حمزة منذر

حمزة منذر

email عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

مصالحات أم هدنة؟

... بعد ازدياد تعثر المشروع الأمريكي في المنطقة، وكسر شوكة العدوانية الإسرائيلية وانتصار المقاومة اللبنانية على نظرية الردع الإسرائيلية في حرب تموز، وكذلك في أعقاب أحداث القوقاز واستقالة أيهود أولمرت وفشل واشنطن في فرض عقوبات على إيران، وقبل ذلك «بعد صلح الدوحة العشائري» برعاية عربية ودولية، تعبدت الطريق أمام حمى المصالحات الكلاسيكية بين القوى المتصارعة ذاتها في لبنان!

من جورجيا إلى الجنوب اللبناني..

كان «البعض» ممن يعمل في السياسة على طريقة «بائع المفرق» يتهمنا بالمبالغة عند تكرارنا لمقولة «إن الولايات المتحدة محكومة بتوسيع رقعة الحرب» في سعيها لحل أزمتها البنيوية، الاقتصادية-الداخلية عبر السيطرة على مصادر الطاقة وامتلاكها بشكل مباشر من قزوين إلى المتوسط.

دبلوماسية التهدئة وسياسة فرض الوقائع في المنطقة

يتجه الحراك الدبلوماسي الأمريكي والغربي نحو تحويل جهود استئناف «المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية» إلى مبادرة دولية- أطلسية وبمشاركة عربية، ليس من أجل وضع حد للعدوان الإسرائيلي، أو تفعيل «المبادرة العربية» أو حتى تنفيذ «خارطة الطريق»، بل بهدف فرض وقائع جديدة في المنطقة.
.. ففي الوقت الذي يواصل فيه الكيان الصهيوني تهديداته العسكرية والسياسية في كل اتجاه (لبنان، قطاع غزة، إيران)، وميدانياً يقوم جيش الاحتلال بقصف مدن وقرى قطاع غزة، وخرق الأجواء اللبنانية، وإقامة جدار إلكتروني على الحدود المصرية اعتبرته مصر شأناً إسرائيلياً خاصاً، اتخذت إدارة أوباما موقفاً علنياً على لسان وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون «بضرورة استئناف المفاوضات الفلسطينية- الإسرائيلية ودون شروط مسبقة»!.

«5 مقابل 5» اتفاق نتنياهو ـ ليبرمان يسبق حوار القاهرة

مع الإعلانات المتضاربة حول التقدم والتعثر في عمل لجان الحوار الفلسطيني الخمس في القاهرة، وقع بنيامين نتنياهو اتفاقاً مع نظيره الفاشي زعيم حزب «إسرائيل بيتنا» ايفيغيدور ليبرمان حول شكل وبرنامج الحكومة الإسرائيلية القادمة يرتكز على خمسة مبادئ وخمسة وزراء سيادية لحزب ليبرمان في تحدٍ واضح للجان الحوار الفلسطيني ومن «يرعاها» في المنطقة وخارجها.

المقاومة تستعيد أبناءها.. والصمود «بالقنطار»!

مثلما هناك عولمة ضد الشعوب عبر الحروب والتجويع، من المطلوب ودون إبطاء أن تكون هناك عولمة من المظلومين ضد الظالمين في جهات الأرض الأربع. ففي أعقاب ما سماه الكيان الصهيوني بحرب «الأيام الستة» واتخذ منه الإعلام الصهيوني والإمبريالي عموماً مصطلحاً تصدر كل نشرات الأخبار وعناوين الصحف وأسماء الأفلام والمسرحيات التي «تمجد قوة الجيش الذي لا يقهر»، كان مشهد وزير الحرب آنذاك موشي دايان في فناء المسجد الأقصى، يشبه نصل خنجر مسموم في وجدان شعوب المنطقة التي ابتليت بحكامها ووحشية غزاتها من كل حدب وصوب!

«التهدئة» وصولاً إلى تعميم «العرقنة»!

منذ أيام محمد علي باشا لم يشبع قادة الغرب ومنظروه من إخضاع منطقتنا لمختلف أنواع التجارب وتبادل الأدوار، ومحاولات تطبيق فرضياتهم الرامية للسيطرة المباشرة وغير المباشرة على المنطقة وما تحتويه من ثروات وما تمثله من موقع جيو- استراتيجي.

تهدئة على فوهة البركان!

في ظل اتساع تأثير وتداعيات حملة الرموز والإشارات والمصطلحات عبر الإعلام الإمبريالي- الصهيوني المرئي والمسموع والمقروء، الموجهة إلى الرأي العام العالمي، والهادفة إلى غسل الأدمغة وقصف العقول لدى الخصوم على المستوى العالمي، يصيب منطقتنا قسط وافر من سموم هذه المصطلحات والرموز والإشارات التخديرية التضليلية حول حقيقة النوايا الإمبريالية- الصهيونية إزاء دول وشعوب المنطقة!

المقاومة والمساومة استراتيجيتان لا تلتقيان!

منذ نكبة 1948، وكل ما تلاها من اعتداءات وحروب و اجتياحات إسرائيلية للأرض العربية، أوحى النظام الرسمي العربي بإمكانية قيام إستراتيجية عربية تحرر الأراضي المحتلة وتعيد الحق إلى نصابه. لكن الرهان كان خاسراً وسرعان ما اكتشفت الشعوب العربية أن النظام الرسمي العربي يفتقد لإرادة المواجهة وهو لا يخرج عن مرجعيته الأجنبية التي أشرفت على تكوينه منذ سايكس- بيكو وحتى الآن...

لا حل إلا بزوال الاحتلالين

منذ أن سقطت بلاد الرافدين بأيدي الاحتلال الأمريكي، كان واضحاً أن بلدنا سورية أصبحت في قلب الخطر المصيري، وأن المنطقة عموماً دخلت مرحلة جديدة من السيطرة الأمريكية- الصهيونية تحاول ألا تستثني أحداً. وهي مرحلة لا تنفع معها الشعارات أو أي شكل من أشكال المهادنات إزاء ما ظهر- منذ البداية- من هول وخطورة المخطط الأمريكي ضد المنطقة وتغيير بنيتها السياسية والجغرافية والديمغرافية بقوة الحديد والنار وتسعير الصراعات العرقية والمذهبية، وصولاً لإشعال الحروب الأهلية في غير مكان وغير بلد.