداء في فلسطين وجنوب لبنان والجولان يطالب المتظاهرون، في دمشق العروبة، من مجلس الشعب بتحويل شعار مقاطعة البضائع الأمريكية ومقاطعة جميع الشركات الأمريكية ووكلائها إلى قانون رسمي يصدر عن مجلس الشعب رداً على الإجراءات الأمريكية الصادرة عن الكونغرس ولجانه المختلفة ووزارة الخارجية الأمريكية، التي تصم سورية زوراً وبهتاناً بالإرهاب. إن خطوة كهذه ستكون من أهم الأسلحة الفعالة للوقوف بوجه التحالف الاستراتيجي بين تل أبيب وواشنطن، وستكون أيضاً خطوة جبارة على طريق إحقاق خيار المقاومة الشاملة في دنيا العرب قاطبة وكنس الاحتلال وضرب الإرهاب الأمريكي ـ الصهيوني.

■ المتظاهرون أمام مجلس الشعب