صباح الموسوي
email عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
يقوم التحالف الإمبريالي بوظيفته الحقيقية خير قيام. لم تفض الـ1700 غارة جوية، المعلن عنها رسمياً فقط، على «داعش» سوى إلى حمايتها وتوفير الغطاء الجوي اللازم لكي تزحف من مدينة إلى أخرى في العراق وسورية، وصولاً إلى تحقيق الرسمة الجديدة في المنطقة.
تتضح يوماً بعد يوم ملامح الخطة الأمريكية لتقسيم العراق، وتتسارع وتيرة الخطوات الانتقالية نحو فدرلة العراق طائفياً. وما أن أعلن أوباما بأن الحرب على «داعش» قد تمتد ثلاث سنوات، حتى زادها سعود الفيصل إلى عشر.
يعتمد نظام 9 نيسان 2003، الدستور المؤقت لصاحبه بريمير، الحاكم الأمريكي للعراق، الذي أطلق عليه تسمية «قانون إدارة الدولة للمرحلة الانتقالية لعام 2004»، كأساس للدستور الراهن الذي وضع مسودته الأولى الصهيوني الأمريكي، نوح فيلتمان.
تتضح يوماً بعد يوم الأهداف الأمريكية من غزوة داعش إلى العراق، وأبرزها إشعال الحروب القومية (كردية، فارسية، تركية) وطائفية (سنية، شيعية) وصولاً إلى الهدف الأصل وهو تمزيق دول المنطقة إلى إمارات وإقطاعيات لتحقيق هدف الدولة الصهيونية اللقيطة بهويتها الدينية اليهودية وتكون الباب العالي لهذه الإمارات، وما قرار الإدارة الأمريكية بتشكيل تحالف دولي رجعي سوى لإضفاء "الشرعية الدولية" على مخططها الاستعماري.
جاء تشكيل الحكومة الخامسة منذ سقوط النظام الديكتاتوري السابق واحتلال العراق على يد الأمريكيين، ليعيد العراق إلى المربع الأول تحت الهيمنة الكاملة للولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها من الإمبرياليين.
قررت أمريكا زيادة وتوسيع وجودها في العراق مستخدمة قرار مجلس الأمن الدولي غطاءً لإقامة تحالف عالمي جديد لمحاربة فيلمها الجديد «داعش» بعد اختفاء فيلم «القاعدة» الذي دام عرضه لعقد من الزمان. يشاركها في الفيلم الدموي هذا كومبارس الاتباع المتاجرون بالطائفية والعنصرية، الذين يخوضون صراعاً على وقع القصف الأمريكي من أجل إعادة تقسيم ثروات العراق فيما بينهم وفق لمستوى رضا «بايدن» عن كل منهم.
كشفت مجلة «Executive Intelligence Review» الأمريكية، في 20 تموز ١٩٩٠، عن ثلاث حروب كبرى قادمة في الشرق الأوسط، تنتهي بتقسيم الدول العربية إلى دويلات. أما خاتمة هذه الحروب، بعدما يتم تقسيم مملكة آل سعود، فهي تقسيم مصر، باعتبارها الجائزة الكبرى للمخطط الصهيوني العالمي.
قبل تقييم أداء الخصوم الطبقيين الذين أدوا أدوارهم المرسومة في مسرحية انتخاب رئيس جمهورية العراق أداءً فاشلاً، علينا أن نجيب على السؤال الأهم: أين دورنا، كيسار عراقي، في المعركة التاريخية الدائرة على أرض بلادنا، والتي تهدِّد بتقسيم العراق؟
تم انتخاب مرشح الاتحاد الوطني الكردستاني فؤاد معصوم رئيساً للجمهورية العراقية بعد أن جرت الانتخابات الرئاسية العراقية يومي 23 و24/7/2014، حيث شهد اليوم الأول خلافاً بين مرشحي الكتلة الكردية فؤاد معصوم وبرهم صالح انتهى بانتخاب معصوم من البرلمان العراقي.
لعب سقوط «المثقف الشيوعي الرسمي» في طريق الذل، طريق الدولار وحاويته الملحقة بقوات الاحتلال الأمريكية الغازية والتحاق هتافة النظام الساقط بالاحتلال بالحاوية التي اخذت تنبعث منها رائحة متصهينة تستخف بالقيم الوطنية ومفهوم الوطن وتحتقر الشعب، دوراً تخريبياً مدروساً في بث روح اليأس من إمكانية التغيير الوطني بالإرادة الشعبية، ومن ثم لا مفر من الاستسلام «للقدر الأمريكي» طريقاً أوحد للخلاص من الفاشية، حتى وإن كان الثمن تفيتت الوطن.