يوميات مسطول شو ها الدردري!!

بالحقيقة أنا لست ضد الدردري، وأحاول أن أناقش ما يطرحه من مفاهيم اقتصادية بحياد، بلكي بتكون نافعة للعباد. لذلك، وبعد أن سمعت بأنه يقول إن التجارة قاطرة النمو أصابني أول الأمر ذهول: شو دخل التجارة بالنمو؟! الناس بتعرف إنّو الصناعة والزراعة قاطرة النمو. أما أن تكون البلد زراعتها وصناعتها خربانة ونشجع التجارة على أنها (قائد الاقتصاد) شي مو مفهوم.

الناس الفهمانين بيعرفوا انو الصناعة والزراعة هي اللي بتجيب الخير وبتنمي البلد، والبطالة بتروح، وبنبلش نصدّر عن جدّ، مو ألعاب خفة وتزوير أرقام المجموعة الإحصائية.

قلت لنفسي: يا ولد يا مسطول بلكي أنت غلطان. وصار لي تسعة شهور عم اسأل الاختصاصيين ودوّر بالكتب وما في فائدة. كلّ الكتب والناس بتقول انو التجارة موهيك.

معناها يوجد وضع خاص لسورية. القصة وما فيها يمكن والله أعلم انو إذا تجار السيارات الكبار استوردوا عن أبو جنب، وخرّبوا البلد زحمة وتلوثاً واستهلاك بنزين، وسحب الفلوس من مدخرات الغلبانين وغيرهم، والحكومة مبسوطة، وحطوا بكروشهم فلوس البلد، بدل ما تستورد المؤسسات العامة السيارات وتضخّ الربح بالميزانية. يمكن بهالحالة بتنمو سورية. كيف؟! ما بعرف.

يا رجل. الفلوس اللي شفطوها بتروح على أوربا، وبتدعم الاقتصاد الوطني هونيك. وبيخلوا شوية مصاري بالبلد بيشتروا فيها عقارات بأي سعر، وبيولعوا أسعارها، وبيصير المواطن مو بس جوعان وعريان ومريض، بيصير ينام بالشوارع كمان. يعني مثل مشردي الهند اللي بتشوفهم بالتلفزيون. الحمد لله. وين النمو يا ناس؟!

واللي عم يستوردوا ملابس عن أبو جنب بدون ضرائب، والمعامل تبعنا عليها ضرائب. أعجوبة اقتصادية. دعم الدولة للصناعة النسيجية الأجنبية بالقانون. نفس قصة السيارات بس هدول بيفيدوا البلد أكثر. كيف؟ يا سيدي، مصانع البلد تبع الملابس عم بتسكر. يعني راح يصير عنّا إفلاسات بالجملة، والعمال بعشرات الآلاف صاروا بالشارع، والباقي عالطريق. وإن شاء الله راح يصيروا مشردين. ما عم بفهم شو استفادت البلد من التجارة المفتوحة هادي.

وغيرو وغيراتو. يا رجل. خلينا نمشي للآخر. إذا كانت فعلاً التجارة قاطرة النمو، تعالوا نعمل تجربة: فلننشط التجارة أكثر: درعا بتبيع البرغل للشام والشام تبيعه لحمص وحمص لحلب وحلب للجزيرة. وبعدين بترجع الجزيرة بتبيع نفس البضاعة لحلب وحلب لحمص وحمص للشام والشام لدرعا. وهيك التجار بيربحوا وبتدعمهم الدولة (أكثر من هلق). وطبعاً بيصير كيلو البرغل بألف ليرة لأنو كله لازم يربح. موهيك. وكلّ البضائع نفس الشيء.

ونجرب هذه الطريقة شي سنتين ثلاثة. وأنا بشارطك أنو راح تنحلّ كل مشاكل سورية. لا بطالة ولا زحمة، ولا نقّ على الحكومة، ولا دراسة ولا تعليم وتعب. ليش. لأنه لا يبقى سكان بالبلد إلا كبار التجار والشبيحة والمرتزقة.

يمكن هادا قصده الدردري بأن التجارة قاطرة النمو: نمو الأغنياء وانقراض الفقراء. يا عمي الله يسترنا. الظاهر دعوات الشعب عليه ما عم بتجيب نتيجة، ادعوا معنا بلكي بيكتر الدعاء وبيجيب نتيجة. وبعدين. بدك الصراحة: الموت أرحم، الناس ما عاد قالت توفى، عم بيقولوا ارتاح ونفد، نيّاله.

■ سمير عباس

آخر تعديل على الأحد, 21 آب/أغسطس 2016 14:26