د.أسامة دليقان
email عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
كتب كبار منظّري الماركسية في عدّة مناسبات حول مسألة الاستراتيجية والتكتيك، وخاصّة فيما يرتبط بالسياسة ونشاط الحزب الشيوعي في مراحل مختلفة قبل وأثناء وبعد الثورة. فيما يلي نقدّم تعريباً لمقتطفات من مقالة هامّة لستالين حول الموضوع، كان قد كتبها في صحيفة البرافدا (آذار 1923)، وذلك قبل نشر كتابه «أسس اللينينية» الذي احتوى بدوره على فصل حول الاستراتيجية والتكتيك، ولكن في مقالة البرافدا هذه نجد عرضاً مفهوماً مُحْكَماً وشديد التعميم، قد لا نجد مثله في مؤلَّفاته الأخرى حول الموضوع.
في مقاله «بصدد التسويات» الذي كتبه عام 1917، قال فلاديمير لينين: «يعني مصطلح التسوية في السياسة التنازلَ عن مطالب معينة، وأنْ يتخلّى طَرفٌ عن جزءٍ من مطالبه بالاتفاق مع طرف آخَر». وكتب لينين عام 1920 في «مرض اليسارية الطفولي في الشيوعية» بأنه ينبغي بذل الجهود الضرورية لإجراء التقييم المناسب للطبيعة الفعلية لهذه «التسوية» أو تلك.
أكد استفتاء مولدوفا الأخير للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي، وبالتزامن مع الجولة الأولى من انتخاباتها الرئاسية، تراجع نفوذ الغرب على أوروبا الشرقية. فالاستفتاء في هذه الدولة الصغيرة المجاورة لأوكرانيا لم يستطع الانتهاء بنتيجة «نعم» إلّا بشق الأنفس وبأغلبية ضئيلة هي 50.38%، وبفارق 11400 شخص فقط عن المصوِّتين بـ «لا»، رغماً عن كلّ التدخّلات الغربية. كما تزامن مع تقدُّمٍ غير مريح للرئيسة الحالية مايا ساندو الموالية للغرب والخبيرة الاقتصادية السابقة في البنك الدولي بالجولة الأولى للانتخابات الرئاسية، مما يهدّدها بمعركة صعبة في الجولة الثانية المقرَّرة في الثالث من الشهر المُقبِل.
تشكِّلُ القضايا الكبرى، وخاصة في أوقات الأزمة الشاملة، محكّاً كاشفاً واستقطابيّاً ليس في السياسة العلنيّة أو المباشَرة فقط، بل وتخترق في قوّة مغنَطتِها حتّى أكثر الجهات التي تُصَوَّر تقليدياً على أنّها «حياديّة» لأنّها «عِلميّة»، بينما الحقيقة هي أنّ من الخطأ الشائع اشتراطُ أن يكون العلمُ «حيادياً» اجتماعياً وسياسياً كي يُعتَبَر «غير زائف»، وهو وهمٌ ينبع من مطابقةٍ خاطئة بين مفهومَي «الموضوعية» و«الحيادية»، ووفق هذا المعيار الخاطئ يصنِّف بعضُ النقّاد البرجوازيين الماركسيةَ «علماً زائفاً» لأنّها منحازةٌ للطبقة العاملة والكادحين والشعوب المُضطَهَدة والمُستَعمَرة.
«إن كان ولعك بـ(صنميّة النَّقاء) يطالبُ بثورةٍ مناهضة للاستعمار بلا دماء، فسوف يكون مصيرك إدانةَ حركات التحرر التي تشنّها الشعوب المستعمَرة. وسوف تكون مقيداً بلعب دور المدافعين عن الإمبريالية... وسيكون (انحيازك) إلى المضطهَدين مشروطاً دوماً ببقائِهِم مضطهَدين؛ فلن تكون معهم إلا بقدر ما يبقون ضحايا، ولكنك لن تكون معهم أبداً عندما يقاومون ويصبحون قوة تحررية». بهذا الانتقاد افتتح الشيوعي الكوبي-الأمريكي كارلوس غاريدو مقالاً هامّاً من حيث وضوح الموقف تجاه «طوفان الأقصى» بعد أيام قليلة من السابع من أكتوبر 2023.
في مقدمة إنجلس لكتاب ماركس «النضال الطبقي في فرنسا»، والتي كتبها إنجلس في العام الأخير من حياته، بتاريخ 6 آذار 1895، نراه يلفت انتباهنا إلى أنّ ظروفاً وتغيّرات تاريخية معيّنة تضطرّ المناضلين إلى استراتيجية الكفاح الطويل، سواء السياسي أو العسكري، عبر «حرب استنزاف»، أيْ بالنضال عبر ما وصفه بـ«كسب موقع تلو الآخر في غمرةٍ من النضال العنيد القاسي... عوضاً عن إحراز النصر بضربةٍ حاسمة واحدة»، وهي فكرةٌ عبّر عنها إنجلس في مناسبات أخرى كذلك، ولاحظ باحثون بأنّها كانت استباقاً لفكرة «حرب المواقع» لدى غرامشي.
اضطرت الرأسمالية المنظَّمة عبر تطوّرها التاريخي إلى التعامل مع مشكلة المقاومة التي تبديها القوى العاملة ضدّ شروط الاستغلال التي يتم إخضاعهم لها، وبدأ ذلك منذ نشوء نظام المَصنَع. فخلال العقود القليلة الأولى من تطوّره، كانت الإجراءات القسرية فعالة عموماً لضمان تشغيلٍ انسيابي للعملية الإنتاجية الرأسمالية، وذلك لأنّ العمّال كانوا في فاقة وعوز شديد من جهة، ويفتقرون إلى الخبرة التنظيمية والوعي الطبقي الكافي من جهة ثانية.
بحسب مقال نشرته صحيفة التلغراف مؤخراً (17 آب الجاري 2024)، فإنّ نحو 14 ألف شخص في بريطانيا طالبوا بالتعويض عن العجز والأضرار الصحية التي لحقت بهم جرّاء لقاحات كوفيد-19 التي تلقّوها وأغلبيتهم العظمى (97%) تلقوا تحديداً لقاح أسترازينيكا.
زار سيرغي شويغو طهران في الخامس من آب الجاري، بصفته السكرتير الحالي لمجلس الأمن الروسي، وذلك في أعقاب انتقال التصعيد في المنطقة إلى مستوى جديد بعد قيام الاحتلال الصهيوني باغتيال كل من فؤاد شكر القائد العسكري الأول في حزب الله اللبناني، وإسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لحماس، في 30 و31 تموز الماضي على التوالي.
كتب أنطونيو غرامشي في الدفتر الرابع من دفاتر سجنه ملحوظة طويلة تبدأ بما يلي: «العلاقات بين القاعدة المادية والبنى الفوقية هي برأيي المسألة الحاسمة في المادية التاريخية. ويمكن العثور على ضالّتنا في هذا الصدد استناداً إلى الأسس التالية: 1- المبدأ القائل بأنّه لا يوجد مجتمع يضع لنفسه مهمات، ما لم تكن الشروط اللازمة والكافية لإنجازها قد وجدت سلفاً [أو في طور الظهور والتطوّر]. 2- ما مِن مجتمعٍ يزول قبل أن يطوَّر أولاً جميع أشكال الحياة المتضمنة في علاقاته الداخلية».