عرض العناصر حسب علامة : سياسة

الافتتاحية: بين إدارة الأزمة، وحل الأزمة!

لم  يستطع جهاز الدولة حتى تاريخه إيجاد حل حقيقي للأزمة، وبغض النظر إذا كان ذلك تعبيراً عن جهل بعمق الأزمة وأبعادها الحقيقية وتداعياتها ونتائجها وتأثيرها على مصير البلاد، أو نتيجة قوى العطالة المهيمنة على مفاصل جهاز الدولة التي لاتتقبل مصالحها ولا ذهنيتها و لابنيتها الطبقية على قبول الحقيقة التي تقول: إنه لم يعد بالإمكان إدارة البلاد بالطريقة السابقة، وإن الوضع يتطلب تغييرا جذرياً بنيوياً عميقاً يفضي إلى واقع سياسي واقتصادي اجتماعي جديد، أي إلى نظام جديد، فالنتيجة وصول الوطن إلى أزمة تهدده في وجوده.

 

حول مبادرات السلم الأهلي... والمصالحة الوطنية!

مع تفاقم الأزمة وارتفاع منسوب التوتر، والنزف المستمر للدماء السورية بادرت العديد من الفئات المجتمعية وخصوصاً القطاعات الشبابية إلى طرح مبادرات عديده تتعلق بموضوعة السلم الأهلي والمصالحة والإغاثة وما إلى ذلك من أنشطة ومفاهيم تعكس الحس الوطني العالي، والنزوع الإنساني لدى الشعب السوري، وحرصه على وحدته الوطنية، وتعكس في العمق رغبته بالخروج الآمن من الأزمة الراهنة.

ومن نافل القول إن مثل هذه المبادرات والجدية منها تحديداً هي محل تثمين وتقدير كل من يهمه مصير البلاد ومصير أبنائه، ولكن السؤال هو كيف ستقوم بالدور الحقيقي المطلوب منها؟

 

الفرز المطلوب وضروراته (1)

تركزت هجمات المعسكر المعادي للشعب السوري مؤخراً، على عمليات ميدانية، وإعلامية، وسياسية، يجمعها طابع محدد، ألا وهو إلقاء كميات هائلة من القنابل الصوتية والدخانية بالمعنى المجازي للكلمات، أي بذل أقصى ما يمكن من أجل التعمية، والتغطية، وعرقلة عملية موضوعية تجري ببطء، ولكنها في غاية الأهمية بالنسبة لمصالح الشعب السوري وحلّ أزمته، وفي غاية الخطورة على أعدائه. تلك العملية إنما هي عملية تقدّم الفرز على عدة مستويات بين النزعات الوطنية واللاوطنية داخل البلاد. ولا يمكن من غير هذه الزاوية فهم مغزى الدفقات الجديدة من التفجيرات الإرهابية الطائفية، والهجمات التخريبية المدمرة لمنشآت حيوية عسكرية ومدنية، فضلاً عن تقطيع سبل المواصلات والاتصالات.

 

أدوات الهيمنة الإمبريالية، هل اُستنفدت؟

تسعى منظومة الهيمنة المتمثلة بالغرب الأوروبي والأمريكي إلى الاستمرار بالإرث الاستعماري عبر إعادة إنتاج تقسيمات سياسية في المنطقة لايمكن أن تستقر هذه التقسيمات، إلا إلى الفوضى طبعاً.

في البدء كانت الكلمة.. حتى في السياسة!

لأنها «في البدء كانت»، فالكلمة أساس لا يمكن البناء دونه، والكلمة جذر الفكرة ومبتدؤها.. لن نناقش هنا قوة الكلمة وقوة تأثيرها من جانب قوة الفكرة، ولكن سنناقش قوة الكلمة المفردة، الكلمة- الاصطلاح، الكلمة- المفهوم، وسنقصر النقاش على السياسة الجارية الخاصة بسورية وعلى بعض مفرداتها فقط..

المعارضة السورية: عامان والفرز مستمر

في كواليس التحضير للقاءات مختلف القوى في سياق اقتراب الاستحقاق السياسي، تثار مرة جديدة مسألة تحديد صفات القوى السياسية التي سيتم وفقها تشكيل الوفود المتحاورة. حيث تعود لتظهر مرة أخرى عقلية الحزب الواحد في صفوف قوى «المعارضة» متجلية باحتكار منح شهادة «الثورية» لمن يتحدرون من معسكر «المعارضة» التقليدية حصرا والتي تتصف بالادمان البنيوي على الخارج وان بنسب وأساليب متفاوتة، الأمر الذي يشكل مفتاح تفسير وفهم مواقفها وتكتيكاتها. إن دراسة تمايزات القوى السياسية المعارضة التقليدية منها (مجلس اسطنبول/ائتلاف الدوحة وهيئة التنسيق الوطنية لقوى التغيير الديمقراطي) وغير التقليدية (الجبهة الشعبية للتغيير والتحرير) يمر عبر معاينة الأهداف السياسية التي رفعتها كل منها كمهام آنية أثناء عمر الحدث السوري، ومن جهة ثانية عبر معاينة الأدوات النضالية التي كرستها أو طالبت بتكريسها في سبيل الوصول لتلك الأهداف. على أن نجاح ومصداقية أي قوة سياسية تدعي الثورية يتحدد بتبنيها أهدافاً ممكنة التحقيق وللغالبية الشعبية مصلحة فيها، بالاضافة لضرورة اختيار أساليب نضالية تسمح بالوصول لتلك الأهداف، على أن الوسائل النضالية من جنس الأهداف المنشودة حكماً.

 

من «يالطا» إلى «جنيف»..!

يعانى الفكر السياسي السوري في المرحلة الراهنة، من جملة من الأمراض الوظيفية التي قادتهُ إلى مأزق القراءة الجزئية، وأحادية الجانب للواقع السوري، وقراءة الهوامش دون قراءة المتن، فمعظم المقاربات للشأن السوري، تجاهلت العديد من العوامل الأساسية والوقائع المؤثرة في المسألة السورية وتحديداً توازن القوى المحلي والاقليمي والدولي.

 

مجانين عامودا يتكلمون في السياسة

نادراً ما كان مجانين عامودا يتحدثون في السياسة لأن شعارهم: «لا تتكلموا فالحيطان لها آذان»، ولكن في الوقت الحاضر بدؤوا يتكلمون في كل قضايا الكون.. لماذا؟ لست أدري.. وهاكم بعض الأمثلة..

الحرية..

الثورة الفرنسية، التي حملت الحرية إلى العالم، ولدت في 1789، أي في أواخر القرن الثامن عشر، وفي أقل من قرنين وربع إلى الآن انتقل الإنسان من التنقل على الرجلين، أو على الدواب إلى عصر الفضاء، ومن الأسلحة البسيطة إلى القنبلة النووية، ومن الكتابة بخط اليد، والطباعة الابتدائية، إلى العصر الالكتروني، إلخ، أي قطع الإنسان مسافة حضارية في زمن بسيط نسبياً تعادل اضعافاً مضاعفة مما قطعه الإنسان في آلاف السنين من عصور العبودية.

مثل هذه المقارنة البسيطة توضح أهمية الحرية للإنسان، التي لولاها بقي الإنسان متقوقعاً في كهفه.