شيوعيو دير الزور يحيون ذكرى الجلاء المجيد، والأول من أيار

على أطراف دير الزور وبين أشجار النخيل الباسقة جدد شيوعيو دير الزور إرواء سنديانتهم الحمراء التي ستبقى شامخة بشموخ الجلاء، والمروية بعرق العمال ودماء الشهداء، مؤكدين استمرارهم في النضال على الدرب الذي بدأه الرفاق القدماء. ففي صباح الجمعة 30 نيسان جمع الشيوعيون احتفالهم بمناسبتين عزيزتين من تاريخ الحركة الوطنية والعمالية: عيد كل الأعياد، عيد الجلاء، وعيد العمال العالمي. وتقاطروا وأصدقاءهم من كلّ أنحاء المحافظة، كبارهم وصغارهم ونساؤهم وعائلاتهم، وصدحت في الأجواء الأغاني الوطنية والتقدمية، ورفرفت الرايات الحمراء وأعلام الوطن فوق أشجار النخيل مؤكدة أنها لن تنكس في سماء سورية.

بدأ الاحتفال بالوقوف دقيقة صمتٍ مع النشيد الوطني تكريماً لشهداء الوطن والحركة العمالية السورية والعالمية، ثمّ ألقى أمين اللجنة المنطقية الرفيق ناجي العكيلي كلمةً عن عيد العمال استعرض فيها تاريخ الحركة العمالية السورية ونضالاتها ومواقفها الوطنية والطبقية، وما تتعرض له حالياً من هجوم على حقوقها ومكاسبها وتراجع دورها بعد تبني الحكومة سياسة اقتصاد السوق ونوه إلى قانون العمل الأخير وخاصةً التسريح التعسفي وتطرق إلى التهديدات التي تواجهها سورية، ووجوب مقاومتها بتقوية الوضع الداخلي، وأكد على ضرورة استرجاع دور الدولة في حماية الجماهير من جشع الرأسماليين الجدد.

وألقى الرفيق زهير مشعان عضو مجلس اللجنة الوطنية لوحدة الشيوعيين السوريين كلمة جاء فيها بعد التأكيد على أهمية اكتشاف مملكة ماري: «... دمشق هي أقدم عاصمة مأهولة في التاريخ، وهي التي لم تستسلم ولاتزال تمانع وتقاوم مشاريع الهيمنة الامبريالية الأمريكية ـ الصهيونية وهذا مبعث افتخار لنا جميعاً....

سورية من أوائل الدول التي نالت استقلالها عن المستعـمر بفضل مقاومة الشعب وقواه الوطنية التي بدأها يوسف العظمة وتبعتها ثورات إبراهيم هنانو وصالح العلي وسلطان باشا الأطرش وغيرهم الكثيرون، ومنها ثورات أبناء الفرات، العنابزة والبوخابور وإحراقهم 14 طائرة في مطار دير الزور، وكان لأهاليها وأبناء المنطقة ومنهم المجاهد رمضان شلاش بطولات أجبرت المستعمر على الانسحاب، وهذا أيضاً مبعث افتخار....

وكان لحزبنا الشيوعي السوري الدور الأساس من بين القوى الوطنية في مقاومة الاحتلال، حتى سمي بحقّ (حزب الجلاء)... هذا الإرث الحضاري والبشري نفخر به، ونستحضره في هذه المناسبة دعوةً لإحياء بطولات الماضي، ولتقوية الحاضر المقاوم، للانتقال نحو المستقبل الذي ننشده كمواطنين وكشيوعيين في تحقيق كرامة الوطن والمواطن، وخاصةً مع انفتاح الأفق أمام الحركة الثورية العالمية وانغلاقه أمام الرأسمالية بعد أزمتها الأخيرة... وكما تحقق الجلاء بالمقاومة فإن تحرير الجولان سيكون بالمقاومة، وهذا يتطلب إطلاق المقاومة الشعبية بتعبئة قوى المجتمع واعتبار الأمن الاجتماعي الاقتصادي أساس الأمن الوطني، لذا علينا مواجهة قوى النهب والفساد التي نمت وتوسعت بسبب السياسات الليبرالية الاقتصادية وقواها التي تنهب المجتمع والدولة... إنّ هذا أيضاً يتطلب تعزيز الوحدة الوطنية، وأولها وحدة الشيوعيين السوريين التي أصبحت ضرورة موضوعية...

واليوم نحتفل أيضاً بعيد العمال العالمي ونحيي ذكرى استشهاد عمال شيكاغو كرمزٍ للطبقة العاملة التي لا تملك إلا قوة عملها ومن هنا يكون لها الدور الأساس في القضاء على البرجوازية وبناء الاشتراكية وهذا منطق وحتمية التاريخ.. والطبقة العاملة السورية كان لها دور فعال في النضالات الوطنية والطبقية وحققت انجازات كبيرة في العقود الماضية إلى جانب فلاحي الوطن وسائر كادحيه ومثقفيه الثوريين والقوى الوطنية والتقدمية، وتجري اليوم تراجعاتٌ كبيرة وتهديدٌ للكثير من مكاسبها وحقوقها بسبب السياسة الليبرالية الاقتصادية ومنها: قانون العمل الجديد الذي ينتصر لأرباب العمل على حساب العمال.. وخاصة التسريح التعسفي، ووقف الشيوعيون والعديد من القوى والشخصيات النقابية والوطنية ضد هذا القانون إلى جانب الطبقة العاملة وقيادتها اتحاد العمال... ورغم إقراره إلاّ أن المطلوب اليوم تشديد النضال لتعديله.... نوجه التحية لكل أبناء الوطن وللطبقة العاملة وسائر الكادحين وللقوى الوطنية والتقدمية الشريفة.. نوجه التحية والدعوة لأن نمشي معاً ونكفي الطريق...

المجد للجلاء وقادته وشهدائه.. المجد للعمال وسائر الكادحين الشرفاء في الوطن.. المجد للمقاومة والمقاومين من ميسلون إلى جبل الشيخ إلى فلسطين والعراق ولبنان وإلى شعوب الشرق العظيم وشعوب العالم وعمالها االمناهضين للتحالف الامبريالي الصهيوني الرجعي...»

كما تحدث الرفيق مهيار والرفيقة سهام عن الشباب ونضالاتهم وعن النساء ودورهن. وألقيت مجموعة من القصائد للرفيق الشاعر الشعبي فاضل حسون(أبو سلام) وتضمن الاحتفال مجموعة كبيرة من النشاطات الفنية، وانتهى بالحيوية والروح والمعنويات العالية نفسها التي بدأ بها.

دير الزور/ مراسل قاسيون