عبد الرزاق دياب

عبد الرزاق دياب

email عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

الوعد الحكومي.. واليد الحديدية فلسفة أسابيع الانتظار.. وأيام الفرج.. وأدراج الرياح

مرة أخرى يطلق وزير وعده بمكافحة الاحتكار والتصدي للفساد، ولكن هذه المرة في وجه مديري مديرياته، وذلك بمنحهم أسبوعاً واحداً لكبح ظاهرة الغلاء وارتفاع الأسعار الذي تشهده الأسواق حالياً.

مطبات: الحب مهزوماً.. بالأحمر

لم أرغب بالكتابة عن عيد الحب، ولا أحب مناسبات اليوم الواحد خصوصاً في شأن القلب، ولا أرغب هنا في الحديث عن أسعار الورد الأحمر، والألعاب الحمراء التي سيحملها العشاق إلى حبيباتهم في هذه المناسبة، ولكنني ككل سوري يحصي عدد أحبائه الذين غادروا وماتوا وهربوا سيقف مدهوشاً من هول الوحدة التي تأكل قلبه، وتتركه وحيداً في غابة الدم.

أسواقنا المغشوشة: إنهم يعبثون بطعامنا ..وشرابنا...وكتابنا أيضاً

زيت بلدي وسمون مغشوشة في كفرسوسة، ومستودعات ضخمة تم مصادرتها من قبل الجهات المختصة، وألبان تباع مخلوطة بـ (السبيداج)، وسندويش ممزوج بمكونات فاسدة، و(سيديات) لأفلام عالمية مسروقة، وكتب منسوخة بتقنية بدائية لأمهات الكتب العالمية والروايات التي نالت جوائز البوكر وكان.

هل يكفي التنظير الحكومي لحمايتهم: أكبادنا (يأركلون)...ويتسولون ..

آخر تصريحات الحكومة الموقرة أنها تضع في أولوياتها توفير الحماية للمرأة والأطفال السوريين، وهذا عين الصواب في وقت انفلتت فيه المور من عقالها، وأصاب الوهن بعض المؤسسات التي تراجعت عن دورها، وتعرضت لضرر نتيجة ما يجري من أفعال دموية على الأرض قد يحول دون ممارسته بالشكل اللائق والمثالي، ولكن هذا لا يعني أن ينتفي هذا الدور، ويصبح أطفالنا في الشارع الذي لا يرحم هشاشتهم، ويأخذهم إلى عالم الجريمة والرذيلة؟.

مطبات: نحن وأشجارنا... المبادة

أطفال يتسلقون أشجار الحديقة العامة، ويرمون أغصانها اللينة في كيس كبير منتقلين من شجرة إلى أخرى، وآخرون يلمون الأغصان اليابسة من الأرض ويجمعونها في كيس آخر، وهكذا لأكثر من نصف ساعة من العمل الدؤوب...بفظاظتي سألت أحدم لماذا تجمعون الأغصان في كيسين، ولا تضعونها في كيس واحد، استدعى سؤالي وشوشتهم ثم ضحك الكبير وقال لي: اليوم نستخدم الأغصان الناشفة للتدفئة، وأما الكيس الآخر فهو للغد.

مطبات: أمراض ليست عابرة؟؟

دائماً  يجد المسؤول مبرراً للتقصير، ودائماً هو في الجانب البريء والصحيح، وما يتم الصمت عنه هو الأفضل، وهو الذي يسكن وجدانه فالقضية لم يثرها أحد، والمواطن دائماً ما يغيب صوته إن كان له صوت.

حكومات متعاقبة تكرر وعودها.. والمواطن: لا أثق

من حق (أبو ابراهيم) ألاّ يثق بأي تصريح حكومي يتحدث عن حل أزمة المازوت خلال الأسبوع القادم، وهذا يعود كما يهمس: كأنني سمعت هذ الجملة مرات من قبل...ثم يمضي الرجل الستيني إلى حيث يمكن له الحصول على ليرات لتمضية يومه فالغد كما اليوم مجهول وقد يحمل له مفاجآت غير سارة، وعلى الحكومة أن تفعل وتعمل وأن تتوقف عن الوعود وإبر المخدر.

مطبات: حكايات اللصوص

يفتخر هؤلاء بأنهم يسرقونك مبتسمين، فهذا زمن (دبر راسك)، والحياة صعبة على الجميع، وهم ليسوا بهذا العوز الرهيب لكن لهم مصاريفهم، ومشاويرهم، والذين يعملون معهم، ومطاعمهم، وغزواتهم، وطريقة حياتهم التي تجعلهم يسرفون في دفع المال، ويسهرون في بقايا الملاهي، ويشربون أنخاب غالية في خلواتهم، ولذلك لا يهم إن دفعت كل ما تملك ثمن ليلة دافئة لعظام أبنائك.

يحدث أن لا يموت السوري جوعاً (فلاش باك).. رفع الدعم بتسميات الأزمة

المازوت بـ 125 ليرة سورية للتر الواحد، وجرة الغاز بـ 1500 ليرة، والخبز آخر الخطوط الحمراء ينهار إلى 35 ليرة، وهذا يعني أننا ندخل في خصخصة غير معلنة ستدك ما تبقى من رعاية أمومية فرضتها الدولة خلال كل حقبة الاقتصاد المغلق تحت مسميات (الاشتراكية)، والدعم، والدولة الراعية.

مطبات: وحده المواطن...أبداً

أنا لا أصدق أن أحداً قلبه على المواطن وأحواله، وأن لا أحد ستثيره التفاصيل الدقيقة عن حياة الناس القاسية، وهنا أقصد أولئك الذين يجلسون في مكاتبهم، ويمر الهواء الساخن من بين سراويلهم، ويتحدثون عن المعاناة التي وصل إليها الناس كما لو أنهم يحضرون فيلم (بورنو) مثير.