لأنه نافذة لرأي الشعب.. نريد الحوار
المواطن العادي السوري، من يسمعه؟! كيف يصل صوته وصوت السلاح يعلو على كل شي! وبالطبع صوت المال أيضاً!
المواطن العادي السوري، من يسمعه؟! كيف يصل صوته وصوت السلاح يعلو على كل شي! وبالطبع صوت المال أيضاً!
إن ما تمر به سورية اليوم وإصرار بعض الأطراف على المضي في التخوين والتكفير وإقصاء الآخر ورفضه وصولاً إلى حد التصفية الجسدية، أفرز واقعاً أليماً ومخيبا للآمال على مختلف المستويات بشكل ينم عن تدنٍ كبيرٍ في وعي بعض السوريين؛ يضاف إلى ذلك القمع والإقصاء اللذين تعرضت لهما مختلف التيارات السياسية والفكرية السورية، أدى بطريقة أو بأخرى إلى ترهل واضح في المؤسسات المدنية، وتعاظم سطوة التيارات اليمينية الراديكالية والقوى الرجعية على الإعلام، من الفضاء إلى المواقع الإلكترونية، ويضاف إلى ذلك غياب دور حقيقي للإعلام اليساري العلماني الديمقراطي الذي يخاطب العقل، ويحد من تأثير النزعات الفاشية والشوفينية والدينية التي بدأت أخيراً بالظهور العلني بوجهها القبيح دونما استحياء، وكل ذلك على حساب الحياة المدنية للمواطنين السوريين.
مازالت العديد من المناطق في الوطن تشهد تصعيداً وتوتراً سبب ارتفاعاً في منسوب سيلان الدم السوري الطاهر إضافة للخسائر المادية وتخريباً وتدميراً للمنشآت العامة والخاصة والبنية التحتية والتي هي ملك للشعب والوطن.
تستند ممارسة العمل الإعلامي إلى قواعد أساسية نص عليها قانون الإعلام رقم 108 لعام 2011 وهي حرية التعبير والحريات الأساسية المكفولة في الدستور السوري والإعلان العالمي لحقوق الإنسان والاتفاقيات الدولية ذات الصلة التي صدقتها الحكومة السورية كما تستند أيضاً إلى حق المواطن في الحصول على المعلومات المتعلقة بالشأن العام وعلى القيم الوطنية و القومية للمجتمع السوري والمسؤولية في نشر المعرفة والتعبير عن مصالح الشعب وحماية الهوية الوطنية
جاء استهداف مقر الإخبارية السورية في منطقة دروشا ليؤكد مرة أخرى على استبداد و إقصائية جزء من القوى المعارضة، وتحديداً تلك الداعية للتدخل الخارجي، الاستهداف الذي أدى إلى استشهاد سبعة عاملين في كادر القناة جدد مرة أخرى الحقيقة البسيطة القائلة بأنه لا يمكن الوصول إلى الديمقراطية بوسائل غير ديمقراطية، وإن هذا النوع من الجرائم البشعة لا يفعل سوى أنه يطيل الطريق نحو سورية الجديدة، ويزيد من معاناة الشعب السوري وجراحه..
يرتفع منسوب الدّم السوري المراق، يفتك الحاقدون من كل الأطراف بالشعب السوري، يذكرنا موت ولي العهد بأن أكثر من نصف قنوات الديجيتال آل سعودية، على الأخص تلك التي (تحب) الشعب السوري، وتحبه على طريقتها الخاصة.. الطائفية.
تختلف درجات الإثارة والتشويق اليوم على الشاشات الفضائية، وتتفاوت بدءاً من تقاسيم الصبا المرفقة مع التقارير الإخبارية وصولاً إلى حالات الاستعصاء (الشتم والذم وحتى الضرب...!!) بين ضيوف البرامج السياسية...
الصحافة هي الأداة الأساسية للاتصال بالجماهير عبر وسائلها التقنية المتنوعة، لكونها مؤسسة اجتماعية فكرية من حيث المواد التي تقدمها، وتعتمد على الفكر والتحليل وإيصال المعلومات إلى عقل المتلقي، ومن ثم فهي صناعة متكاملة وتجارة نشطة تبرز في المجتمعات المتطورة، وتتطور معها من حيث النوع والكم، تزدهر وتكبر وتلبي الحاجات الإنسانية والاجتماعية، وتتعقد في المنع والحجب وغيرهما.
لم يعد خافيا أن الإعلام منذ تطوره في القرن العشرين، تحول إلى أداة دعائية جبارة في الصراعات بين الدول والجماعات السياسية المختلفة. ومع نتائج الأداء الإعلامي في الحرب العالمية الأولى، بلور باحثون، نظريات حول التأثير المباشر للإعلام في الرأي العام، مطلقين نظرية أسموها «الرصاصة السحرية» أو «الإبرة تحت الجلد»، والتي كانت تقيس وتتحدث عن مدى تأثير الدعاية التقليدية في توجهات وسلوك وخيارات المشاهدين.
ثبت الآن، بعد انتهاء الجولة الثانية من مفاوضات جنيف، أن «جعجعة» مئات الصحفيين ووكالات الأنباء لم تعكس فروقاً جذريةً في طريقة التعاطي الإعلامي معه. لفهم الآلية التي هيأت بها القنوات الإعلامية المناخ العام للمؤتمر الدولي، لا يكفي الوقوف فقط عند الأخبار التي احتوت كلمة «جنيف» في متنها، بل يجب النظر لمنظومة الأخبار والصور التي ضخّها الإعلام بتواترٍ مكثفّ قبل وأثناء جنيف وحتى الآن.