بطل هذا الزمن..
في زمن الأزمات والخوف والفوضى تتعاظم الآمال وتشخص العيون بحثاً عن ذلك القادم من بعيد، ذاك المنقذ، القادر على فعل المستحيل في الثواني الأخيرة المتبقية قبل فوات الأوان....
في زمن الأزمات والخوف والفوضى تتعاظم الآمال وتشخص العيون بحثاً عن ذلك القادم من بعيد، ذاك المنقذ، القادر على فعل المستحيل في الثواني الأخيرة المتبقية قبل فوات الأوان....
عندي من الكلمات ما يكفي لوصفك ياسمينا ياسمينا
وأقول «سوريّا» كوصف للمجرّة،
ليس كاسم للبلاد.. ولا كنصل غارَ فينا
وأقول «سوريّا» كأني لستُ أعنيها تماما
بل أشبّهُ باسمها قطْرَ النّدى فوق الرموش
ولا أسمّيها الحنينا
وأعوذ بالحرية البيضاء من قنّاصة أرواحهم سوداءُ مثلَ ثيابهم
وأحرّر السجّانَ مني والسجينا
أنا مارقٌ عن لعنة الكتب القديمة والطوائف
لا أصدق أيّ وَحي غيرَ وحي الياسمين
ولا أصدق أي صوت غيرَ تغريد البلابل خارجَ الأقفاص
تكتظّ الشوارع بي كما تكتظُّ بالورد الجنائنُ
في ربيع ظلّ مختنقاً بحنجرتي سنينا..
***
مسيرة العودة 15/5/2011 إلى مجدل شمس – الجولان
تحت شعار الشعب يريد العودة إلى فلسطين والوحدة طريقنا للعودة.
أنجز الأستاذ المحامي الرفيق سمير عباس منذ أكثر من عامين، دراسة عميقة حول «دولة الإخوان والمنطلقات النظرية والفكرية - المشروع السياسي لسورية المستقبل»، قام من خلالها بتفكيك البنى والمنطلقات النظرية لحزب الإخوان المسلمين (الجماعة) ـ قيادة التنظيم السوري في الخارج، حيث كان هذا التنظيم قد قدم هذا المشروع ليعبر - حسب وجهة نظرهم- عن كل القضايا التي تهم الوطن.
يكرر الساسة في الولايات المتحدة وأوربا وتركيا مقولة ضرورة تنفيذ السيد رئيس الجمهورية عملية الإصلاح، ليعطفوها: «وإلا..»!
قبل فترة قصيرة نُشرت أخبار مدسوسة على صحف مصرية تقول إن أعضاء في حركة حماس ينوون اختطاف نجلي الرئيس مبارك علاء وجمال من سجن طرة(!)، ولم يلتفت أحد في هذه الصحف لغرابة هذا الخبر لأنه بلا منطق، فلماذا تخطف حماس نجلي مبارك وهي سعيدة لسجنهما؟ وكيف؟ وما هي مصلحتها ونواياها من هذا الخطف؟ وسرعان ما تبين أن الخبر مجرد فرقعة ضمن محاولات صهيونية لإفشال الثورة الشعبية أو إدخال مصر في فوضى بعد الثورة يلعب فيها النشر الإعلامي دوراً كبيراً.
جولان.. يا عبق الثورة، يا أرض المقاومة الوطنية ضد كل احتلال وتعسفٍ حاول قضمك من جسد سورية الأم.. اثنان وتسعون عاماً لم تهدئ هضبة الجولان عن زئير الثورة والمقاومة، أربعة وأربعون عاماً وذرات ترابك الحبيب لم تحتضن الحرية، مكبلاً في زنزانة صهيونية مقيتة، جولاني وأنت من صنعت الحرية بدماء أبنائك وبناتك، ووضعت بصمتك في كل محطة من محطات تاريخ سورية الحديث بدءاً بمقاومة الاستعمار الفرنسي ومقارعة الديكتاتوريات العسكرية والوقوف في وجه الإقطاع والبرجوازية، وليس انتهاءً بأربعة عقود ونيف من المقاومة الوطنية ضد الاحتلال الصهيوني الأسود
يضطر الكثير من السوريين والسوريات للتسمر أمام الشاشات السورية لسماع تحليلات وتفسيرات سياسية لعدد من الباحثين والمحللين السياسيين اللبنانيين, الذين احترفوا اللعب بالكلمة والموقف وتفسير الحدث كل على هواه، وكل منهم يقدّم نفسه باعتباره يملك الحقيقة المطلقة ولا يقول غيرها, وأثناء الظهور المتكرر لهؤلاء يتم فبركة الكثير من المشاهد على اعتبار الوقت المعطى لهم أكثر من زائد عن الحد, فثلاث ساعات أو أربع على الشاشة، تحتاج إلى الكثير من الكلام والفبركة والعودة إلى الماضي وربما السحيق, ولكن هذا بحد ذاته يجعل المحلل يقع في الكثير من المغالطات والتباين بين أول الحديث وآخره, وما يدخل بينهما من هرطقات وكلام لا معنى له سوى تعبئة الوقت, لأن ما يقوله في أربع ساعات لا يحتاج عمليا لأكثر من ساعة زمنية واحدة, وباقي الوقت تكرار في جوهر الموقف ولكن بجمل مختلفة.
كثيرا ما أتحفنا منظرو النموذج الليبرالي المتبع منذ سنوات بالترويج لمحاسن نموذجهم الموعودة، والتي على الناس التحلي بالصبر لجني ثمارها، وها نحن اليوم نجني هذه الثمار على شكل عدم رضا ويأس وانفجار شعبي غير مسبوق يعود بشكل كبير إلى انخفاض مستويات المعيشة وارتفاع معدلات البطالة والتضخم وتراجع دور الدولة في جميع المجالات، بالإضافة إلى تدخل خارجي يلوح بالأفق بجميع أشكاله يسعى لاستخدام ما يجري من أحداث لتسعير عناصر الفوضى اللاخلاقة وإعادة البلاد إلى مرحلة ما قبل قيام الدولة الوطنية، مما يعني إنهاء دور سورية الإقليمي وضرب جبهة المقاومة والممانعة، وكذلك حل الصراع العربي الإسرائيلي لمصلحة المخطط الامبريالي الصهيوني، وتكريس انتصار الليبرالية الاقتصادية على الأرض سياسياً وبشكل نهائي في سورية وفي كل بلدان المنطقة.
اعتاد المواطنون السوريون أن يروا مستوى عال من «تسامح» أصحاب الأمر والنهي مع أصحاب البسطات والعربات في أوقات الأعياد، وكانوا يقبلون بذلك ويتمنون استمراره ولا يستهجنونه أبداً، انطلاقاً من بعض القيم الاجتماعية السائدة، والتي يدعو معظمها إلى ضرورة«جبر الخواطر»، أو يقيناً بأن لهذه البسطات ذات البضائع الرخيصة على الغالب، المهربة على الغالب أيضاً، زبائنها من الدراويش ومحدودي الدخل وما أكثرهم.. صحيح أن هذا الـ«تسامح» كان دائماً مدفوع الثمن على شكل «خوّات»، ولم تكن الخزينة تستفيد منه بقرشواحد، وهو ما يعرفه الجميع، إلا أن أياً من الناس، وخاصة الفقراء، لم يكن يناقش في المسألة إما لحاجته لاستمرار هذا العرف، أو ليقينه أن رأيه لن يغير شيئاً بما هو جار..