المجلس العسكري و«الحمل الكاذب»
د. محمد خالد الشاكر د. محمد خالد الشاكر

المجلس العسكري و«الحمل الكاذب»

فكرة المجلس العسكري ليست اختراعاً للبارود، لأنها موجودة بالأساس في بيان جنيف منذ العام 2012، الذي يضع هذا المجلس في خانة مؤسسات الجسم الانتقالي، الذي يتضمن – بداهة - مجلس عسكري كأحد هيئات السلطة التنفيذية، إلى جانب مجلس القضاء، والمجلس الدستوري وغير ذلك...

لذلك من الغريب أن يأخذ الحديث عن المجلس العسكري كل هذه المساحة من «البروبغندا الإعلامية» وإلهاء السوريين بطروحات معومة وغير واضحة، لا أحد يعرف أبعادها وماهيتها، وإيهامهم بفكرة قديمة، لطالما تم الحديث عنها، كونها موجودة أيضاً في الجسم الانتقالي أو "الحكم" المنصوص عليه في القرار 2254.

 

ثمة أسئلة من حق السوريين طرحها اتساقاً مع كل هذا الضجيج الإعلامي:

- كيف يمكن لهذا المجلس العتيد أن يكون حلاً، في الوقت الذي فشلت فيه العملية السياسية ومن وراءها من الدول في الاتفاق ولو على مبدأ دستوري واحد، لا يتعدى كونه حبراً على ورق؟

- من يضطلع بتشكيل هذا المجلس، وما هي آلياته ومرجعيته ومشروعيته الدستورية؟

- إذا كان المجلس العسكري استناداً للقرار 2254، وبالتالي فهو أحد مكونات الجسم الانتقالي كسلطة تنفيذية. فلماذا تم انتقاء المجلس العسكري دون غيره من مكونات الجسم الانتقالي أو الحكم الشامل أو تقاسم السلطة... سموه ما شئتم - المنصوص عليه في المادة 4 في القرار 2254؟ ولماذا تم الاقتصار على  فرع واحد من فروع السلطة التنفيذية (أي المجلس العسكري)،  وتجاهل باقي المؤسسات الدستورية كالمجلس الدستوري ومجلس القضاء... إلخ.

- كيف يمكن للمجلس العسكري أن يعمل، وسورية بحاجة إلى عملية سياسية شاملة، بتسويات داخلية وتوافقات دولية وإقليمية، في بلد فيه خمسة جيوش، والمئات من المليشيات والفصائل التي تتبع لهذه الدولة وتلك. بينما يتوزع نصف الشعب السوري في اللجوء والنزوح.

- لماذا تم طرح فكرة المجلس العسكري قبل إجراء الانتخابات الرئاسية، وأين يقف المجلس من هذه الانتخابات؟

يحق لنا كسوريين أن نطالب بالإجابة على هذه الأسئلة قبل طرح فكرة المجلس العسكري، حتى لا تبدو الفكرة مجرد «أكشن» أو «شو» أو تمريراً للوقت، والإيهام بأن هناك «حمل كاذب» قبل مرحلة الانتخابات.

 

المصدر: د. محمد خالد الشاكر