غزة صباح الانتصار (تفاصيل وصور)
ساد الهدوء في قطاع غزة منذ دخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ، عند الساعة الثانية فجراً وحتى صباح اليوم الجمعة.
ولم يُسجل إطلاق قذائف صاروخية من القطاع بعد توقف جيش الاحتلال عن قصف غزة بقرار أحادي الجانب أُجبِرَ مضطرّاً إلى الرضوخ له بعد 11 يوماً من المقاومة والصمود البطولي للشعب الفلسطيني.
وأعلنت المقاومة الفلسطينية المسلّحة بكافة فصائلها الانتصار على «إسرائيل» التي شنّت عدواناً وحشياً على القطاع استمر 11 يوماً. واحتفل الآلاف من أبناء الشعب الفلسطيني في مدينة غزة إثر دخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ، فيما لم تصدر تصريحات عن قادة كيان الاحتلال منذ بدء الهدنة حتى صباح اليوم، في صمتٍ جعلهم عرضةً لانتقادات من الأوساط السياسية والمستوطنين في الكيان، فيما يعتَبُر مظهراً ودليلاً على أنّ ما لحق بالكيان الغاصب في هذه المعركة هزيمةٌ نكراء.
وفي الدقائق الأولى لبدء سريان الهدنة عمّت الاحتفالات قطاع غزة حيث أُطلقت الأعيرة النارية في الهواء ابتهاجاً، في حين لم تُسمع من جانب مستوطنات الاحتلال أيّ من صافرات الإنذار، التي ظلّت على مدى 11 يوماً تدوّي لتحذير المستوطنين من أكثر من 4300 قذيفة صاروخية أطلقتها الفصائل الفلسطينية المقاومة من القطاع المحاصر.
وصادق المجلس الوزاري «الإسرائيلي» المصغر للشؤون الأمنية والسياسية (الكابينيت)، مساء أمس الخميس، بالإجماع، على وقف إطلاق النار. وأعلن الكابينيت أنه وافق على «وقف متبادل لإطلاق النار دون أيّ شروط» على أن يدخل وقف إطلاق النار حيّز التنفيذ «في ساعة سيتم التوافق عليها لاحقاً»، ما عنى أن كلاً من العدوّ والمقاومة ستكونان في حلّ من أي التزامات ثنائية متبادلة.
ولكن بعد أنْ حدد العدو أنه سيوقف عمليته العسكرية العدوانية وقصفه على غزّة اعتباراً من الساعة الثانية فجر الجمعة، صرّحت المقاومة بأنّها هي من تحدّد إيقاف النار، وبالتوافق بين جميع مكونات وفصائل المقاومة الموحّدة في غرفة العمليات المشتركة، أصدر الناطق العسكري باسم كتائب القسام، أبو عبيدة، تحذيراً للعدوّ بأنّ سلوكه تحت المراقبة وإذا لم يلتزم بوقف إطلاق النار بالموعد المحدد في الثانية فجراً فإنّ العدوّ في فلسطين المحتلة كلّها سيكون تحت نيران صواريخ المقاومة من الشمال إلى الجنوب.
هذا وأسفر العدوان على غزة عبر الهجمات الصاروخية لجيش الاحتلال على القطاع، فضلاً عن القصف المدفعي البري والبحري، عن استشهاد 232 فلسطينياً، بينهم 65 طفلاً، و39 سيدة، و17 مُسنّاً، فيما أدى إلى إصابة أكثر من 1900 بجروح مختلفة، منها 90 صُنفت شديدة الخطورة. ومن بين الإصابات، وفق وزارة الصحة الفلسطينية، 560 طفلاً، و380 سيدة، و91 مُسناً. في حين قُتِل من «الإسرائيليّين» 12 شخصاً.
وأفادت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «أونروا»، بأن الهجمات «الإسرائيلية» أدت إلى نزوح أكثر من 75 ألف فلسطيني عن مساكنهم، ولجأ منهم 28 ألفاً و700 إلى مدارس الوكالة، إما بسبب هدم بيوتهم، أو هرباً من القصف، فيما لجأ الآخرون إلى بيوت أقربائهم في مناطق فلسطينية أخرى.
ووفق إحصاءات حكومية، تعرضت 1447 وحدة سكنية في غزة للهدم الكلي بفعل قصف العدوّ، إلى جانب 13000 وحدة سكنية أخرى تضررت بشكل جزئي بدرجات متفاوتة.
وهدم جيش الاحتلال، بشكل كلي، 205 منزلاً وشققاً وأبراجاً سكنية، ومقرّات 33 مؤسسة إعلامية، فضلاً عن أضرار بمؤسسات ومكاتب وجمعيات أخرى.
وقال المكتب الإعلامي الحكومي بغزة، إنّ 75 مقراً حكومياً ومنشأة عامة تعرضت للقصف، تنوعت ما بين مرافق خدماتية، ومقرّات أمنية وشرطية.
كما تضررت 68 مدرسة، ومرفقاً صحياً، وعيادة رعاية أولية، بشكل بليغ وجزئي بفعل القصف الشديد في محيطها، فيما تضررت 490 منشأة زراعية من مزارع حيوانية وحمامات زراعية وآبار وشبكات ري.
واقتصادياً، قصف جيش الاحتلال أكثر من 300 منشأة اقتصادية وصناعية وتجارية، وهدم 7 مصانع بشكل كلي، وألحق أضراراً بأكثر من 60 مرفق سياحي.
وركزّ جيش العدوّ خلال العدوان، على استهداف الشوارع والبنى التحتية، حيث تضررت شبكات الصرف الصحي وإمدادات المياه تحت الأرض بشكل كبير نتيجة الاستهداف المباشر.
كما وتعرضت 3 مساجد للهدم الكلي بفعل الاستهداف المباشر، و40 مسجد وكنيسة واحدة بشكل بليغ.
وفي قطاع الطاقة، تضرر 31 محوّل كهرباء في غزة بفعل الهجمات «الإسرائيلية»، وتعرضت 9 خطوط رئيسية للقطع.
وبيّنت الإحصائيات الحكومية تضرر 454 سيارة ووسيلة نقل بشكل كامل، أو بأضرار بليغة. كما تضررت شبكات 16 شركة اتصالات وإنترنت بفعل القصف.
وأوضح إعلام الحكومة في غزة أن تلك الأضرار هي تقديرات أولية للخسائر، لعدم الانتهاء من حصر كافة المنشآت والبنى التحتية المتضررة، ولصعوبة الوصول لبعض المناطق جرّاء العدوان.
معلومات إضافية
- المصدر:
- وكالات فلسطينية