من يريد سلب السوريين خبزهم؟
بعد أقل من أسبوع واحد لما نشر في العدد الماضي من «قاسيون» حول آليات الإضرابات ضد الشعب السوري، وكيف يعلن الفاسدون إضرابات المحروقات والخبز والكهرباء والغاز والمازوت والسكر والرز والتبغ.... إلخ. تفاجأ سكان مدينة دمشق بقرار إغلاق جميع المخابز العامة والخاصة في المدينة كل يوم جمعة!
وهكذا أضيف فصل جديد من فصول سياسة «سلب خبز السوريين»، فإضافة إلى الفصول السابقة المستمرة منذ أربعة عقود على الأقل، من الارتفاعات التدريجية لسعر ربطة الخبز، إلى سياسات الخصخصة وانتعاش الأفران السياحية الخاصة، إلى إضرابات الخبز التي يعلنها الفاسدون كل مرة متسببين بأزمات الخبز التي عاشها السوريون، إلى توفر الخبز في السوق السوداء بأسعار خيالية للربطة مقابل فقدانها أو نقصها في الأفران العامة.... إلخ.
يتخوف الناس من قرارات أخرى في المستقبل، فكل قرار يقضم شيئاً من حقوق الشعب السوري في الخبز «الخط الأحمر». لتكون المحصلة أو مجموعها فقدان الكثير، إذا ما وضعنا مخططاً لخصخصة الخبز السوري منذ ثمانينات القرن الماضي وحتى اليوم.
تستحضرنا هنا قصتان عن أزمات الخبز في الماضي وكيف حلها الناس بمشاركة القوى الوطنية:
في عام 1933 أعلن الاستعمار الفرنسي رفع أسعار الخبز والطحين، فانطلقت المظاهرات الغاضبة في مختلف مناطق البلاد. في حلب، بدأت المظاهرات مع إضراب 3000 من عمال النول العربي وهم يهتفون جوعانين .... جوعانين، وانضمت إليهم بقية جموع الشعب. واستشهد العامل الباسل أبو صطيف وهو يهتف بسقوط الاستعمار الفرنسي. كما امتدت المظاهرات إلى دمشق التي فجرها إضراب عمال التبغ وطلاب المدارس. فاضطر المندوب السامي الفرنسي إلى إلغاء هذا القرار.
وفي عام 1956، حدثت أزمة الخبز وفضيحة بيع القمح السوري إلى فرنسا في عهد حكومة سعيد الغزي. فحدثت تظاهرات شعبية واحتجاجات في مدينة دمشق أدت إلى سقوط الحكومة في النهاية.
تخبرنا القصص التاريخية الماضية، أن سياسات التجويع موضوع خطير، والخبز خط أحمر فعلي حقيقي عند السوريين، ليس الخط الأحمر الوحيد عند الشعب، ولكنه خط أحمر أساسي مثل الخطوط الأخرى الاقتصادية الاجتماعية والوطنية والديمقراطية.
فهل من عبرة؟!
معلومات إضافية
- العدد رقم:
- 1031