التيار اليساري العراقي في معركة الانتخابات الرئاسية

التيار اليساري العراقي في معركة الانتخابات الرئاسية

تم انتخاب مرشح الاتحاد الوطني الكردستاني فؤاد معصوم رئيساً للجمهورية العراقية بعد أن جرت الانتخابات الرئاسية العراقية يومي 23 و24/7/2014، حيث شهد اليوم الأول خلافاً بين مرشحي الكتلة الكردية فؤاد معصوم وبرهم صالح انتهى بانتخاب معصوم من البرلمان العراقي.

هذا وقد خسر مرشح اليسار الوطني العراقي الرفيق صباح الموسوي في الانتخابات التي جاءت مشاركة التيار فيها تنفيذاً لرؤيته في ضرورة محاولة كسر هيمنة نظام التحاصص الطائفي في العراق، حيث أعلن منسق التيار اليساري العراقي، الرفيق صباح الموسوي في وقت سابق، عزمه خوض هذه الانتخابات. ويمثِّل التيار اليساري العراقي أحد التكوينات السياسية التي تخوض معركة الدفاع عن وحدة العراق بأرضه وشعبه. وفيما يلي تستعرض «قاسيون» بيان الترشح الذي أصدره الرفيق صباح الموسوي، مضمناً ببرنامج التيار اليسار العراقي لرئاسة الجمهورية العراقية:
أيها الشعب العراقي المضطهد: إن شعباً علم البشرية ما لا تعلم من الحرف والقانون، إلى الموسيقى والعلوم، وخاض الانتفاضات والوثبات، من ثورة العشرين الوطنية حتى ثورة 14 تموز 1958 المجيدة، وتصدى للفاشية البعثية على مدى أربعة عقود (1963- 2003) وقاوم الاحتلال الامريكي منذ 9 نيسان 2003 حتى يومنا هذا، يستحق رئيساً وطنياً لا تابعاً للأجنبي أو محاصصاتياً..
إننا إذ نعلن ترشيحنا نثق بأن الشعب سيحاسب البرلمان إن نصب دمية اثنية أو طائفية في إعادةٍ لإنتاج نظام المحاصصة الطائفية الاثنية الذي جوع وذبح الشعب، وعرَّض الوطن إلى مخاطر التقسيم.. ونؤمن بأن الإرادة الشعبية ستحسم المعركة لصالح الكادحين.
إن منصب رئيس الجمهورية لم يعد حكراً على أدوات الإمبريالية الأمريكية أو الانقلابات العسكرية.... فالمرحلة التاريخية الراهنة تشير إلى أن ساعة إرادة الشعوب قد حانت، وعقرب الزمن لا يمكن أن يعود إلى الوراء... ولكم الكلمة الأخيرة.
برنامج المرشح اليساري صباح زيارة الموسوي لمنصب رئيس جمهورية العراق
أولاً: القضاء على نظام المحاصصة الطائفية الاثنية الفاسد، وفصل الدين عن الدولة.
ثانياً: استعادة الوحدة الوطنية، وإعلاء راية الهوية الوطنية العراقية فوق جميع الهويات الفرعية الدينية والطائفية والقومية والعشائرية، وبناء العراق كدولة وطنية ديمقراطية ووطن حر يعيش فيه شعب سعيد في ظل نظام العدالة الاجتماعية.
ثالثاً: القضاء على بقايا الاحتلال الامريكي، والضرب بيد من حديد على ذيوله وأدواته الفاشية من فلول النظام البعثي الإجرامي المقبور والمليشيات الإرهابية المتاجرة بالإسلام والطائفية والاثنية والفيدرالية التقسيمية، من خلال إعادة بناء الجيش العراقي والأجهزة الأمنية والمخابراتية والاستخباراتية على أساس الخدمة الوطنية الإلزامية لمدة عام واحد غير قابلة للتمديد مع حق التطوع وفق الكفاءة والمهنية.
رابعاً: إعادة بناء البنية التحتية، وتوفير الخدمات بأرقى المستويات خلال عام واحد بعزيمة أبناء وبنات العراق وخبراتهم وعبر القضاء على البطالة، وتوفير الضمان الاجتماعي والصحي والتعليمي لجميع المواطنين، واتخاذ خطوات اقتصادية اجتماعية– سياسية جذرية، في مقدمتها تشريع قانون اصلاح زراعي جذري وحماية الثروة الوطنية– النفط والغاز- بناء صناعة وطنية تلعب الطبقة العاملة العراقية دوراً أساسيا في إدارتها وتطويرها بما يحقق مكتسبات حقيقية للكادحين.
خامساً: تحقيق المساواة التامة بين الرجل والمرأة وتخصيص برامج دعم وتأهيل للمرأة العراقية بمختلف شرائحها المضطهدة.
سادساً: إقامة علاقات حسن الجوار، وعدم التدخل في الشؤون الداخلية مع دول الجوار.
سابعاً: إقامة علاقات الصداقة والتعاون مع دول البريكس، وخصوصاً روسيا والصين وإقامة أوسع أشكال التنسيق الاقتصادي مع البلدان العربية، خصوصاً الشقيقة سورية، بما يخدم مصلحة الشعوب العربية.
ثامناً: التضامن مع الشعوب من أجل الحرية والسلام والتقدم وخصوصاً الشعب الفلسطيني وحقه في تقرير مصيره بالتخلص من الاحتلال الصهيوني.
تاسعاً: تشكيل حكومة كفاءات لمدة عام لإنجاز المهام أعلاه، واعتماد دستور وعلم وشعار ثورة 14 تموز 1958 الوطنية التحررية حتى كتابة دستور جديد للبلاد من قبل مجلس الخبراء الوطني يعرض على الشعب للاستفتاء العام.
يقوم مجلس الخبراء الوطني بالإعداد لانتخابات بعد استفتاء الشعب العراقي على الدستور ينتج عنها برلمان وطني ينتخب رئيساً وحكومة للبلاد.

الموسوي يوضح أسباب الترشح

في توضيحه للجدوى من خوض انتخابات الرئاسة، في ظل هيمنة نظام المحاصصة الطائفية الإثنية الفاسد، قال المرشح الرئاسي صباح زيارة الموسوي بتاريخ 19/7/2014، أنه فوجئ الجميع بقرار فتح باب الترشيح لانتخاب رئيس جمهورية العراق يوم ١٦ تموز، وكانت المهلة الممنوحة للتقدم للترشيح قصيرة حتى ٢٠ تموز، لذلك اضطررت شخصياً لإجراء استشارات عاجلة للحصول على مرشح وطني ذو ماض يساري، مستعد لخوض هذه المعركة التي سوف لن تكون الأولى ولا الأخيرة ضد القوى الطائفية والاثنية والفاشية والإرهابية. وكانت المفاجأة الأكبر في الأوساط الوطنية واليسارية هي نزول مرشح يساري حلبة المنافسة غير المتكافئة، فانهالت الاتصالات بي شخصياً لاستبيان الأمر، مما تطلب إصدار هذا التوضيح الذي يبين الأسباب والتداعيات والأهداف من هذه الخطوة.
وأضاف: «يقتحم الثوري السماء.. وما نقوم به ليس سوى اقتحام خيمة الأتباع وحيتان الفساد وأمراء الحروب الطائفية الإثنية وتجار الدين.. لنقول لشعبنا العراقي.. انهض وتحرر من السجن الوهمي الذي حُشرت فيه... فالأجيال الوطنية العراقية التي رفعت ولا تزال ترفع الراية من جيل إلى جيل يتساقط حولها الشهداء من أجل عراقٍ حر.. لا من أجل هيمنة حفنة من اللصوص على البلاد والعباد. نعم يمكننا بهذه الخطوة أن نشجع الناس على التحرر من بيت العنكبوت.
بعد فشلنا في الحصول على مرشح وطني مستقل ذو ماض يساري، بسبب الخوف من التصفية أولاً، وليأسهم من الوضع العراقي ثانياً، جاء قراري الذي اتخذته للقيام بهذه المهمة. وفي الحوارات مع الرفاق والأصدقاء أبلغتهم : «إذا كان الثوري من طراز الشهداء حسن سريع وخالد أحمد زكي وجيفارا ورفاقهم، يقتحم السماء.. فهل من المعقول أن لا نتمكن من اقتحام خيمة القوى الطائفية والاثنية الفاسدة، ولو من باب الاستفادة من الفرصة لإيصال صوتنا وبرنامجنا اليساري إعلاميا لكل الشعب؟».
كما أنها فرصة حقيقية لكل نائب يدعي الوطنية والتحرر من قيود الطائفية والإثنية ليثبت إرادته الوطنية العراقية بالتصويت لصالح رئيس عراقي من خارج الكتل الطائفية الأثنية.
إن قرار التيار اليساري الوطني العراقي خوض انتخابات الرئاسة العراقية يبعث أيضاً برسالة هامة إلى أولئك الانتهازيين والانهزاميين واليمينيين الذين شُلت إرادتهم, ولم يعد بمقدورهم الخروج من دائرة التبعية للقوى البرجوازية والإقطاعية، ومرشحيها الذين يعلنون على رؤوس الأشهاد ارتباطاتهم بأجهزة المخابرات الأجنبية، خصوصاً الأمريكية والبريطانية، بل ويفاخرون بها.
رسالة مفادها أن اليسار لم يمت أو يهجن كما توهموا... ولليسار كلمته التي لا بد من التعبير عنها قولاً معرفياً وفعلاً ثورياً.
إن مجرد نزول مرشح يساري المنافسة التي حرص أقطاب العملية السياسية الفاسدة على حصرها ما بين رموزهم المعادية للشعب العراقي، هو تحدٍّ لجميع القوى البرجوازية والإقطاعية، ناهيكم عن حسم الصراع على الخارطة اليسارية لصالح خطنا الثوري الذي يربط بين النظرية والتطبيق على الأرض.

إلى مجلس النواب: أنتم مسؤولون عن دماء الشهداء

أرسل المرشح اليساري، صباح زيارة الموسوي، لمنصب رئيس جمهورية العراق كلمة إلى الدكتور سليم عبد الله الجبوري رئيس مجلس النواب جاء فيها: «رغم إعلان برنامجنا المتعارض على طول الخط مع بنية وطبيعة النظام السياسي الحاكم في العراق، كلمة نأمل أن تصل من خلالكم، بصفتكم رئيس مجلس النواب، إلى أعضاء المجلس مفادها أن دماء الشعب ودموع الفقراء ودمار البلاد واستباحتها ونهب الثروات والارتهان للأجنبي الإقليمي والدولي أنتم مسؤولون عنه. وإذا كان منكم من يعلن رفضه لنظام المحاصصة الطائفية الإثنية ...فها هو يحصل على فرصته للبرهنة على صدق أقواله، وإلا فسوف لن يرحمه التاريخ مطلقاً.