عرض العناصر حسب علامة : لبنان

أحداث شمال لبنان، أبعادها ودلالاتها خيوط متعددة لخطة خفية هدفها التدويل وفرض 1559

تكثر التحليلات والتأويلات التي تتناول محاولة تفسير الأحداث الدموية التي يشهدها لبنان في محيط المخيمات الفلسطينية في شمال لبنان، والتي تتخذ عنوان المواجهة بين الجيش اللبناني من جهة ومنظمة فتح الإسلام من جهة أخرى. والواضح أن أبعاد المواجهة سالفة الذكر تتعدى إطارها المجابهاتي ليتم ربطها بإشكالات أخرى كقضية المحكمة الدولية وموقف الجارة سورية.

«فتح الإسلام» وبداية الفوضى العمياء!!

عيداً عن حرب المواقع في لبنان التي بدأها «تنظيم فتح الإسلام»، وهو على أية حال تنظيم خارجي لتعدد الجنسيات لا يمت بصلة لا للقضية الفلسطينية ولا لجوهر الإسلام ولا لجوهر القضية اللبنانية، يجب النظر بعمق إلى خطورة انتقال وتوسع مسلسل حرب التفتيت والفوضى العمياء من العراق إلى كل لبنان ليكون مقراً وممراً له سيتوسع لاحقاً باتجاه سورية إن استطاع من هم خلف هذا «التنظيم ـ الواجهة» إلى ذلك سبيلا.

عيد التحرير..

تمر في هذه الأيام العصيبة على لبنان والمنطقة، الذكرى السابعة لتحرير معظم جنوب لبنان من الدنس الصهيوني، وكأن هذه المناسبة تحضر بجلالها ومعانيها هذا العام، لتذكّر مجدداً الساهين والغافلين والمرتبكين، بعدوهم الحقيقي المتربص بالمنطقة، ولتعيد تصويب البوصلة، وتدقق الاتجاه العام لمن أدخله التصاعد المعقد للأحداث في دوامة من انعدام الوزن وضياع البصيرة.. باستثناء أولئك الذين ارتضوا أن يكونوا بيادق في المشروع الأمريكي الصهيوني الذي يستهدف المنطقة.

صحفي أمريكي ينشر تحقيقاً من الداخل: من يقف خلف القتال في شمال لبنان؟

مع بقاء الوضع في لبنان مفتوحاً باتجاه كل الاحتمالات بما فيها العودة إلى أتون الحرب الأهلية، أكدت مصادر إعلامية في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين القيادة العامة أن السلاح الأمريكي الذي تم تقديمه بسرعة البرق للبنان في أعقاب تفجر أوضاع نهر البارد وصلت شحنات منه إلى عناصر جنبلاط وجعجع، وهو ما يؤكد أن قوى 14 آذار باتت مستعدة لكل «الألعاب القذرة» في سبيل البقاء في السلطة والتمسك بأهداب المشروع الأمريكي الإسرائيلي ولو على حساب لبنان أرضاً وشعباً وحلفاء ومعارضين. ووسط هذه المعطيات جاء تحقيق الصحفي الأمريكي فرانكلين لامب الذي تناقلته كاملاً أو مقتطفاً مواقع الانترنت ووكالات الأنباء والصحف العربية والعالمية. ونظراً لأهميته تعيد قاسيون نشره بتصرف في بعض مفرداته.

أدوات برسم الإيجار!

كرة النار التي أشعلت شرارتها الأولى عملية السطو المشبوهة– توقيتاً ووظيفةً- على أحد المصارف في بلدة «أميون» الشمالية، امتد لهيبها المُخَطط له إلى شوارع طرابلس، لينتقل بعدها إلى الهدف المحدد «مخيم نهر البارد». وإذا كان الفعل قد ارتبط بجماعة «فتح الإسلام» فإن الرد عليه جاء مباشرة من قبل قوى الأمن الداخلي «مديرية المعلومات»، التي ربط المراقبون بين كبار ضباطها ومسؤوليها، وبعض أركان الجماعات «الإسلامية» المسلحة. واللافت لنظر المتابعين لتطور الحدث منذ لحظاته الأولى، كانت السرعة الاستثنائية التي تم فيها زج الجيش بالأحداث، سواء الدفع به لمسرح الاشتباكات، أو استهدافه بالمذبحة الوحشية التي قامت بها الجماعة الإرهابية ضد بعض مراكزه. لقد كُتب الكثير في الصحافة المحلية؛ والعالمية (مانشره وتحدث عنه «سيمور هيرش») حول خيوط الشبكة العنكبوتية التي قامت أجهزة الاستخبارات برسم امتداداتها وأدوارها، لتقوم جميع مكوناتها بالدور المطلوب: تنفيذ مخطط الفوضى المدمرة.

«فتح»، و«فتح الإسلام»، و«فتح الجبهة»...

التحول الخطير في لبنان المتمثل في انتقال المواجهات بين الجيش اللبناني والجماعات «الإسلاموية» إلى محيط مخيم عين الحلوة، مع استمرارها في نهر البارد، لم يكن مفاجئاً، فهو بطبيعة الحال خطوة مطلوبة لاستكمال مكونات ومقدمات تفجير الأوضاع في لبنان مجدداً من جانب من أراد ذلك.

أصوات المخيم عبر الأثير: «نريد العودة.. لا اللجوء»

 نصحو وننام، وصوت القذائف المنهمرة على المخيمات الفلسطينية في لبنان ما تزال مستمرة، نتابعها على المحطات الفضائية الإخبارية والمتنوعة تباعا، ننتقل لمتابعة التطورات من الجزيرة إلى المنار إلى تلفزيون الجديد إلى قناة العالم، النيل وغيرها وغيرها من المحطات التي باتت مشغولة برصد واقع القصف على المخيمات، والاقتتال الدائر بين الجيش اللبناني ومجموعة فتح الإسلام، وبعض المجموعات الأخرى التي تربطها صلة ما بها، أو بتنظيم القاعدة وما يتفرع عنه من منظمات راحت تتغلغل في المخيمات الفلسطينية في العقد الأخير، متخذة منها ملاذا استراتيجيا، وجاعلة منها قنبلة موقوتة قابلة للانفجار في أية لحظة.

«المعلم واحد» من غزة إلى نهر البارد!!

كنا قد أكدنا منذ انفجار الوضع في مخيم نهر البارد، أن ما يحدث هناك هو بداية انتقال مسلسل حرب التفتيت والفوضى العمياء والتدويل من العراق إلى كل لبنان بالتوازي مع ما يجري الآن في الأراضي الفلسطينية المحتلة من اقتتال داخلي رهيب يقوم به «اللحديون» من كلا الطرفين بالوكالة عن قوات الاحتلال الصهيوني وخدمة لمشروع المحافظين الجدد والأطلسيين الجدد والذي من بين أكبر أهدافه ضرب المقاومة وانتزاع سلاحها في كل مكان من منطقتنا، وبالمقابل توفير السلاح والتمويل والتغطية الأمنية والسياسية والإعلامية للمرتزقة من كل حدب وصوب كرأس حربة لإشعال الحروب الأهلية وإشاعة الفوضى في كل مكان من هذا الشرق!

اغتيال عيدو بين التساؤلات والاستحقاقات

بينما كنا نضع اللمسات الأخيرة على هذا العدد قبل دفعه للطباعة، تفجرت الأنباء القادمة من لبنان مغطية واقعة اغتيال النائب اللبناني وليد عيدو. وبطبيعة الحال لم يفاجئنا قيام جوقة 14 شباط فور شيوع النبأ (الذي حضروا له مسبقاً فيما يبدو) بتكرار معزوفة اتهام سورية بسيمفونية باتت ممجوجة على نحو مقيت.

باراك يلوح باستفزاز عسكري جديد

اختار وزير الحرب الإسرائيلي ايهود باراك، القيام بجولة على قيادة المنطقة الشمالية على الحدود مع لبنان وسورية كأول زيارة له بعد تسلمه المنصب من خلفه عامير بيريتس. زيارة باراك وضعتها بعض الأوساط الصهيونية في إطار التركيز على هذه الجبهة مقابل سورية وحزب الله وخاصة في فترة الأشهر المقبلة حيث تلوح مخاطر في الصيف الحالي.