لأنه نافذة لرأي الشعب.. نريد الحوار

لأنه نافذة لرأي الشعب.. نريد الحوار

المواطن العادي السوري، من يسمعه؟! كيف يصل صوته وصوت السلاح يعلو على كل شي! وبالطبع صوت المال أيضاً!

في الإعلام، أنت أيها المواطن العادي، لا مكان لك..

ففي الإعلام الرسمي وشبه الرسمي، عليك أن تحاول أن تقول رأيك بطريقة قابلة للمنتجة والقص، فنصف رأيك يعجبهم، ستقول «الطرفين خربوا البلد» فيأخذون الجزء الذي يقول «خربوا البلد» وسيعطفونه على رأيهم، فالإعلام الرسمي إعلامهم!

وفي إعلام البترودولار، سيسألون عنك جيداً، من أنت؟! سيستشعرون –تحت الهوا- عبر بضع جمل إن كنت متطرفاً أم لا، فإن استهليت كلامك بالشتم الطائفي.. ستروقهم، أما أنت يا ابن حارتنا الطيب قد يعتذرون منك عندما تقول إنك لست مع أداء الطرفين!

إذاً لا مكان لك في الإعلام، فلتحاول في حارتك..علّ صوتك يصل!

كيف يستطيع المواطن العادي أن يقول رأيه في حارته، إذا كان أبو جمال الذي يمون على كل أهل الحارة لم يقدر على ذلك، لقد وصف لنا المشهد في حارتهم يوم نزحوا، مسلحون بأعداد كبيرة اقتحموا الحارة، لا نعرف من أين نبعوا، لم يكن الوقت يسمح بالتفكير، القصف بدأ، وما علينا نحن المواطنين العاديين الذين لم يفكر بنا أحد إلا أن نفر من النيران هنا وهناك.

في الحارة المجاورة أبو جمال آخر، من كبار الحي، يحترمه الجميع، أو على الأقل كان ذلك قبل أن تنتشر اللجان الشعبية في الحي، لقد رأى أبناء الحي جميعاً أبو جمال يهان لأنه تدخل عندما رآهم يسرقون جزءاً من حصة الحي من الغاز.

المسلحون غير الشرعيين يثيرون الفوضى أينما حلوا ..إنه رأي المواطن العادي!

العادي الذي تشتعل الثورة في داخله، الذي لا مكان له في الإعلام، ولم يترك السلاح اللاشرعي المنتشر في كل مكان لرأيه متنفساً حتى في حارته الأليفة، لا يموله إلا عرق جبينه، ينتمي لهذا الوطن، بخرابه وبمحرقته، المواطن العادي ينتظر قاعة لا خطوط حمراء فيها، لا سلاح ولا معتقلات بعد الخروج منها، ليقول رأيه كيلا تذهب كل هذي الدماء التي نزفها الشعب من الطرفين لتصب أرباحاً واستثمارات لمحدثي الفساد.. الحوار ليس حاجة موضوعية نتحدث عنها في معرض نقاشنا عن حل أزمة بلادنا فحسب، لقد أمسى الحوار حاجة عاطفية لكثير من أبناء شعبنا، حاجة مرتبطة بالشغف الذي لدينا، نحن الذين اشتقنا لبيوتنا التي هجرنا منها..نحن الذين تجرحنا كل قطرة دم وتعلمنا ماذا نريد لوطننا أن يكونه بعد كل الوجع الطاعن الذي اهتلك أرواحنا.