عشتار محمود
email عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
تحولت مسألة كتلة الدولارات السورية المحجوزة في أزمة المصارف اللبنانية إلى واحدة من العناوين الأساسية في الأسبوع الماضي، وعاد البعض بالأسباب إلى عشرات السنين وإلى بنية المنظومة الاقتصادية السورية ككل... وهو أمر منطقي، فالمسألة «تاريخية» أي: جرت لأسباب وتطورت نتيجة عوامل وتستمر نتيجة مصالح وآليات.
تنشط وزارة المالية في الفترة القريبة الماضية في سيل من التصريحات والظهورات الإعلامية التي مضمونها الأساس «تغييرات في المالية العامة». ورغم أن الحديث يطول، ولكن يمكن اختصار التعليقات في النقاط التالية:
موجة جديدة من الرفع الحكومي لأسعار الأساسيات، طالت البنزين والمازوت والخبز دفعة واحدة، بينما يترقب الجميع رفع جديد لأسعار مازوت التدفئة والغاز المنزلي. وأكثر من الرفع، تجتمع الحكومة بنقابات العمال وترسل مجموعة من الرسائل الواضحة «لتغييرات هامة» أبرز عناوينها: تغيرات في الدعم، تغييرات في المالية العامة، هيكلة في المؤسسات وغيرها. ولكن أيّاً كانت العناوين، فإن جوهرها الأساس: تعميق السير في طريق الليبرالية، باتجاه تهميش دور جهاز الدولة، وتنظيم عملية استيلاء قوى المال الكبرى (تحديداً) على ما تبقى من أدوار لهذا الجهاز. بالطبع الحكومة لم تقل هذا في تصريحاتها، ولكن لا يصعب وضع مثل هذا التنبؤ...
هل تعلم أنّ الإسلام وما حدث قبل 1400 سنة هو آخر ما يعني أمراء «المال السياسي الإٍسلامي» وقادة الإرهاب الدولي! هل تعلم أن هؤلاء عملياً أشدّ علمانية وعالمية من «أتخن مثقف»... إنهم يفصلون الدين عن المال والمصالح: يمتلكون حصصاً في أكبر المصارف الغربية وشركاء (لقادة الليبرالية) العالمية، وهم أسياد في قطاع الظل العالمي، ولهم علاقات عابرة للإيديولوجيات مع مافيات دولية من آسيا للشرق الأوسط إلى أوروبا إلى الولايات المتحدة، حتى إنهم يواكبون آخر التطورات، فهم مثلاً جزء من الاستثمار في العملات الإلكترونية مثل بيتكوين التي تفيد في تحويل الأموال دون رقابة.
انتهت ضجة الحرائق، واختتم الإعلان عن سلسلة الإجراءات الموعودة للتعويض والدعم... وبقيت أكثر من 28 ألف أسرة متضررة مباشرة أمام الأراضي المحروقة، بعد أن خسروا الدخل الزراعي المرتقب من موسم الزيتون أو الليمون، أو من ماشية يربونها أو من خلايا النحل أو من أراضي مزروعة بالتبغ أو الخضار... بعضهم الآخر تضرر منزله بالكامل، وبعضهم خسر الكثير من أثاث المنزل، ومجمل القرى المتضررة تدهورت خدماتها العامة بعد أن طالت الحرائق شبكات مياه ومحولات كهرباء وغيرها.
مع كل مستجد اقتصادي في الوضع السوري تستطيع أن تسجّل رقماً قياسياً جديداً، ومع كل خطوة نحو التدهور نتقدم للصدارة في أرقام المآسي، وبينما تستمر العقوبات الإجرامية الدولية، تستمر أيضاً سلسلة التجاوب معها بإجراءات وسياسات لم تتبعها أية دولة معاقبة دولياً، إجراءات تنم عن التغاضي عن حقائق بسيطة ولكن كارثية.
أصبح التجهيز لمرحلة ما بعد الدولار، أمراً محسوماً. (فالنقد العالمي) بمجمله سينتقل إلى صيغة جديدة... ويبدو أن الأزمة تضع هذا الاستبدال (على نار حامية)، حيث أطلق صندوق النقد الدولي دعوة إلى مفاوضات بريتون وودز جديدة لإعادة صياغة النظام النقدي، والانتقال من قاعدة الدولار إلى نظام موحد للعملات المركزية الإلكترونية.
الإحصائيات البيئية هي أقل الإحصائيات تفصيلاً في سورية، ورغم ارتفاع وتيرة الحرائق خلال العقد الماضي، وانعكاس التغيرات المناخية عالمياً في زيادة الحرائق عالمياً، إلا أن البيانات السورية لا ترصد دورياً هذه الحرائق أو لا تتيحها للجميع. وما ينشر عن الحرائق وخسائر مساحات الحراج يتباين إلى حدّ بعيد بين التقديرات الدولية والتقديرات المحلية...
تسجّل الصين سبقاً استثنائياً في واحد من المجالات التي ستدخل ميدان المنافسة الدولية قريباً وبحدّة وهو: العملات الإلكترونية المركزية التي يُرمز لها (CBDC)... ورغم أن العديد من البنوك المركزية العالمية تجري أبحاثاً حول الموضوع، إلّا أن الوصول إلى مرحلة التطبيق التجريبي تقتصر على 7 دول، الصين أهمها، مع فجوة كبيرة في حجم التداول وتنوع التجارب.
للمرة الثالثة على التوالي يطلق الاقتصادي الأمريكي ستيفن روش خلال أقل من عام تصريحاته المدويّة حول اقتراب انهيار الدولار... وهذه المرّة يقول: إن المؤشرات تدل على اقتراب التوقيت ويتوقع نهاية 2021 كنقطة علّام، وهي تصريحات تصدر عن الاقتصادي المعروف بأنه (رجل وول ستريت والفيدرالي الأمريكي).