الـ«بدون» في الخليج
بيَّنّا في مقال سابق أن دول الخليج العربي الملكية والأميرية والسلطانية تتشابه في أمور كثيرة سواء في تركيبة أنظمة الحكم أم في غياب الحياة السياسية كليا أم في سمات هياكلها الاقتصادية التي تتسم بالريعية باعتبار أن استخراج النفط وتصديره يشكل العمود الفقري لمداخيلها أم بمشاكلها المتعددة من غياب للحريات الديمقراطية فيها و وجود وانتشار الفقر والبطالة ورغم غناها الفاقع فإنك تستطيع أن تشاهد بيوت الصفيح ممتلئة بساكنيها في الصحراء الحارقة، وهؤلاء غير مخدَّمين لا ماء ولا كهرباء ولا شيء يدل على أنهم يعيشون في بلاد فاحشة الثراء، وإضافة لكل ذلك هناك تشابه من نوع غريب يسم مجتمعات الخليج ويشكل مشكلة سياسية واجتماعية وأخلاقية اسمها البدون! وهذه المشكلة متفاقمة في الكويت بشكل مأساوي نظرا لحجمهم الكبير إذ يبلغ حوالي 120,000 مائة وعشرين الفاً وأعدادهم في الدول الاخرى غير محددة ولكنهم بعشرات الآلاف في السعودية و 30,000 ألفاً في الامارات وعدة آلاف في قطر.