نور أبو فرّاج
email عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
هناك كما يبدو، سوء فهم شائع يتعلق بفنون ذات طبيعة خاصة، مثل: القصة القصيرة أو الفيلم القصير. يظن البعض بأنه يكفي أن تكون الأفلام المصورة أو القصص المكتوبة قصيرة، مقارنة بعمل روائي أو فيلم طويل حتى تستحق الاسم. لكن الأمر في الحقيقة لا يتعلق بالحجم فقط، بل بالبنية وما تفرضه من أساليب فنية.
لا يتذكر الكثيرون منا متى وكيف دخل الترند (Trend) وتكرّس كنهجٍ أو أسلوب حياة. مر زمنٌ ثمّن الناس فيه الأفكار المُبتكرة، المغايرة للسائد، الأصيلة. كان الواحد فيهم يشعر بالفخر إن استطاع الخروج بفكرة جديدة لم يسبق- حسب ظنه- أن عالجها شخصٌ قبله. وحتى حينما اكتشف بأن آخرين سبقوه إليها، كان يجتهد لمعالجة الفكرة من زوايا جديدة بحيث تحمل بصمته، أو على الأقل أثر محاولاته الصادقة لتقديم شيء جديد. متى انقلبت الآية، وباتت الموضة بأن تُثمّن النزعة نحو التقليد والنسخ والتكرار؟ وأن يمسي الجري وراء الترند والموضة السائدة «Trendy» بحد ذاته؟
بعد تعاونٍ دام ثلاث سنوات، أعلنت قناة «الجزيرة بلس»، عبر بيانٍ لها توقف برنامج الدحيح الذي يقدمه الإعلامي المصري أحمد غندور، مما أثار حالة من الحزن والجدل على مواقع التواصل الاجتماعي، وأعاد النقاش حول الأسباب الحقيقة المحتملة لهذا الإيقاف كخلافات أيديولوجية بين مضمون البرنامج وسياسات قناة الجزيرة وتوجهاتها الدينية.
في حكاية «كلخاس» التي كتبها الروائي الروسي أنطون تشيخوف، يستيقظ الممثل الكوميدي فاسيلي فاسيليفتش، ليجد نفسه في غرفة تبديل الملابس في المسرح الذي بدا له في الظلام موحشاً، بحيث دفعه ليتساءل إن كانت تضحياته من أجل العمل على خشبته طوال تلك السنوات تستحق العناء. هناك يلتقي فاسيليفتش بالمُلقّن نيكيتا، الذي يبيت في المسرح ليلاً لأنه لا يملك مكاناً للعيش، بحيث يبدو أن الأدوار تنقلب تلك الليلة ليصبح الشاب المهمّش المكلّف بتلقين الممثلين حواراتهم بطلاً محورياً يستمع إلى خيبات الممثل الشهير. بصورة أو أخرى باتت الحكاية رمزاً للعاملين المغمورين خلف الكواليس من فنييّ الإضاءة والديكور والصوت، أو الحرّاس وموظفي الاستقبال وعمال نظافة. لكل مسرحٍ في العالم «كلخاس» خاصٌ به، وكذلك الأمر فيما يتعلق بخشبات المسرح السوري.
هناك على الجدار، كان يجلس مرتاحاً على كرسيّه الخشبي ضمن إطار اللوحة، مراقباً ما يجري حوله، ومستغلاً فرصة أن الراقصين والسكارى، لم يعودوا يتأملون اللوحات المعلّقة على الجدران.
هناك من يقرأ طالعه في خطوط اليد وحركة النجوم، أو في تفل قهوة داخل قعر فنجانٍ، لكنني جرّبت العام المنصرم أن أقرأ طالعي في الكتب. لم أبحث عن المعاني المُخبئة بين السطور، بل كنت أقع مصادفةً على مقولات وأفكار تهزني مكتوبة على السطور ذاتها، كما لو أن الكتب كانت تتحدث إلي وتقدم إجاباتٍ عن أسئلة أطرحها.
الفراغ هو الخلو، لكن من ماذا؟ يُشتق فعل «فرغ» في معجم المعاني من يَفْرَغ ويَفرُغ، فَراغًا وفُروغًا. فرَغ الإناءُ: خلا. انتظر بفارغ الصَّبر: بصبر كاد ينفد. وبهذا يُستخدم مصطلح الفراغ كنقيضٍ للامتلاء، وهو تناقضٌ ينحاز لصالح المُعبأ، المُكتمل، ذو القيمة، مقابل معاكسه الذي يشير إلى العدم والخلو. وكحال المتناقضات جميعاً؛ الظل والنور، السواد والبياض، الخير والشر، هناك إيجابٌ وسلب، والفراغ يُجّز بلا شك في جانب السلب.
منذ سنةٍ تقريباً امتلأت سورية بجماعاتٍ مسلحةٍ شديدة التنظيم، قامت بتنفيذ عمليات تخريبية على كامل التراب السوري، إلا أن أحداً لم يلتفت لها أو يقلق بشأنها ...
(1)
يعثر على مغنية بريطانية عمرها /27/ سنة، متوفاة في شقتها في لندن إثر جرعة زائدة من المخدرات..
شعور عميق بالذنب يعتري قلوب عدد كبير من السوريين على اختلاف آرائهم ومواقفهم السياسية، يتسلل إلى دواخلهم مهما جاهدوا في قمعه وإخفائه بصراخهم العالي مع من يخالفهم الرأي، بنظرات عيونهم الحادة، وأحياناً بسلوكهم العنيف.