الأزمة تزيد الفجوة بين الآمال و«الواقع الجديد» لقطاع التعليم
عابدين رشيد عابدين رشيد

الأزمة تزيد الفجوة بين الآمال و«الواقع الجديد» لقطاع التعليم

تأثرت جوانب العملية التربوية والتعليمية قبل حدوث الأزمة الوطنية العميقة بالتغييرات الشكلية سواء على مستوى المناهج أو طرائق التدريس... إلخ فذهبت إلى مزيد من التراجعات على أساس المدخلات والمخرجات التعليمية

وبقي ذلك الخلل مستمراً وبدون علاج موضوعي مما أدى بدوره إلى تفاقم المزيد من المشكلات التربوية وانعكاس ذلك على مفهوم التنمية الشاملة ثم جاءت الأزمة بأبعادها الاقتصادية والسياسية لتزيد الفجوة بين الآمال والواقع الجديد.
 إن السياسات التربوية التي تفرعت عن اتباع «الليبرالية الاقتصادية» قد عرقلت مهمة التربية في التغيير المنشود باتجاه الفكر التلقيني حتى أصبح النظام التربوي برمته في حالة «الاستعصاء المركب» نتيجة للأزمة الحالية التي مضى على عمرها حوالي ثلاث سنوات تحمل فيها الطلبة والكوادر التدريسية الكثير من المعاناة والمآساة التي لم يعرفها أبناء هذا الوطن من قبل.

جملة «وقائع» كارثية

وانطلاقاً من ذلك يمكننا استخلاص بعض تجليات الأزمة والمتمثلة بما يلي:
• تعرض المدارس لظاهرة التفجيرات والاعمال العسكرية، التي راح ضحيتها كثير من   التلاميذ وهم على مقاعدهم الدراسية بالإضافة إلى تعرض الكادر المدرسي في بعض المناطق إلى حوادث الخطف والقتل تحت مسميات غير حضارية.
• حجم الدمار الذي لحق بالمدارس كلياً أو جزئياً بلغ حوالي 3000 مدرسة، وبينما عدد المدارس التي يقيم فيها النازحون حوالي 1000 مدرسة، وفق ما ورد في تقرير صدر عن الهيئة السورية للتربية والتعليم في 18/4/2013. ويضيف التقرير أن نسبة الطلاب المتضررين كلياً بلغت حوالي 38% بينما نسبة المتضررين جزئياً عن توقف الدراسة بلغت حوالي 34%.
• تضخم عدد الطلاب في بعض المدارس وصل حوالي 70 طالباً في الشعبة الصفية الواحدة   وهذا الأمر يؤدي إلى الفوضى واللامبالاة وتشكيل ضغوط نفسية مختلفة على الطالب والكادر التدريس والإداري.
• انتقال أسر هؤلاء الطلاب إلى أماكن غير مستقرة وعدم قدرة هؤلاء على التكييف مع الأوضاع الاقتصادية الصعبة فيتعرضون لأبشع أنواع الاستغلال وخاصة «أسعار الإيجارات» من قبل العقارات.
• استحالة إجراء الامتحانات العامة والانتقالية في المناطق الساخنة أو التي هي خارجة عن سيطرة الدولة بالمعنى الإداري، وعدم وجود أوراق الإجابات في المناطق النائية، وصعوبة تأمين الكتب المدرسية في مراكز المحافظات وانعدامها في أطراف المدن«المناطق الساخنة»، وغياب اللباس المدرسي هناك «الموحد».
• تدني نسبة الدوام وانخفاض نصاب المعلمين في المناطق الآمنة، وانعدام الدوام في المناطق الساخنة.
• معاناة المعلمين في إرسال المثابرات إلى معتمدي الرواتب.
وفي الختام، فإن حجم المعاناة والمآساة الإنسانية يزداد يوماً بعد يوم وأمام مرآى العالم وعيونهم ومعها تزداد تحديات التربية المستقبلية التي يجب أن تحمل في طياتها وأهدافها الفهم العميق والعلمي والمعرفي لمنطق الحاضر وإدارة أزماته باتجاه تغيير جذري في أهداف التعليم ومضامينه نحو بناء جيل «كيف يفكر ويبني».