تأخير استلام المحصول يكبد الفلاحين خسائر لا تحصى الشوندر يدخل مرحلة حرجة
تحدثنا سابقاً في العدد رقم /505/ من «قاسيون» وتحت عنوان: (ويسألونك عن الشوندر) وقلنا الكثير عن الزراعة بشقيها النباتي والحيواني في وطننا الحبيب سورية، والتي يعتبرها الجميع شريان الحياة والركيزة الأساسية التي تحمل الاقتصاد السوري المأزوم المستباح من الليبراليين والفجار الفاسدين والمتكرشين، الذي يلتهمون الأخضر واليابس دون رحمة ولا ضمير، وكل السوريون باتوا على يقين ومعرفة تامة بما عانت منه الزراعة من نكبات ونكسات وأخطاء، في ظل الخطة الخمسية الماضية التي أرهقت البلاد والعباد، وجرت الوطن إلى ما لا تحمد عقابه.
أكدنا وقلنا سابقاً إن موعد قلع محصول الشوندر بتاريخ 28/5/2011 فيه استعجال كثير، وفي العجلة دائماً الندامة، وذلك لعدم اكتمال النمو الدرني ونقص الحلاوة، وقلنا إن الخاسر الأكبر من ذلك هو الفلاح المسكين الذي قضى أيامه ولياليه ينتظر بفارغ الصبر تلك النباتات، آملاً منها أن تخلصه من واقعه المر وفقره المدقع وأن تزحزحه عن شفير الجوع. وعلى صراخ الفلاحين المتواجدين أمام المصالح الزراعية، وقفنا والتقينا بهم، وعشنا آلامهم ومشاكلهم حيث قالوا وبصوت عال: «لا توجد بطاقات قلع شوندر لدينا خلال أيام 16/7 و17/7 و18/7 و19/7، شوندرنا عفّن في الأرض، وضاع محصولنا.. فهل من مغيث يغيثنا؟».
وبعد ذلك قامت «قاسيون» تلتمس خبراً من شركة سكر الرقة، فتبين أن معمل شركة سكر الرقة يعمل بطاقة إنتاجية جيدة طاقته الاستيعابية من /4000 طن إلى 4600 طن/ من الشوندر يومياً، وهو يعمل باستمرار دون توقف، أما بالنسبة لموضوع بطاقات القلع فتقوم شركة السكر بإعطاء مديرية الزراعة يومياً، ومنذ بداية القلع عدد من /200 ـ 225/ بطاقة. لكن شركة سكر الرقة توقفت عن إعطاء كروت قلع خلال /3/ أيام المذكورة أعلاه، وكان لـ«قاسيون» أيضاً اتصال بالمسؤولين عن توزيع بطاقات قلع الشوندر في مديرية الزراعة بالرقة، حيث أكدوا أنه بنهاية هذا اليوم 19/7/2011 تم توزيع بطاقات القلع، ومن خلال ما سمعناه من الطرفين السكر والزراعة، تبين أن الدنيا بألف خير!
أما على الأرض فنجد عكس ذلك تماماً... إذ تم توزيع بطاقات قلع شوندر على الفلاحين في البداية بأعداد جيدة ولكن بعد /15/ حزيران تقلص التوزيع بعدد البطاقات إلى /70%/ لأن:
كميات كثيرة من المحصول أدخلت إلى المعمل دون بطاقات قلع وشركات لها ومجالس رحمة تحت الأمر الواقع.
توزيع البطاقات غير منظم وأحياناً يتم بمصافحات وتبويس شوارب (سحرية).
هنا نتساءل عن استمرار تشغيل المعمل مدة الـ 3/4/ أيام المذكورة أعلاه بدون توزيع بطاقات قلع فمن أين يأتي هذا الشوندر؟ إن الشوندر بالمحافظة في حال خطرة إن لم يتم قلعه في الأيام القليلة القادمة، فعلى من تقع مسؤولية تأخير عمليات جني المحصول وتسويقه؟.
إننا في «قاسيون» نقف إلى جانب الإخوة الفلاحين في حقولهم ومزارعهم، ونشد على أياديهم، ونطالب الجهات المعنية والمسؤولة بوزارة الزراعة ومديرياتها ووزارة الصناعة وشركات السكر في المحافظات، بالعمل على تسويق كامل المحصول وبزمن قياسي قصير جداً، وذلك تفادياً لضياع إنتاج الفلاحين وخسارة الوطن والمواطن على حد سواء.