السعودية:الأمراء يقمعون المقاطعة.. ويرعون «ماكدونالدز»

لم تكتف الحكومة السعودية بمنع المتظاهرين من حرق العلمين الأمريكي والإسرائيلي، احتجاجاً على العدوان الإسرائيلي على الأراضي الفلسطينية والدعم الأمريكي غير المحدود لها، وقامت باعتقال العشرات، بل منعت أيضاً أي محاولة لمقاطعة أي بضاعة أمريكية أو شركة من شركاتها المنتشرة في البلاد، حتى لو ثبت أن هذه الشركات تدعم العدو الصهيوني، كما تفعل شركة «ماكدونالدز» التي تتنتشر مراكزها في البلاد، والتي تخصص نسباً عالية من أرباحها لدعم الاقتصاد الإسرائيلي والحركة الصهيونية العالمية.

والجدير بالذكر أن هذه الشركة العالمية لها أكثر من 29 ألف مطعم موزعة على 120 دولة. وقد فتحت لها فروعاً في السعودية وإسرائيل في آن واحد عام 1993، حيث يبلغ عدد مطاعمها في إسرائيل 80 مطعماً وفي السعودية  60 مطعماً، وأن المواد التي تصنع منها لحوم الهامبرغر هي خليط مجهول المصدر، ومن لحوم وشحوم وغضاريف وعظام وبهارات كثيرة لتلطيف النكهة، ومواد حافظة يكتنفها الكثير من الغموض.

إن آل سعود الذين جعلوا بلادهم معسكراً للأسلحة الأمريكية، للانطلاق منها للعدوان على العراق وأفغانستان وبلدان أخرى، ويشترون السلاح لإيقاف معامل السلاح الأمريكية على أقدامها، ولا يعرفون استخدامها. إن آل سعود مصرون على عدم مقاطعة البضائع الأمريكية، بينما هذه الحملة تتسع في جميع البلدان العربية.

إن هذا الموقف ليس مستغرباً منهم، فهم الذين يشكلون عقر الرجعية العربية المعادية للتقدم، وخاصة إذا علمنا أن الأمير مشعل بن خالد بن فهد الفيصل آل سعود هو رئيس شركة الرياض العالمية المالكة لترخيص مطاعم «ماكدونالدز» في المنطقة الوسطى والمنطقة الشرقية في السعودية..

إن الأمير عبد الله  الذي طمأن الرئيس بوش على أن السعودية لن توقف ضخ النفط أو تقلص إنتاجه إلى النصف ليس مستغرباً أن تلجم حكومته الحملة الداعية إلى مقاطعة البضائع الأمريكية وخاصة أن السعوديين مروا بتجربة ناجحة في رمضان الماضي حين قاطعوا شركة ماكدونالدز، وإن كانت محدودة، ولكنها أتت أكلها، وكما رأينا سابقاً كيف أن الشركة اليهودية سينسبري انسحبت من السوق المصرية بعد أن تكبدت خسائر طائلة نتيجة الحملة الشعبية المصرية لمقاطعة البضائع الصهيونية.

إن الشعب السعودي ليس أقل غضباً وحقداً على إسرائيل المعتدية، وداعميها الأمريكان بوقاحة، من أشقائهم العرب الآخرين وقد سمع صوتهم في ديار العرب جميعهم، وإن أي محاولة من الحكام السعوديين للتغطية على صمتهم وتآمرهم لن تفيد شيئاً، وسوف يطيح بهم الشعب ذات يوم، آجلاً أم عاجلاً.

معلومات إضافية

العدد رقم:
175