لابديل عن المقاومة
لاتزال قضية الشعب الفلسطيني وحقوقه المشروعة في تحرره من الاحتلال الإسرائيلي، وتأمين حقه في إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس تراوح في مكانها.
العدوان الإسرائيلي المستمر
فحكومة شارون التي لم تعترف بخارطة الطريق الأمريكية، ورفضت الهدنة التي أعلنتها حماس والجهاد الإسلامي، لاتزال تتابع عدوانها اليومي المستمر، وتغتال عن سابق تصور وتصميم قادة المقاومة ونشطاءها، كما أنها تصر على متابعة الجدار الأمني، وفي الوقت نفسه تطالب السلطة الفلسطينية باستمرار بالقضاء على ماتسميه بـ «المنظمات الإرهابية» أي فصائل المقاومة كلها وتجريدهما من السلاح وليس ثمة أي أفق يوحي بأن هذه الاعتداءات سيوضع لها حد، ما دامت تلقى الدعم المتنوع من بوش وحكام واشنطن الآخرين ومن الدول الأوروبية وبتواطؤ من الحكام العرب الدائرين في فلك واشنطن.
الدعم الأمريكي غير المحدود
أما واشنطن، صاحبة «خريطة الطريق»، فقد عملت بدعمها لحكومة شارون غير المحدود إلى توقف نهج «خريطة الطريق» في غضون أربعة أشهر، وزاد خطاب بوش في الأمم المتحدة النار تأججاً عندما أعلن دعمه لإٍسرائيل مادياً لمتابعة الجدار الأمني المزعوم، وفي الوقت نفسه هاجم السلطة الفلسطينية وهددها بأن يترك إسرائيل تفعل ما تشاء إذا لم تضع حداً لما يسمى «المنظمات الإرهابية».
موقف اللجنة الرباعية المنحاز
وأما الدول الرباعية فقد انجرت في بيانها وراء عربة الولايات المتحدة حينما وقفت إلى جانب إسرائيل المعتدية وقالت إن إسرائيل لها الحق في الدفاع عن نفسها!! وصمتت صمتاً مطلقاً على ماتقترفه هذه الدولة من جرائم بحق الشعب الفلسطيني وتنكر له حقه في الدفاع عن نفسه. وهكذا يتأكد من جديد أن من يحسن الظن بالدول الاستعمارية الأوروبية ويثق بها كل الثقة فسيصاب بخيبة الأمل، ويجد نفسه أمام عدو لا صديق، فمصالح الدول الاستعمارية واحدة ومتشابكة، وإذا اختلفت فيما بينها فالاختلاف على مقدار الحصص، لكنها جميعاً متفقة على استغلال الشعوب ونهبها.
عقبات أمام حكومة قريع
أما حكومة أحمد قريع التي أقرت تشكيلها اللجنة المركزية لفتح، فإنها ستجد نفسها مقدماً أمام أربع عقبات:
1. هل ستلجأ إلى محاولة ضرب بعض القوى الفاعلة وتجريدها من سلاحها، أم ستعمل على تصليب الوضع الداخلي أمام المخاطر الخارجية؟
2. موقف إسرائيل المعادي لحقوق الشعب الفلسطيني وستسلك الطريق نفسه الذي أدى إلى سقوط حكومة محمود عباس.
3. مواجهة الضغوط الأمريكية لتنفيذ المطالب الإسرائيلية وخاصة القضاء على المقاومة لإبقاء الشعب الفلسطيني أعزل كريشة في مهب الريح أمام جميع أعدائه.
4. موقف اللجنة الرباعية المنحاز كلياً لإسرائيل بعد بيانها الأخير.
الصعوبات لن تفت في عضد الشعب الفلسطيني
إن جميع الظروف القاسية التي تواجه الشعب الفلسطيني والضغوط التي تمارس عليه من العدو والصديق المزعوم لن تفت في عضده وهو مصمم على متابعة نضاله النبيل في أصعب الظروف ومما يبرهن على صموده واستعداده للتضحية هي المعارك اليومية التي يخوضها ضد الاحتلال، وسيجد رئيس الوزراء الجديد أحمد قريع، المهندس الثاني بعد أبو مازن لاتفاقية أوسلو المشؤومة نفسه أمام امتحان صعب، لأن السبيل الذي سلكه سلفه محمود عباس أدى إلى الإسراع بسقوطه بعد أن تخلت عنه تل أبيب وواشنطن.
■ محرر الشؤون العربية: عادل الملا
عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.