الانتفاضة مستمرّة: «جمعة النفير» (تفاصيل وصور)
تستمر دعوات القوى الوطنية الفلسطينية بكافة أطيافها والتجمعات الشعبية والشبابية في مدن الضفة الغربية والداخل المحتل والقدس، إلى اعتبار اليوم الجمعة يوماً للنفير العام في عموم فلسطين. وتجري مواجهات مع الاحتلال في أكثر من نقطة، وفي المسجد الأقصى الذي أعاد الاحتلال اقتحامه اليوم.
وجاءت هذه الدعوات بالتزامن مع التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بشكل متبادل ومتزامن في قطاع غزة، اضطرّ العدوّ إلى إقراره وتنفيذه اعتباراً من الثانية فجراً، وسط ابتهاج بما حققه الشعب الفلسطيني ومقاومته من انتصار خلال المعركة مع العدو والتي باتت تعرف باسم «سيف القدس».
ونادت الدعوات المواطنين الفلسطينيّين كافة بضرورة المشاركة في فعاليات النصر والاحتفال.
وبحسب ما أعلن عنه في الضفة الغربية، فإن الفعاليات الشعبية اليوم في جمعة النفير ستكون شمالاً:
في نابلس، مسيرة باتجاه حاجز حوارة الاحتلالي بعد صلاة الجمعة على دوار الشهداء. وأداء صلاة الجمعة في بلدة بيتا والتوجه بمسيرة نحو جبل صبيح حيث تجثم البؤرة الاستعمارية. وأفادت إذاعة الأقصى بعد ظهر اليوم بالفعل عن انطلاق المسيرات المبتهجة بانتصار المقاومة على دوار الشهداء وسط مدينة نابلس.
وكذلك انطلقت مسيرة أخرى في الخليل بالتزامن مع اندلاع مواجهات مع قوات الاحتلال على مدخل بيت لحم الشمالي.
وفي قلقيلية، مسيرة كفر قدوم بعد صلاة الجمعة، وتنظيم مسيرة باتجاه مدخل قلقيلية الشمالي. وتصعيد في عزون وجيوس وحجة واماتين وحبلة.
وفي جنين، مسيرة تنطلق من دوار السينما وسط جنين، الساعة الرابعة عصراً باتجاه قرية رمانة، حيث بؤرة احتكاك مع جيش الاحتلال.
وفي سلفيت، صلاة الجمعة في منطقة الراس، والتوجه للبؤرة الاستعمارية، إضافة إلى تصعيد عام في مختلف المواقع في المحافظة.
وفي طولكرم، مسيرة بعد التجمع على ميدان جمال عبد الناصر ظهراً، والتوجه لنقطة الاحتكاك قرب ما يسمى بمصانع جيشوري.
وانخرطت مدن الضفة الغربية والقدس المحتلة ومدن الداخل المحتل في انتفاضة شاملة، من خلال عشرات المسيرات الغاضبة والمواجهات وعمليات الدهس والطعن وإطلاق النار، استشهد خلالها 29 مواطناً من الضفة والقدس، وجُرِح المئات.
وبدأت المقاومة بخوض المعركة ردّاً على العدوان الذي بدأه الاحتلال، يوم الإثنين العاشر من أيار، حين وجهت كتائب القسام أوّل ضربات صواريخها على الداخل المحتل، ردّاً على جرائم الاحتلال المتواصلة في المسجد الأقصى وحي الشيخ جراح وعائلاته الفلسطينية المهددة بالتهجير في القدس المحتلة.
وكانت المقاومة الفلسطينية قد حذَّرت المحتلّين والمستوطنين الصهاينة مسبقاً، حتى قبل 10 أيار الحالي، وذلك عبر بيانٍ صدر عن قائد هيئة أركان كتائب القسام محمد الضيف، في الخامس من أيار، قال فيه «إنْ لم يتوقف العدوان على أهالي حي الشيخ جراح في القدس المحتلة، في الحال، فإن كتائب القسام لن تقف مكتوفة الأيدي، وسيدفع الاحتلال الثمن غالياً».
وقبل الهدنة وبعدها يستمرّ العدوّ بسياساته الاستفزازية، حيث اعتقلت قوات الاحتلال خلال الـ48 ساعة الماضية أكثر من 70 فلسطينياً من أنحاء متفرقة بالضفة الغربية، غالبيتهم أسرى محررون ونشطاء وقيادات في المقاومة. واعتقل الاحتلال فجر اليوم الجمعة، الأسير المحرر علاء حميدان الناطق باسم قائمة «القدس موعدنا» من منزله في نابلس.
هذا وأجبر الاحتلال عبر الهبة الشعبية والانتفاضة الواسعة، حتى الآن، إلى تأجيل البت بقضية مصير حيّ الشيخ جراح، ولكن وسط تهديدات من المقاومة بعودة الحرب ضد الاحتلال في حال مساسِ الاحتلال بالمقدسيين أو القدس عبر أيّة اعتداءات أو انتهاكات جديدة.
واليوم الجمعة يكون هو اليوم الخامس على التوالي الذي يبقى فيه الأقصى مغلقاً بوجه المستوطنين، الذي اضطرّ الاحتلال ولأوّل مرة منذ عام 2003 إلى لجمهم بعض الشيء لإيقاف اقتحاماتهم للمسجد واستفزازاتهم لأبناء الشعب الفلسطيني، علماً أنّهم كانوا يستغلّون مناسبتهم الدينية اليهودية السنوية «عيد الأسابيع» دائماً للاعتداء على الفلسطينيّين وممارسة عدوانهم عليهم، فيما جاء لجم سلطات الاحتلال لهم هذه المرّة تحت الضغط وبسبب خوفها من الانتفاضة الفلسطينية التي تشهدها كامل فلسطين المحتلة.
هذا ونقل مراسلو وكالات فلسطينية توزيع الحلوى داخل ساحات المسجد الأقصى صباح اليوم ابتهاجاً بانتصار المقاومة.
وكان مراسل موقع «مكور ريشون» التابع للاحتلال، قد أشار صباح اليوم الجمعة، إلى أنّ المقاومة الفلسطينية «ما زالت مصمّمة على وضع القدس في اتفاق التهدئة، وبحسب ما نرى فإن إسرائيل وافقت على هذا الشرط، فالمسجد الأقصى اليوم أيضاً مغلق في وجه المستوطنين».
من جهته، أكد رئيس الهيئة المقدسية لمناهضة التهويد والمختص في شؤون القدس ناصر الهدمي أنّ قرارات حكومة الاحتلال بمنع المستوطنين لاقتحام الأقصى شكّل صفعة كبيرة لهم مما دفعهم للاحتجاج والاعتصام في باب المغاربة.
ودعا الصـ ـهيونيّ والمتطّرف اليـهـ ـوديّ أساف فريد المتحدث باسم «اتحاد منظمات المعبد»، إلى اقتحام الأقصى «يوم الأحد صباحاً في تمام الساعة 7:00»، كنوعٍ من الاختبار موضّحاً: «سنعرف ما إذا كنا قد خسرنا الحرب».، داعياً لاحتشاد متطرّفي جماعات المعبد واقتحام المسجد الأقصى في صباح بعد الغد، الأحد 23 أيار الجاري. وفي المقابل، دعا المقدسيون للحشد في الأقصى الأحد المقبل رداً على هذه الدعوات.
ولكن يبدو أنّ الاحتلال ومستوطنيه لم ينتظروا كثيراً لتنفيذ اقتحام جديد للأقصى، فبعد ظهر اليوم أٌقدم الاحتلال على اقتحام المسجد الأقصى وإطلاق القنابل الصوتية والرصاص المطاطي على المصلين، وفق ما أفادت إذاعة الأقصى.
هذا وما تزال المواجهات قائمة في أكثر من نقطة، ونصر غزّة ليس هو النهاية، بل ما زالت الانتفاضة مستمرة.
معلومات إضافية
- المصدر:
- وكالات فلسطينية