تأثير الإرث الاشتراكي بتنظيم وأداء الجيش الروسي في الحرب الحالية

تأثير الإرث الاشتراكي بتنظيم وأداء الجيش الروسي في الحرب الحالية

من بين الأمور المهمّة التي أخذت الحرب الدائرة في أوكرانيا تكشفها بشكل متزايد، توضيح حقيقة ميزان القوى في الصراع بين كامل ترسانة وتكنولوجيا قوى الغرب الإمبريالي من جهة، وبين مستوى التطور الذي أثبتته روسيا في الحرب الحديثة الهجينة، غير المقتصرة على التطور العسكري-التقني والعلمي المباشر، الذي من نتائجه مؤخراً تدمير «أساطير» مثل منظومات باتريوت الأمريكية بصواريخ فرط صوتية، ودبابات ليوبارد الألمانية وغيرها من منظومات حديثة، بل صار الأمر يحتاج مراجعةً لأحد العوامل المهمّة في الصمود الروسي حتى الآن، وهو الجانب «التنظيمي» في المؤسسة العسكرية الروسية بوصفها بشكلٍ أو بآخر قد ورثت آخر ما تم تطويره في الحقبة السوفييتية، كأساس تابعت التطوّر منه، وهو أمرٌ أقرّت به مثلاً إحدى دراسات البنتاغون منذ بضع سنوات.

 إنّ جزءاً مهمّاً من الانتقادات الداخلية في روسيا اليوم تجاه التعرض لاختراقات مثل الهجمات على الداخل الروسي مؤخراً، لم يفتها أن تذكّر بإنجازات الحقبة السوفييتة وقوة مؤسسات وتنظيم الدولة الاشتراكية بوصف أنها التي يعود لها الفضل الأساسي في تماسك روسيا في الحرب الحالية، كما أنّهم حذّروا بالتالي من أنّ الإبطاء في التغييرات الضرورية اجتماعياً واقتصادياً وسياسياً بما يرتقي لمستوى التصدي لـ"الطابور الخامس" في الداخل الروسي، بات أمراً شديد الحساسية والأهمية في تجنّب أخطار قد تهدد تماسك البلاد.

في هذا الصدد من المفيد على مستوى نظري وعام تذكّر ما شدّد عليه إنجلس بوصفه أحد أهم المنظّرين العسكريين في زمانه عندما كتب في ضدّ دوهرنغ:

«... لا شيء أكثر اعتماداً على الظروف الاقتصادية من الجيش والأسطول. فالتسليح وقوام القوات وتنظيمها والتكتيك والاستراتيجية تتوقف في المقام الأول على الدرجة التي بلغها الإنتاج في المرحلة المعنيّة وعلى وسائط المواصلات. فالمفعول التثويري هنا لا يعود إلى (تحليق أفكار) القادة العسكريين العباقرة، بل إلى ابتكار السلاح الأفضل وتغيير العنصر البشري العسكري. أما تأثير القادة العباقرة فهو في أفضل الأحوال محصورٌ في كونهم يكيِّفون أسلوب خوض المعركة للسلاح الجديد وللمقاتلين الجدد».

أولاً – الغياب الطويل لاختبارات كبرى لجيوش الإمبريالية

انطلاقاً من هذه العلاقة العامة التي تحدث عنها إنجلس في ضد دوهرنغ من حيث تأثير الأساس الاقتصادي للبلاد بالقوة العسكرية والجيش. الاتجاه الواقعي في المعسكر الأمريكي-الغربي، لطالما تحدث أيضاً عن ذلك. واشتهر منهم كمعلقين ومحللين لحرب الناتو على روسيا بالوكالة عبر أوكرانيا، حديثاً، الكولونيل الأمريكي دوغلاس ماكريغور. ولكنه كان حتى فيما سبق (بمقال له في شباط 2012) نوّه إلى خصوصية أن الجيش الأمريكي لم يتعرّض إلى تحدٍّ حقيقي «متناظر» إذا صح التعبير.

المقال المذكور كان بعنوان «الواقع الماليّ والطريقة الأمريكية في الحرب». آنذاك كتب مكريغور: «إنّ المشكلات الاجتماعية والاقتصادية الداخلية لأمريكا سوف تشتد... وبصراحة، ستكون الولايات المتحدة الأمريكية محظوظة إذا حافظت على ميزانية دفاعية تبلغ 250 إلى 300 مليار دولار. القوة الاقتصادية هي أساس القوة العسكرية الأمريكية ويجب استعادتها. إنّ الانسحاب من معظم المحميّات العسكرية الأمريكية ما وراء البحار هو أمر حتمي، مما يقلّل من (مساحة البصمة) الأمريكية وراء البحار...».

ويلفت مكريغور إلى المشكلة العسكرية الاستراتيجية التالية: «الولايات المتحدة مثلها مثل جميع القوى الناطقة بالإنكليزية، وبحكم الضرورة، عبارةٌ عن قوة بحرية وجوية-فضائية، ولكنها ليست بالضرورة قوةً برّية عالَمية. السيطرة الأمريكية على المحيطات والجو يمنح الولايات المتحدة فرصة شنّ حرب بشروطها وبالأماكن التي تختارها هي. وعندما لا يكون هناك تهديد عسكري وجودي ولا أزمات مالية تقيّد الإنفاق الدفاعي، يملك الأمريكيون – إلى جانب حلفائهم البريطانيين والأستراليين والكنديين – رفاهية أن يرفضوا خوض معركة ما ويبحروا عائدين إلى الوطن».

كما ولفت الانتباه إلى واقع عدم التكافؤ بالمعارك التي كان يخوضها الجيش الأمريكي على مدى عقود منتقداً أنْ تعتبر نتائجها «انتصارات» حيث كتب: «إنّ الاقتراحات القائلة بأنّ حرب القرن الواحد والعشرين مختلفة إلى حد ما بسبب أنّ (الحرب العالمية على الإرهاب) لم تخلّف سوى 51600 مصاب عسكريّ أمريكيّ (6200 قتلى و45400 جرحى) قد لاقت جاذبية مبالغاً بها جداً داخل الجيش. إنّها أفكارٌ غبيّة وخطيرة؛ فنوعية القوة التي تتم مواجهتها تشكّل فَرقاً كبيراً».

ثم يوضح مكريغور ما يقصده بأمثلة: «في معركة أم درمان عام 1898، قام جيش بريطاني-مصري قوامه 15 ألفاً ومجهز ببنادق آلية ومدفعية، بالتدمير السهل لحشد من 50 ألف رجل من العشائر السودانية، وكانت خسارتهم من الجنود قليلة تعد على الأصابع». ثم يضيف بمقارنة مع الغزو الأمريكي للعراق: «في غضون شهرين ونصف تقريباً من القتال للسيطرة على مدينة الصّدر، وهي منطقة من بغداد تمتد على 35 كيلومتراً مربعاً... قتلت قوات الجيش [الأمريكي] على الأقل 700 مقاتل مليشيا [من المقاومة العراقية]... بينما لم تخسر سوى 6 جنود فقط». ويعقّب مكريغور: «هل يعتقد أحد بجدّية بأنّ مقاتلي الميليشيا بسلاحهم الخفيف في مدينة الصدر يمكن اتخاذهم مؤشّراً على ما سيواجهه الجنود والمارينز مستقبلاً؟ وهل يعتقد أحد أن هذه الحالة تختلف عن حالة المواجهة بين قبائل السودان والجيش البريطاني عام 1898؟ بالطبع لا تختلف».

us-sold

ويتابع: «منذ العام 1991 لم نشتبك سوى مع متمرّدين مسلمين ضعفاء مسلّحين بالبنادق وقذائف الهاون والألغام، ولكننا لم نقاتل ولا خصماً واحداً عنده جيش، وقوات جوية، ودفاعات جوية، أو حتى قوات بحرية».

بالمقابل يذكر مكريغور المثال التالي الذي يظهر مستوى الجيوش الإمبريالية الغربية عندما اضطرت إلى مواجهة مع جيش ألمانيا النازية إبان الحرب العالمية الثانية: «من 6 حزيران إلى 7 كانون الأول 1944، تعرّضت القوات البرية في الجيش الأمريكي الموجودة في فرنسا وبلجيكا إلى 90 ألف إصابة في ساحات المعارك كلّ شهر، ما يعادل 3000 إصابة كلّ يوم في مواجهة 25% من الجيش الألماني تقريباً رغم أنّ هذا الأخير قاتل في أوروبا الغربية دون أيّ دعمٍ جويّ تكتيكي تقريباً».

هذا يذكّرنا بما أعاد التنويه إليه مؤخّراً أمين الحزب الشيوعي الروسي، غينادي زوغانوف، أمام مجلس الدوما الروسي بأنّه «عبر التاريخ لم يهزم الفاشيَّين أحد سوى الشيوعيين».

ومنذ 2012 لفت مكريغور إلى أنّ «قوات الجيش والبحرية إذا تعرّضت اليوم لضربة قاسية، إذا واجه الجنود والمارينز الأمريكان تهديداً دفاعياً جوياً أسقط بضع طائرات، سواء بطيار أو دون طيار، أو واجهوا قوة برّية متحرّكة قادرة على شن هجماتٍ بإصرار على قواتهم، فإنّ النفسية الجماعية للجيش والبحرية سوف تتعرّض لصدمة وستعاني معظم قوات مشاتهم من الشلل». كما ولفت آنذاك إلى أنّ «دولاً ذات قوة صناعية-علمية متنامية مثل الصين، اليابان، الهند، كوريا، روسيا، البرازيل، إيران، تركيا، وحتى فنزويلا، تعمل جميعها على بناء قوات مسلّحة ذات تكنولوجيا لا تقلّ كفاءة عمّا لدينا».

ثانياً – التنظيم البشري العسكري للجيش الروسي

يبدو أنّ هاجس خبراء الجيش الأمريكي بخصوص المشكلة البرّية لديهم، لا تنفصل عن اهتمامهم بمتابعة تطوّر قوّات الخصوم في هذا المجال وغيره، وخاصة الجيش الروسي، كما يتضح من دراسة (في أكثر من 400 صفحة) صدرت عام 2016 عن «مكتب دراسات الجيوش الأجنبية» FMSO التابع للبنتاغون، كان عنوانها «الطريقة الروسية في الحرب، بنية القوة والتكتيك وتحديث القوات البرية الروسية».

وكان لافتاً في الدراسة اعترافها في كثير من المواضع والتفاصيل بنقاط قوّة في المؤسسة العسكرية الروسية من حيث التنظيم، تعتبر بشكل أو بآخر أنها ورثتها عن الجيش الأحمر السوفييتي. ونذكّر هنا مجدّداً بكلمات إنجلس حيث أحد عناصر «المفعول التثويري» يعود إلى «تغيير العنصر البشري العسكري»، وفي هذا الصّدد لا غرابة في أنّ يكون هنالك عناصر تفوّق وتميّز في تنظيم الجيش المستند على إرث الدولة والمجتمع الاشتراكي، بما تميّز به من تنظيم أعلى مما وصلت إليه الرأسمالية. وكأمثلة على ذلك نذكر بعض النقاط التي لاحظتها الدراسة الأمريكية بهذا الخصوص:

دور الأركان العامة: «لم يتغيّر كثيراً عمّا كان عليه في زمن السوفييت من ناحية دورها في التخطيط العمليّاتيّ وتطوير القدرات والعقيدة». واعتبر التقرير نفسه أنّ أكبر تغيير في السنوات الأخيرة بأركان الجيش الروسي تمثّل في تقليص حجم الأركان بحيث تتلاءم بشكل أفضل مع حجم الجيش الذي تضع خططها له، وإزالة بعض المسؤوليات المالية في إطار مكافحة الفساد. وهيئة الأركان العامة دورها في النظام الروسي أهمّ بكثير من دور «هيئة الأركان المشتركة» في النظام الأمريكي. فهي لدى الروس طبقة النخبة من المخطّطين الاستراتيجيين العملياتيّين الذين يوجّهون أيضاً العقيدة وتنمية القدرات، ممّا يحرّر بقية ضباط القوات المسلحة الروسية للتفرغ إلى التخصّص في فرع الخدمة الخاصّ بهم والأسلحة على المستوى التكتيكي... على عكس الضباط الغربيين، لا يضطرّ ضباط الأركان العامة الروسية إلى التشتت بتقسيم وقتهم بين اتجاهين من التخصّصات كلّ منهما يشكّل تحدّياً بحد ذاته

الترقيات في الجيش الروسي: عادة ما تحدث أسرع بكثير من الولايات المتحدة (ليس من غير المألوف رؤية قائد كتيبة يبلغ من العمر 32 عاماً)... سيكون لقائد اللواء (على المسار التكتيكي) سنوات خبرة في القيادة أكثر من نظيره الأمريكي نظراً لقدرته على التخصّص في القيادة التكتيكية.

دعم الدولة للعسكريين: في الحقبة السوفييتية كانت الخدمة العسكرية تضمن الوصول إلى المساكن التي توفرها الدولة أثناء الخدمة والتقاعد. في روسيا اليوم، لا يزال هذا الترتيب قائماً، ورغم تراجع أدى في السنوات الماضية لنقص في المساكن للعسكريين بمن فيهم بعض الضباط رغم خدمة طويلة، لكن بذل الاتحاد الروسي جهوداً كبيرة لتصحيح هذه المشكلة وتم حلها إلى حد كبير.

نظام تنبّؤ مطوّر عن السوفييتي: يستخدم الروس التاريخ العسكري كأبحاث عمليات وقد طوروا نظاماً رياضيّاً لمقارنة القوى المتعارضة ومسارات ألعاب الحرب... ودراسة قوة منظومات الأسلحة الصديقة والمعادية... يتم إدخال المتغيرات (قيم K) لتعديل القوى القتالية لتأخذ بالاعتبار: التضاريس وحالة تدريب الوحدة وعدد أيام خبرتها القتالية ومعايير الصيانة والدعم اللوجستي وحتى الجنسيّة والحماسة الأيديولوجية أو الدينيّة لدى الجنود، وما إذا كان القتال على أرض وطنية أم أجنبية. تم تطوير هذا النظام بالأصل خلال الحقبة السوفييتية، ثمّ ترقيته وتجديده للاستفادة من قدرات الكمبيوتر المحسنة وأنظمة الأسلحة الجديدة والحرب الإلكترونية.

تقدير التضاريس: الكثير من الأراضي التي خاضت فيها روسيا حروبها الكبرى عبارة عن سهل مفتوح وغابات ومستنقعات تتقاطع مع أنهار... مما أثّر على تصميم المعدّات الروسية بتفاصيل تناسب هذه الجغرافيا ومختلفة عن نظيراتها الغربية بما فيها الدبابات والمركبات القتالية للمشاة... (تجدر هنا الملاحظة بأنّ تفاصيل كهذه تطرح سؤالاً مشروعاً حول مدى ملائمة وفعالية كثير من المعدّات الغربية التي يزجّها الناتو في ساحة المعركة بأوكرانيا؟).

منظَّمة «دوساف» التطوّعية: (وتذكّرنا بنشاطات الشبيبة الشيوعية والأنصار): لدى روسيا «الجمعية التطوعية للتعاون مع الجيش والطيران والأسطول» أو اختصاراًDOSAAF ، التي لا نظير لها بأمريكا، وهي منظمة رياضيّة حماسية تركّز على الشباب، ترعاها الحكومة وتموّل مهارات مفيدة عسكرياً، مثل الطيران والمشي لمسافات طويلة والتخييم والرماية والتزلج والقفز المظلّي والقيادة وألعاب القوى. كان أسلاف هذه المنظمة لا يقدّرون بثمن في الحرب الوطنية العظمى (العالمية الثانية) من خلال توفير الجنود المهرة. شبيهات "دوساف" لا تزال موجودة بشكل أو بآخر في العديد من دول الاتحاد السوفيتي السابق. يكتسب المجندون الذين سبق أن شاركوا في أنشطتها مهارات يصعب نقلها إلى القوّات التي تم تجنيدها لمدة عام واحد فقط. نظام دوساف متأصل جيداً في النظام العسكري الروسي لدرجة وجود ممثل دائم للمنظمة في كل هيئة تجنيد لتقديم المشورة للدولة بشأن أفضل طريقة لاستخدام كلّ مجنَّد وما يلائمه من اختصاص. في أيار 2015 قيل إنّ حوالي 40% من المجنَّدين يدخلون الجيش الروسي بتخصّص مهني عسكري كانوا قد تدرّبوا عليه أو ما يشبهه مسبقاً في برنامج دوساف.

dossaf

«سرايا العلوم»: عام 2013 طوّرت روسيا نظام دوساف خطوة إضافية بإنشاء ما سمّته «سرايا العلوم» للاستفادة على أفضل وجه من ألمع وأذكى المجنَّدين الواعدين الذين انضمّوا أو سينضمّون للجيش. وتضيف الدراسة الأمريكية بأنّ «هناك قليلاً من التفاصيل حول الدور المحدّد الذي تلعبه هذه السرايا» (مما يوحي بنوع من السرّية)، لكن وزير الدفاع شويغو صرّح أنها ستصبح «حاضنة لمؤسساتنا ومعاهد البحث العلمي ومكاتب التصميم الخاصة بالمسائل البحرية والطيران والفضاء، وغير ذلك من القضايا». وحتى تاريخ الدراسة (2016) كان يوجد 12 سريّة عِلميّة في الجيش الروسي، بإجمالي 561 عضواً. ويبدو أنها بوابة إلى سلك الضباط. ويقال إنها تشارك في 20 مشروعاً بحثياً، وخلال 6 أشهر فقط نشرت 40 مقالاً وأعدّت 8 براءات اختراع.

التجنيد الإلزامي: يختلف كثيراً في روسيا عن نظام التجنيد الأمريكي العائد إلى حقبة فيتنام. ففي روسيا هناك «مفوَّضيّات عسكرية» إدارية محلّية، ليست مسؤولة فقط عن التجنيد نصف السنوي، بل وتوثيق الموارد البشرية والاقتصادية المحلّية المتاحة للدولة في حال الحرب. على عكس النظام الأمريكي، لا يوجد افتراض مسبق بأنّ المجنَّد لا يمتلك أيّ مهارات مفيدة عسكرياً عند دخوله الجيش. يرجع هذا الاختلاف جزئياً إلى نظام تعليم مدني مختلف في روسيا، حيث يتمّ «تتبّع» الطلاب في سنّ مبكرة حتى التعليم الجامعي أو المهني. وتخلص الدراسة الأمريكية إلى أنّه «باختصار، لا يوجد الكثير من القواسم المشتركة بين نظام التجنيد الروسي ومقابله الأمريكي، ففي حين يقيّم هذا الأخير إمكانات الجندي الجديد بناءً على اختبار واحد، يتبنى النظام الروسي نهجاً أكثر شمولية. والنتيجة الضمنية لذلك هو أن روسيا وعلى الرغم من مدة العام الواحد فقط للتجنيد الإلزامي، تحصل على قيمة كبيرة من كلّ مجنَّد فرد. في عام 2016، أفيد بأن 20 ألفاً من بين الـ 155 ألف مجنّد إلزامي الذين تمّ سوقهم في الربيع كان لديهم بالفعل تخصّصات مهنية عسكرية صالحة».

نظام الاحتياطي: تم توريث نظام الاحتياط الحالي من الاتحاد السوفيتي، المصمم لدعم عقيدة تتطلب الاحتفاظ باحتياطي استراتيجي كبير من القوات، والمعرفة المؤسسية الكافية، لحشدها في حالة حرب واسعة النطاق... وتعمل وزارة الدفاع الروسية منذ عدة سنوات على إصلاحات واسعة لنظام الاحتياط العسكري... يبدو أن روسيا تمضي قدماً بكامل طاقتها في نظام احتياطي استراتيجي كبير للتعبئة الجماعية المحتملة، مع تطوير احتياطي تشغيلي أفضل يمكن استدعاؤه بشكل متكرر.

آخر تعديل على الأحد, 11 حزيران/يونيو 2023 19:48