عقيدة ترامب والإمبريالية الجديدة لحركة «ماغا»
لقد أحدث التحول الجذري في الإمبريالية الأمريكية في ظل رئاسة دونالد ترامب، سواء في ولايته الأولى أو حتى في فترته الحالية، ارتباكاً وذعراً هائلين داخل مراكز القوة في المؤسسة. يتجلى هذا التغيير المفاجئ في السياسة الخارجية الأمريكية في التخلي عن كل من النظام الدولي الليبرالي الذي شُيّد في ظل الهيمنة الأمريكية بعد الحرب العالمية الثانية والاستراتيجية طويلة المدى لتوسيع حلف الناتو والحرب بالوكالة مع روسيا في أوكرانيا. لقد وضع فرض الرسوم الجمركية المرتفعة وتغيير الأولويات العسكرية الولايات المتحدة في صراع حتى مع حلفائها القدامى، بينما تتسارع الحرب الباردة الجديدة على الصين والجنوب العالمي. إن التحول في إسقاط القوة الأمريكية متطرف للغاية، والارتباك الذي ولّده كبير جداً، لدرجة أن بعض الشخصيات المرتبطة منذ فترة طويلة باليسار قد وقعت في فخ رؤية ترامب على أنه انعزالي ومعادٍ للعسكرة ومعادٍ للإمبريالية. وهكذا، جادل اليساري الساخط كريستيان بارينتي بأن ترامب «ليس معادياً للإمبريالية بالمعنى اليساري. بل هو انعزالي فطري يضع أمريكا أولاً»، وهدفه، «أكثر من أي رئيس حديث»، هو «تفكيك الإمبراطورية العالمية غير الرسمية لأمريكا»، وتعزيز سياسة خارجية جديدة «مناهضة للعسكرة» و«معارضة للإمبراطورية».