د.عروب المصري
email عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
جاءت نظرية الاشتراكية العلمية منذ حوالي قرن ونصف لتقلب موازين القوى في عالم يتغير بشكل عاصف، في عالم تظهر فيه بشكل شبه يومي الاكتشافات والاختراعات، ويتتالى ظهور النظريات، ويتصارع العلماء والفلاسفة في معرفة أين تكمن الحقيقة، في هذه اللجّة ظهر سؤال كبير؟
على الرغم من كل الفردية التي حاول البعض إقناع البشرية بها وتأليهها حتى لا يعود هناك مكان للحس الجماعي عند البشر، ما زال البشر كائنات اجتماعية، يعملون معاً يفرحون معاً يسعدون معاً ويعرفون في قرارة أنفسهم مهما بلغت درجة الأنانية أنه لا متعة للحياة دون وجود آخرين يشاركونك هذه السعادة، «الجنة بلا ناس ما بتنداس».
في خبر طنان ورنان أعلنت الإدارة الأمريكية قبل عدة أشهر فتح مصادر المعلومات أمام الجمهور، أي أن معظم النشرات والموارد العلمية والفنية والصحفية أصبحت متاحة أمام الجمهور العريض من الناس، دون أي التزامات مادية ناتجة عن هذا الاطلاع على أهم منتجات العلم والأدب والأخبار من جميع أنحاء العالم،
كيف يمكن إقناعك بأكثر الطرق ديمقراطية أنك تعيش في الجنة؟ ولا بأس من قتل بعض الرعاع في سبيل رفاهيتك، هل من سبيل إلى ذلك؟ ما هو الجواب؟
في سعيه المتواصل إلى إثبات صحة نظريته يضطر إلى المزيد من القراءة، إلى المزيد من المعرفة إلى المزيد من تشغيل العقل والمنطق لإقناع الآخرين فهو ليس وحده في هذا العالم، وبالتالي لا يمكنه أن يلقي بنظريته أمام العالم ويدير ظهره ويمشي.
في سؤال لم أدرك أهميته للوهلة الأولى، سألني: كيف تقرئين؟، أجبته بضحكة طفل: من اليمين إلى اليسار.
ربما تكون إحدى فوائد الأزمة أنها ساعدت على فرز سريع للكوادر البشرية السورية لم كان سيحل لو أن الأمور ما زالت تجري بالوتائر السابقة.
في رعب الغزو الاستعماري، تعمل غريزة الإنقاذ لدى الباحثين، ويبدأ ذعر كبير في تحديد أولويات ماذا ننقذ، وتبدأ نقاشات محمومة، هل يمكننا إنقاذ الأجهزة،
متشحاً بثوب العالم تارة وثوب الساحر تارة أخرى، بثوب العابد ودور الإله في أحيان كثيرة، يتنقل بين الأدوار بمظهر التائه أو العارف، بحيث تشعر أنك أمام كائن هلامي لا يمكنك تحديد هويته،
في جو من العمل العلمي الدؤوب، يعتقد المرء أنه يمكن أن يكون في حل من أخلاقيات الفساد المستشرية في كل مكان، ويبدأ ينسج أحلاماً تزينها أخلاقيات العلم بكل مغرياتها، تلك التي تشبه أحلامنا جميعاً فالعالم لا يمكن أن يغش أو يحرف نتائج أبحاثه، لأن قيمة أي بحث هي في مصداقيته العلمية، وهو بالتأكيد سيخضع إلى تقييم علمي دقيق كما تجري العادة في كل الدوريات العلمية، التي تنشر أبحاثاً محكمة.