في المديح والتهليل..
في أي إطار مرجعي أو جملة إحداثيات مرجعية أو نظام مرجعي، يقوم المراقب الفيزيائي (سواء كان مراقب نيوتن أو مراقب دالامبير (بتحديد موضع وحركة كل نقطة من نقاط النظام الفيزيائي.
يمكن لمراقبين مختلفين أن يقوما باختيار جملتين مرجعتين مختلفتين، أو ما يدعى أحيانا جملة مقارنة، لوصف الجملة الفيزيائية نفسها.
مع تفاقم الانحسار في المستوى العلمي الناجم عن الحصار في فترة الحرب أخذ مراقب نيوتن (الذي يراقب من خارج الجملة الفيزيائية) بالاختفاء تدريجياً وحل مكان المراقبين مراقب واحد فقط هو مرتقب دالامبير (الذي يراقب من داخل الجملة الفيزيائية) الذي على الرغم من أهميته إلا أن نظرته للأمور تظل قاصرة.
وتظهر على السطح ظاهرة المديح والتهليل، مع اختفاء جملة المقارنة الخارجية، فتصبح أبحاثنا هي الأفضل في العالم، وفنوننا هي الأرقى، وكل ما نفعله هو الرقم واحد، وتتضخم الأنا الفردية والجماعية في غياب الموضوعية العلمية.
وتعمى العيون عن كل العيوب، ويصبح من يحاول أن يحتل مكان مراقب نيوتن ولو بشكل افتراضي عدواً خارجياً (أو عميلاً له في أحسن الأحوال).
إن النقص في الكوادر الناجم عن حالة الحرب مثلاً لا يعني بالتأكيد أن من بقي هم الأفضل أو الأسوأ بل يعني أن جملة المقارنة التي يحظى بها دالامبير قد أصبحت فقيرة.
ليس من العيب أن كل الأحوال قد تدهورت أثناء الحرب ولسنا مضطرين إلى تلميع صورة ليست جميلة بأي حال من الأحوال. لأن منطق العيب الذي يتخلى عن الموضوعية، لم يعد ممكناً إن أردنا السير قدماً إلى الأمام لتحسين هذا الواقع.
ولنحاول حتى في ظل غياب مراقب نيوتن، أن نكون أكثر موضوعية.