قمة الكويت: هل انتهت التنازلات الأشد رجعية؟!!
أنهت القمة العربية السادسة والعشرون أعمالها في مدينة الكويت ببيان مطول تناول معظم المشاكل العربية بالطريقة والأسلوب وحتى المفردات ذاتها
ما يمكن الوقوف عنده في هذه القمة هو أمران اثنان:
الأمر الأول هو رفض الجامعة العربية الاعتراف بالكيان الصهيوني كدولة يهودية. وهو ما يؤكد وصول النظام الرسمي العربي إلى حضيض تنازلاته، وهو بذلك يخضع لتناقض «تهاوي بنيته أمام حراكات الجماهير العربية» التي تدك أبواب الأنظمة الرجعية بصرخات الحرية.
مما لاشك فيه أن “إسرائيل” أرادت من خلال وضعها بند «يهودية الدولة» في مفاوضات الحل النهائي مؤخراً، رفع سقف التفاوض، فالأنظمة العربية ستقبل كل ما دون هذا الشرط، حتى المساومة على الثوابت الوطنية. وهو ما حصل فعلاً منذ مباردة الملك السعودي عبدالله في عام 2002، حيث سمحت تلك المبادرة بالمساومة على حق العودة، و”بيع” أراضي الـ 48 والتفريط بجزء هام من أراضي الـ67 حفاظاً على المستوطنات. ولكن رفض الجامعة العربية وإن أعطى تفويضاً لعباس في الاستمرار بتضييع الثوابت والاستمرار بمفاوضاته العبثية، إلا أنه بالحد الأدنى يؤكد أن الأنظمة المعتلة غير قادرة على فرض المزيد.
الأمر الثاني هو التراجع عن فرض ما يسمى «الإئتلاف الوطني لقوى المعارضة والثورة السورية» كـ»ممثل شرعي ووحيد” للدولة السورية، وهو ماتم إبان القمة الماضية في قطر، حين شغل الإئتلاف ورايته مقعد الدولة السورية في الجامعة. واضطرت القوى التي فرضت الإئتلاف العام الماضي الاكتفاء بإلقاء الائتلاف كلمة من على المنبر فقط كـ»ممثل شرعي» وليس وحيداً، وذلك بعد ضغوطات من دول عربية كان أبرزها مصر. وأقر المجلس فكرة الحل السياسي كحل وحيد رغم كل ما تم الحديث عنه في العام الماضي عن الدور السعودي وسطوته وإرادته بالحل العسكري.
(لا جديد لدى العروبة).. كما قال الراحل محمود درويش، اللهم إلا الوصول إلى آخر ما يمكن من إجراءات رجعية في حق قضايا المنطقة، فالدور المصري في تغير، والوضع الدولي يضعف الراعي الأمريكي