الولايات المتحدة وإشعال العالم... آسيا نموذجاً
تطورات متسارعة وعميقة تشهدها الساحة السياسية العالمية، تتكثف آثارها على الساحة الآسيوية التي تمرّ بإحدى أكثر مراحلها اضطراباً وتواتراً في إعادة تشكيل خرائطها السياسية.
تطورات متسارعة وعميقة تشهدها الساحة السياسية العالمية، تتكثف آثارها على الساحة الآسيوية التي تمرّ بإحدى أكثر مراحلها اضطراباً وتواتراً في إعادة تشكيل خرائطها السياسية.
عقد دونالد ترامب اجتماعاً مهماً مع الرئيس الصيني شي جينبينغ في مدينة بوسان الكورية الجنوبية في 30 تشرين الأول. وهناك توصّلا إلى اتفاق جديد يعادل هدنة لمدة عام واحد. وافقت حكومة أمريكا على رفع معظم الإجراءات العقابية التي فرضتها على الصين منذ نيسان 2025، لتعيد الوضع فعلياً إلى ما كان عليه في كانون الثاني، عند دخول ترامب ولايته الثانية. وعلى الرغم من أنّ هذا ليس نهاية الحرب التجارية، إلا أنّ الصين ربحت هذه المعركة بوضوح.
تمكنت عدة دول عربية من التقدم في تصنيف سرعة الإنترنت عبر الموبايل على أميركا والصين وسنغافورة، بحسب تصنيف أداة سبيد تيست" من شركة أوكلا عن شهر أيلول 2025، بحسب ما نشرت قناة العربية.
أقر مجلس الشيوخ الأمريكي مساء الإثنين 10 تشرين الثاني 2025، تشريعا لإعادة فتح الحكومة بعد أن صوتت مجموعة من الديمقراطيين لصالح الاتفاق مع الجمهوريين رغم الانتقادات الشديدة من داخل حزبهم.
في الأسبوع الأول من تشرين الأول 2025، دخلت كوريا الشمالية مرحلة جديدة من التصعيد السياسي والعسكري، إذ كثّفت الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية من تحركاتهما العسكرية في محيط شبه الجزيرة الكورية، الأمر الذي وصفته بيونغ يانغ بأنه «تصعيد عدواني ممنهج يهدف إلى خنق السيادة الوطنية لجمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية». هذه التحركات لم تكن مناورات روتينية وحسب، بل جاءت ضمن نمط متكرر من العسكرة الغربية للمنطقة، يهدف إلى فرض ميزان قوى يخدم مصالح واشنطن وحلفائها.
في أوائل تشرين الأول 2025، أطلق دونالد ترامب تصريحات مثيرة، هدّد فيها بـ«تدخل عسكري مباشر» في نيجيريا، وقطع المساعدات العسكرية الأمريكية، مُبرّراً ذلك بما وصفه بـ«تهديد وجودي للمسيحيين» في البلاد. واتهم ترامب الحكومة النيجيرية بالتواطؤ مع جماعات مسلّحة في استهداف المسيحيين، كما أصدر أوامر للبنتاغون ببدء التخطيط لعملية عسكرية محتملة، ويُدرج نيجيريا رسمياً على قائمة «الدول ذات القلق الخاص» بسبب انتهاكات الحرية الدينية.
انتهت انتخابات بلدية مدينة نيويورك الأمريكية بفوز كاسح للمرشح الاشتراكي الديموقراطي زهران ممداني. الحديث فرض نفسه على المشهد السياسي الأمريكي بما يعنيه من تحوّلٍ لافتٍ في معطياتٍ بدت أزلية وعصية على التغيير؛ فالمسألة تتعدى كون ممداني أول مسلم يصل إلى مقعد عمدة المدينة الأمريكية الأكبر لتشير إلى مزاجٍ عام داخل الولايات المتحدة بدأ يعبر عن نفسه بأشكالٍ مختلفة!
مع استمرار الإغلاق الحكومي الفيدرالي، ينهار المشهد الاقتصادي الأمريكي في صمتٍ وغموض. فللمرة الأولى منذ عقود، لا يوجد تقريرٌ رسميٌّ شهريٌّ عن العمالة صادر عن «مكتب إحصاءات العمل الأمريكي» – الهيئة نفسها التي يشكّك كثيرون اليوم في مصداقيتها بعد أن تدخل البيت الأبيض للتحكم في توقيت نشر بياناتها، عقب صدور تقرير وظائف ضعيفٍ في وقتٍ سابقٍ من هذا العام. وفي هذا الفراغ، برزت شركاتٌ خاصة لتقدّم تحليلاتٍ مستقلة تُظهر أن البلاد تفقد الوظائف والثقة في آنٍ معاً.
ضجّت وسائل التواصل الاجتماعي والقنوات الإخبارية بانتصار زهران ممداني، الذي وُصف بـ«المسلم المهاجر»، أو «اليساري الراديكالي»، أو ببساطة «مرشح الحزب الديمقراطي لعمدة نيويورك». حصل ممداني على 50% من الأصوات، مقابل 41% لأقرب منافسيه أندريه كومو. وقد سارعت العديد من الوسائل الإعلامية إلى تفسير هذا الانتصار من خلال ثنائيات مألوفة مرتبطة بالانقسامات داخل المجتمع الأمريكي، وركزت على الصفات المتعددة التي تتقاطع في شخصيته.