الزمن يتوقف في دمشق وريفها... أزمة مرور خانقة تحتاج لحلول جذرية
مهمة بحاجة لصبر وطول انتظار، عملية الخروج إلى العمل أو الجامعة أو إلى أي مكان آخر، فبات على القاطنين في مدينة دمشق وضواحيها الخروج قبل الموعد المعتاد بساعة ونصف إلى ساعتين للوصول إلى مقصدهم دون تأخير، ناهيك عن ساعتين إضافيتين تنتظران طريق العودة إلى المنزل..
شوارع دمشق وساحاتها تشهد يومياً ازدحامات خانقة وأعداداً كبيرة من المواطنين يصطفون على طول الطرقات بانتظار (سرافيس) أو باصات النقل الداخلي، التي رغم عيوبها أصبحت تفرح قلب من يراها تتقدم باتجاهه..
وليس من الصعب أن يتوصل المرء إلى بعض أسباب هذا الازدحام، خاصة بعد أن استقبلت دمشق أعداداً كبيرة من النازحين من المناطق الساخنة، إضافة لإغلاق عدد من الشوارع وتحويل الطرقات عنها، ما أدى للضغط على الطرقات الأخرى، إلا أن تفاقم الوضع يدفع بالتساؤل إلى دور القائمين على قطاع النقل في المدينة وريفها بإيجاد الحلول لتخفيف الضغط والعبء عن المواطنين.
3 ساعات انتظار يومياً
إباء من سكان جرمانا في ريف دمشق وطالبة في كلية الفنون الجميلة، تحدثت عن معاناتها اليومية بسبب الازدحام، قائلة إن «الذهاب إلى الجامعة أصبح يشكل عبئاً يومياً رغم قصر المسافة بين جرمانا ومنطقة البرامكة، لكن تغيير نهاية الخطوط منذ سنتين تقريباً بالنسبة لسرافيس الريف على أطراف دمشق زاد صعوبة التنقل، والآن تحول الذهاب للجامعة إلى سفر يومي يتطلب ساعتين ونصف إلى ثلاث ساعات يومياً».
أما بشر طالب في كلية الآداب من سكان دمشق فقال بدوره إن «كنت أعتبر نفسي محظوظاً بين أصدقائي لأني أسكن في المدينة، أما الآن فلم يوجد فارق، لأن التنقل داخل المدينة أصبح أصعب بكثير والازدحام لم يعد له وقت محدد ينتهي به، والوصول إلى منزلي في ركن الدين من شارع الثورة أصبح يستغرق ساعة إن لم يكن أكثر، والوقت طبعاً مجزأ بين انتظار السرفيس وبين زمن الوصول إلى المنزل».
ومن جهتها منال موظفة وتسكن في المزة وصفت الوضع بـ «المزري»، قائلة إن «استغلال سائقي التاكسي لم يعد يطاق، وأصبحوا يطلبون مبالغ خيالية ضمن المدينة، ولا أحد يتقيد بالعداد إن كان يعمل بالأساس»، مشيرة إلى أن «زملائي في منطقة الضاحية ومشروع دمر يعانون كثيراً والتكلفة تصل إلى ألفي ليرة بالتاكسي!».
تعداد سكان دمشق زاد 3 مليون.. ووسائل النقل بتناقص
وفي المقابل، برر مصدر في محافظة دمشق سبب الازدحام في المدينة بارتفاع عدد السكان فيها إلى 8 مليون نسمة بعد أن كان حوالي 5 مليون فقط، عدا عن خروج بعض الآليات (تكاسي وسرافيس) عن الخدمة بسبب سائقيها القاطنين في ريف دمشق، وارتفاع سعر المازوت ونقصه، عدا عن توقف بعض السرافيس عن العمل لنقص عدد الجولات التي كان يقوم بها يوميا، والتي انخفضت من 15 دورة وسطياً إلى 4 أو 5 دورات في اليوم فقط.
أما عن باصات النقل الداخلي التي أصبحت قليلة التواجد، تبين أن هناك عدداً كبيراً من باصات النقل الداخلي تعرضت للضرر، فقد خسرت إحدى الشركات العاملة بدمشق حوالي 32 باصاً، وأخرى خسرت 14 باصاً.
مزيد من الاجتماعات
وفيما يخص الحلول التي يجري دراستها لحل أزمة المرور بدمشق، قال المصدر إنه «سيتم عقد اجتماع لبحث موضوع إدخال عدد من الباصات والطلب من الشركات الخاصة وضع باصاتها في الخدمة داخل المدينة، إضافة إلى وجود شركات تملك الترخيص وستدخل قريبا في الخدمة، وقد طلبنا من الشركات السياحية المخصصة للنقل السياحي العمل على نقل الطلاب بالإضافة إلى مشروع اللاين باص والذي يصل بين السومرية وكراج البولمان وهو مخصص لمرور الباصات دون السيارات».
المحافظة لا تملك إجبار السائقين على العمل
وبدوره قال بسام قاسم عضو مكتب تنفيذي لقطاع النقل في محافظة ريف دمشق إن «سبب الازدحام المروري يعود لعدم التزام المركبات بالخطوط في الظروف الراهنة، حيث انتقل بعض المواطنين ومنهم سائقو السرافيس للعيش في مناطق أخرى، وبما أن %99 من الخطوط هي ملكية خاصة لا يمكن إجبار السائقين على العمل، ولا تتجاوز نسبة التقيد بالخطوط حالياً نسبة %50».
وتابع قاسم إنه « لا يوجد خط متوقف بشكل كلي، والتوقف في بعض الخطوط جزئي بنسبة -20 25 % ومتركز في المناطق الساخنة».
الحلول في طور الدراسة
وعن الحلول المقترحة لمعالجة الاختناقات، بين قاسم إنه «ندرس حالياً كحل إسعافي تخديم بعض الخطوط المضبوطة وذات الكثافة، بواسطة باصات النقل الداخلي والمستثمرين لسد الثغرة الحاصلة، مثل خط ضاحية قدسيا وخط صحنايا»، منوهاً إلى أن «الحلول المطروحة هي المتوفرة بين أيدينا والممكنة في ظل الظروف».
وبين عضو المكتب التنفيذي إنه «يعاقب السائق في حال غير خط سيره أو تقاضى أجرة زائدة، لكن لا يمكن إجباره على العمل في حال توقف، وبالنسبة للتعاقد مع المدارس أو الشركات، فهو أمر مفروض وتتم الموافقة عليه بما لا يخلق اختناقات على الخطوط وبحيث لا يكون خط نقل الطلاب أو الموظفين بعيداً عن مسار خطه الأصلي».
يذكر أن دمشق تحوي حالياً 600 باص، و3600 ميكرو باص، 25 ألف تكسي، بينما يوجد 10 ألاف تكسي في الريف تعمل ما بين الريف والمدينة.