طلاب الشهادات في ريف دير الزور... ممنوع تقديم الامتحانات!!
سنتان ونيف من عمر الأزمة الوطنية التي تشهدها سورية، سنتان وديرالزور غارقة في الدماء وتتعرض للنهب والتخريب والتدمير في الأملاك العامة والخاصة، في ظل العنف المتبادل
سنتان ونيف من عمر الأزمة الوطنية التي تشهدها سورية، سنتان وديرالزور غارقة في الدماء وتتعرض للنهب والتخريب والتدمير في الأملاك العامة والخاصة، في ظل العنف المتبادل
مع تصاعد العملية التعليمية يتصاعد التخصص، بحكم المنهجيات المعتمدة في معظم دول العالم، ويصبح الباحث الذي وصل إلى أعلى الدرجات العلمية سيد التخصص، مدركاً لأدق دقائق أبحاثه عالماً بتفاصيل التفاصيل فيها
يبدو من الواضح على مدى الأزمة الحاصلة في سورية، والمستمرة منذ ما يزيد على تسعة أشهر حتى الآن، والتي أسفرت عن تخبط أرهق البلاد والعباد على جميع الأصعدة والمستويات، يبدو أن الوزراة وحتى المدارس لم تنجُ من براثن هذه الأوضاع المتفاقمة والتي انفجرت في سورية.
لا أدري حقاً إن تراجعت الحكومة عن تنفيذ خطتها التعليمية بالانتقال إلى التعليم الخاص، وهي التي كانت تعد العدة بالتحول إليه بنسبة 37% في خطتها الخمسية العاشرة، وقدمت عبر مجموعة قرارات أبدعتها في غرف الانتقال زمن العطري، وأكد عليها في كثير من التصريحات قائد التحولات الاقتصادية الكبرى في حكومته عبد الله الدردري الذي برر بدماثته وجمال طلته كل خطوات الحكومة المنصرمة لحذف الفقراء ليس فقط من التعليم.
«تأجير لغرف الطلاب، ضعف بالتجهيزات، أعداد كبيرة في غرفة واحدة، محسوبيات، نقص الفرشات والأسرّة، ومشاكل في الخدمات، وتصرفات لا أخلاقية»، هذه الشكاوى لم تكن صادرة من إحدى مراكز ايواء للنازحين، بل كانت من طلاب في المدينة الجامعية بدمشق، ووصف وضعهم هناك بـأنه «كمراكز الإيواء»
كل الأمم التي نهضت وتطورت استندت في جانب من ذلك إلى تحسين وتطوير وعصرنة المناهج التربوية. يقول سان سيمون: العلم يفسر العالم بناءً على معطيات العلم وأي خلل في الإختصاص يؤدي إلى دمار المؤسسة التربوية وعندما أصبحت اليابان بعد هزيمتها في الحرب العالمية الثانية تحت الوصاية الأمركية فإن أهم عمل قامت بها الأخيرة هو تطوير المؤسسات التعليمية، من خلال تطوير المناهج، ورعاية الكادر التعلميمي بشكل استثنائي، وبمميزات خاصة مادية ومعنوية
بداية يطيب لي ويسعدني، كمدرس متقاعد مارس التعليم لأكثر من أربعين عاماً، من مسعدة في الجولان إلى عفرين وجرابلس في أقصى الشمال إلى البصيرة في دير الزور وانتهاءً في دمشق، يطيب لي أن أتوجه بأعطر التحية وأصدق التقدير إلى جميع المعلمين في سورية الغالية بيوم عيدهم مردداً قول أمير الشعراء أحمد شوقي:
قمْ للمعلّم وَفّهِ التبجيلا *** كادَ المعلمُ أن يكونَ رسولا
عندما تحدث غرامشي عن الفرق بين نوعين للتعليم كان يقصد مدرستين في التفكير، أحداهما تتحدث عن تربية الإنسان والأخرى تتحدث عن تربية العبيد
تأثرت جوانب العملية التربوية والتعليمية قبل حدوث الأزمة الوطنية العميقة بالتغييرات الشكلية سواء على مستوى المناهج أو طرائق التدريس... إلخ فذهبت إلى مزيد من التراجعات على أساس المدخلات والمخرجات التعليمية
يعمل في مديرية تربية الحسكة ومجمعاتها التربوية العشر، نحو 50 خريجاً جامعياً شاباً موزعين على اختصاصات كلية التربية من إدارة وتخطيط وإحصاء ووسائل تعليمية وغيرها، ولأول مرة يتاح لاثنين منهم يتمتعان بسمعةٍ جيدة ومقدرة علمية وعملية عالية أن يكونا في موضع المسؤولية وإذا ما تم تثبيتهما به يمكن أن يحققا نقلةً مهمة في خدمة العاملين من المعلمين والمدرسين وخاصةً في مجال أتمتة العمل والتخلص من المركزية والروتين وبعض الفساد المرتبط بهما..!