المناهج الحالية... وآفاق تطويرها
كل الأمم التي نهضت وتطورت استندت في جانب من ذلك إلى تحسين وتطوير وعصرنة المناهج التربوية. يقول سان سيمون: العلم يفسر العالم بناءً على معطيات العلم وأي خلل في الإختصاص يؤدي إلى دمار المؤسسة التربوية وعندما أصبحت اليابان بعد هزيمتها في الحرب العالمية الثانية تحت الوصاية الأمركية فإن أهم عمل قامت بها الأخيرة هو تطوير المؤسسات التعليمية، من خلال تطوير المناهج، ورعاية الكادر التعلميمي بشكل استثنائي، وبمميزات خاصة مادية ومعنوية
وبالنسبة إلى الاتحاد السوفييتي فإن قيم ومبادئ الثورة البلشفية والعقيدة الفولاذية لدى الانسان السوفيتي بعد الحرب هي التي أوصلت أول رائد فضائي في العالم إلى الفضاء مستندة في ذلك إلى الفلسفة الجديدة في القطاع التربوي والتعليمي بما فيها من المناهج التربوية المتطورة.
واقع المناهج الحالية في سورية
على الرغم من التعديل والتغير الذي جرى على منظومة المناهج السورية تحت عنوان المشروع الوطني لتطوير المناهج وعلى عدة مراحل فإنها لم تحقق الأهداف العامة لوثيقة المعايير الوطنية المتمثلة بـ
• تعزيز التفكير العلمي والناقد والابداعي لدى المتعلم
• تعزيز روح المبادرة والابتكار عند المتعلم
• تعزيز القدرة على التعليم الذاتي وتنمية مهاراته...الخ، ومن خلال الدراسة التحليلية والتشخيصية لواقع تلك المناهج فيمكننا استخلاص بعض الاستنتاجات التالية: 1- إن التطوير الذي حصل لم يرتقي إلى مستوى الآمال المعقودة عليه في بناء المواطن والأسهام في التنمية 2- موضوعات هذه المناهج مفككة ومحتوياتها جامدة وجافة وتتميز بالحشو والتكرار ليكون التطوير فقط في الصور والألوان وزيادة المفاهيم والمصطلحات 3- هذه المناهج لا تكون الخبرات التعليمية وإنما تؤكد فقط حفظ المعلومات ولا تخلق المهارات والاتجاهات اللا.مة لتغير الواقع تغير ايجابياً 4- عدم وجود الرابط بين الفكر والعمل بسبب الطبيعة النظرية غير الواقعية السائدة فيها فمثلا يكون التفكير في اعتماد البحوث العلمية والتجريبية ولكن لا تدريب للأطر اللازمة لها.
آفاق تطوير المناهج
وحتى نستطيع القيام بعملية بناء مناهج تحقق الطموحات والرغبات التربوية وفق الأسس العصرية والحضارية فلا بد من مراعاة العوامل التالية:
• حاجات المتعلم وميوله واهتماماته وأساليب تعلمه والفروقات الفردية
• تحديد مشكلات المجتمع وثقافته
• تحديد خصائص عصر المتعلم واتجاهاته ومسارات نموه
وبالتالي فإن عناصر نجاح عملية تطوير المناهج تختصر بما يلي.
• هي الشجاعة في حصر المشكلات التي تعترض العملية التربوية والتعليمية.
• تعزيز الرغبات الإصلاحية والضرورية في التغير الجذري
• هو الالتزام بالتخطيط الشامل نظرياً وعملياً
• التقويم المستمر لجميع خطوات عملية التغيير ومراحلها.
• إشتراك كل فئات المجتمع ذات العلاقة بالشؤون التربوية و في تطوير المناهج
• إحداث تغيرات مستقبلية كلما تطلب الأمر ذلك.
ولذلك فإن تطوير المناهج ليس عملية آلية تستخدم أساليب وتقنيات علمية جامدة بل عملية إنسانية اجتماعية تربوية وضرورة وطنية تهدف إلى تغير سلوك هؤلاء الاشخاص القائمين بمسؤولية تخطيط المناهج باتجاه تحديد الملامح الاساسية للمناهج المستقبلية التي ستقع على عاتقها مهمة الإسهام في بناء سورية الجديدة.