علاء أبوفرّاج
email عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
انشغل العالم في الأيام القليلة الماضية بحفلة جرت في البيت الأبيض، حيث تعرّض الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي لهجوم شرس من قبل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ونائبه جيه دي فانس أمام كاميرات الصحافة، الرئيس الأوكراني حاول يائساً الدفاع عن موقفه، لكنه تعرض لإذلال شديد من خلال تأكيد ترامب على أن أوكرانيا لا تملك أوراقاً، ولا مخرج لها إلا عبر التوقيع على اتفاق مع روسيا، يرسخ توازن القوى الفعلي.
ظن البعض بعد تزايد الحديث عن بدء مفاوضات روسية أمريكية تشمل عدداً من القضايا على رأسها أوكرانيا، أن دخول ترامب إلى البيت الأبيض كان «السبب» وراء بدء هذه المفاوضات، وربما يملك الرئيس الأمريكي الجديد بنظر المحللين «مفتاحاً» للحل، ويرون فيما يجري إنجازاً شخصياً له، كما لو أن ترامب بالذات مصدر معلوماتهم عمّا يجري!
نشأت خلال عقود مضت مجموعة من الهياكل والتحالفات الإقليمية والدولية، وخلال هذه المدة السابقة ظهرت أجيال من الناس والبنى السياسية، التي نشأت وتطورت في ظل حالة من السكون النسبي، وبدا شكل العالم الذي نعيش فيه أزلياً بنظر البعض، مع أن كتب التاريخ كانت تقول عكس ذلك تماماً.
ظهر بشكلٍ واضح، وبعد مرور ما يقرب الشهر على هروب السلطة الفاسدة، أن هناك حالة من الارتياح العام، وتحديداً بعد إنجاز الخطوة الأولى دون إراقةٍ للدماء. ويظهر لدى جمهور عريض من أقصى شمال سورية إلى جنوبها، مزاج شعبي واضح يطمح لعقد جديد مبني على التوافق، بدلاً من سنوات الانقسام التي مرّت سابقاً.
قد يبدو عند مراقبة سلوك الكيان الصهيوني وتحديداً خلال الأيام القليلة الماضية درجة كبيرة من الحذر وربما التخبط في كثير من الأحيان، فبالرغم من حجم العدوان الذي شنه جيش الاحتلال لأكثر من عام متواصل، لم يستطع تحقيق أهداف استراتيجية كبرى، بل تظهر بين صفوف سياسييه ومحلليه قناعة راسخة أن الضربات العسكرية الموجعة التي نفّذتها «إسرائيل» تبقى حتى اللحظة دون دعائم استراتيجية يمكن البناء عليها، ويمكننا في هذا السياق تحديد بعض ملامح الاضطراب الصهيوني.
بعد التوصل لاتفاق يقضي بوقف إطلاق النار على الجبهة اللبنانية، يبدو الوقت ملائماً لإعادة طرح سؤال جوهري حول الاستراتيجية الأمريكية في المنطقة، وخصوصاً كون الأخيرة أدّت دوراً في الوصول إلى الاتفاق بعد أن كانت طوال الشهور الماضية تؤجج الصراع، وتعيق فعلياً إنجاز أي اتفاق سواء في غزّة أو لبنان، فهل حقاً تغيّرت السياسة الأمريكية- «الإسرائيلية»؟ أم أننا أمام فصل جديد من مخطط الفوضى ذاته؟!
لا يمكن قياس جدوى سياسية ما إلا بنتائجها، وهذا تحديداً ما يجعل الكيان في وضعٍ لا يحسد عليه، فإذا أخذنا مقطعاً زمنياً منذ اليوم التالي لعملية طوفان الأقصى وحتى الآن، لوجدنا أن دفاعات «إسرائيل» تتداعى تدريجياً، ولا نقصد دفاعات الميدان العسكري فحسب، بل يمكن رصد جملة من التداعيات الخطيرة وصلت عتبة جديدة وعلى المستويات كافة.
يأتي المؤتمر الوزاري الأول لمنتدى شراكة روسيا-أفريقيا الذي انعقد في شهر تشرين الثاني الحالي في مدينة سوتشي، كأحد أهم الأحداث لتعزيز التعاون بين روسيا والدول الأفريقية. ويعكس هذا المنتدى استمرار الشراكة بين الجانبين في ظل تحديات سياسية واقتصادية تواجهها كل من روسيا وأفريقيا، كان من أبرزها آثار الحرب الروسية الأوكرانية وأزمات الطاقة والغذاء في العالم. ويأتي هذا المنتدى بعد أيام قليلة من انعقاد قمة البريكس واستكمالاً للمسار الذي تتبنّاه روسيا بتعزيز الشراكة الاستراتيجية مع دول الجنوب العالمي وبشكل خاص مع الدول الأفريقية، التي تعتبرها روسيا من أهم محاور التغييرات العالمية ومساهماً رئيساً في صياغة النظام العالمي الجديد، نظراً لموقعها وثرواتها البشرية والطبيعية والدور الهام الذي يمكن أن تلعبه على الساحة الدولية في مجال إنهاء الاستعمار الغربي وإيقاف نهبه.
يظهر الكيان الصهيوني تصاعداً شديداً في العدوانية على المستويات كافة، العسكرية والسياسية، فالمواقف «المعتدلة» تكاد لا تختلف من حيث جوهرها عن مواقف القوى الأشد تطرفاً، ما يثبت إمكانية أن تتحول عزلة الكيان التي يعيشها الآن إلى ظرف دائم، وهو ما ستكون له آثار هائلة على مستقبله، تحديداً إذا ما أخذنا بعين الاعتبار أن العلاقات المتينة مع دول كبرى كانت دائماً صمام الأمان الذي يضمن بقاء الكيان العنصري!
يأتي المؤتمر الوزاري الأول لمنتدى شراكة روسيا-أفريقيا الذي انعقد في شهر تشرين الثاني الحالي في مدينة سوتشي، كأحد أهم الأحداث لتعزيز التعاون بين روسيا والدول الأفريقية. ويعكس هذا المنتدى استمرار الشراكة بين الجانبين في ظل تحديات سياسية واقتصادية تواجهها كل من روسيا وأفريقيا، كان من أبرزها آثار الحرب الروسية الأوكرانية وأزمات الطاقة والغذاء في العالم. ويأتي هذا المنتدى بعد أيام قليلة من انعقاد قمة البريكس واستكمالاً للمسار الذي تتبنّاه روسيا بتعزيز الشراكة الاستراتيجية مع دول الجنوب العالمي وبشكل خاص مع الدول الأفريقية، التي تعتبرها روسيا من أهم محاور التغييرات العالمية ومساهماً رئيساً في صياغة النظام العالمي الجديد، نظراً لموقعها وثرواتها البشرية والطبيعية والدور الهام الذي يمكن أن تلعبه على الساحة الدولية في مجال إنهاء الاستعمار الغربي وإيقاف نهبه.