مطبات: ملهاة الورق..مأساة الصحافة
انتشت بمادتها الصحفية الأولى، وباغتها صهيل عجيب كما لو أنها الساعات الأولى لمفاجأة ولادة أنثى جديدة بكامل مواصفاتها، ومشت إلى البيت تقلب الجريدة من غلافها الأول إلى غلافها الأخير منتشية بالنصر على أقرانها اللواتي طالما وجدن ضالتهم في المرآة، ورسائل المعجبين.
هو.. أحس للوهلة الأولى أنه وفي هذه اللحظة بالذات قادر على صعود منبر الخطابة الذي كان يشعره بالذعر والمهابة، والآن وبعد أول عباراته على الهواء انتصر صوته على دمامة لازمته من الصغر كما لو أصاب وجهه جدري أزلي، ومن اليوم سينام خلف الميكرفون، وينتظر همسات المستمعات في برنامج آخر الليل كما يفعل مذيعو منتصف الليل، وربما سيصبح ذات يوم سعيد محط إعجاب مروجي الإعلان وصوته علامة فارقة كمحمود سعيد أو عبد المجيد مجذوب.