ذباب المدن

ذباب المدن

 

تدّعي بعض الأقوال إنه في حالة انفجار نووي ستفنى جميع كائنات هذا الكوكب، وستبقى الصراصير أو العقارب لأنها قابلة للتكيف بشكل مذهل، ويبدو الآن أن الذباب سينضم أيضا لهذه الفئة.. 

فقد توصل الباحثون الى اكتشاف مدهش في مجال علم التنوع البيولوجي، في مشروع أطلق عليه اسم BioSCAN، تم بجهود مشتركة مع متحف فن التاريخ الطبيعي بمدينة لوس انجلوس.

واكتشف العلماء في هذا المشروع، عشرات الأنواع الجديدة من الذباب، نُصب للإيقاع بها حوالي 30 فخاً في أجزاء مختلفة من مدينة لوس انجلوس، وتنتمي كل هذه الأنواع من الذباب لفئة (phorid) صغيرة الحجم للغاية، وهي عادة ما تطير في جميع أنحاء المدينة دون أن يلاحظها أحد.

وهي تلعب دوراً حاسماً في الحفاظ على النظام البيئي، فبعضها يتغذى على الفطريات، ويساعد في التخلص من المواد المتحللة من النظام البيئي، ويقلل من أعداد الحشرات، وحتى أن بعضها يحفر في باطن الأرض ليضع بيضه على الجثث المتحللة.

لم تحظ دراسة التنوع الحيوي بالاهتمام المطلوب، وقد بتنا نسمع في الفترات الأخيرة شكاوى خاصة في المدن الكبيرة في سورية كدمشق وحلب، عن أنواع من الذباب ليست مألوفة بالنسبة لسكان هذه المدن، ويتحدث البعض عن ارتباطها بكميات الجثث المتحللة الناجمة عن الحرب الطويلة.

يقول العلماء إنه نظراً للزيادة الكبيرة التي ستطرأ على أعداد سكان المدن الكبرى في المستقبل، يجب أن يَنصبّ اهتمام جزء كبير من العلماء على فهم الأدوار المختلفة التي تلعبها الكائنات الحية في النظم البيئية لتلك المدن.

ليست دراسة التنوع الحيوي واردة في المحميات وزمن السلم فقط، خاصة مع انتشار عدد من الأمراض التي ترتبط معالجتها بمعرفة عوائل المسببات المرضية، وازدياد خطورتها وشراستها وانتشارها في زمن الحرب، كمرض اللشمانيا الذي تعتبر من عوائله ذبابة الرمل وأنواع القوارض، وقد وصلت حدود انتشاره إلى داخل مدينة دمشق كما في حيي ركن الدين والمزة.

إن دراسة أنواع الحشرات والقوارض المنتشرة حالياً في المدن الكبرى، وخاصة في مدينة دمشق، التي باتت حالياً تضم نسبة كبرى من السوريين، أصبحت ضرورة ملحة لا تفرضها الضرورات العلمية البحتة، بل الضرورات الصحية الطارئة، من أجل معرفة مستنيرة بسبل العلاج الضرورية المتخصصة بها.