عيد التحرير..
تمر في هذه الأيام العصيبة على لبنان والمنطقة، الذكرى السابعة لتحرير معظم جنوب لبنان من الدنس الصهيوني، وكأن هذه المناسبة تحضر بجلالها ومعانيها هذا العام، لتذكّر مجدداً الساهين والغافلين والمرتبكين، بعدوهم الحقيقي المتربص بالمنطقة، ولتعيد تصويب البوصلة، وتدقق الاتجاه العام لمن أدخله التصاعد المعقد للأحداث في دوامة من انعدام الوزن وضياع البصيرة.. باستثناء أولئك الذين ارتضوا أن يكونوا بيادق في المشروع الأمريكي الصهيوني الذي يستهدف المنطقة.
لقد كان تحرير معظم قرى الجنوب اللبناني من نير الاحتلال الصهيوني نصراًً تاريخياً هاماً، صنعته البطولات العظيمة لرجالات المقاومة الوطنية اللبنانية بكل تياراتها وأحزابها، ومن ورائها الشعب اللبناني الذي صمد وقدّم التضحيات الكبرى في سبيل الحرية، وقد أسس كل ذلك للنصر الانعطافي الكبير على الصهاينة وداعميهم بعد ذلك بسنوات ست، مع صد ودحر عدوان تموز - آب 2006.
إن ذكرى التحرير هي مناسبة مهيبة لشد الهمم والإيمان بالذات لمن وهنت عزيمتهم، وهي حافز كبير لجميع قوى المقاومة والممانعة في منطقتنا للاستمرار في التصدي للهجمة الإمبريالية - الصهيونية الشرسة الهادفة للتفتيت والفوضى والهيمنة، وأخيراً وليس آخراً، هي معنى رمزي كبير وعنوان عريض ووحيد لفلسفة وثقافة المقاومة والتحرير، تهدينا لسبيل تطهير أرضنا المغتصبة في الجولان ولبنان وفلسطين من رجس المحتلين الذين ما فتئوا يعيثون فيها فساداً، ويسعون عبر الجرائم والدسائس للمزيد من التوسع والهيمنة..
لتبقَ المهمة الأساسية تتمثل في تحضير متطلبات المواجهة!