مطبات: أقطاب التنمية

مطبات: أقطاب التنمية

لا شك أنها هكذا، هي بالضبط كما يقولون، وهي بالذات كما يرددون، وهي الحقيقة البسيطة المسلمة، وهي ما نحتاجه لنكون على خير ما يرام.

الأنشودة الطويلة والمعزوفة التي مللنا سماعها، والخطبة التي لا تزال تتكرر على مسامعنا في الندوات، والمحاضرات، واللقاءات الصحفية، والمؤتمرات التي تعنى بالبيئة والبنية التحتية، واجتماعات المحافظين مع بعضهم، وفي لقاءاتهم مع مرؤوسيهم، وفي حواراتهم 

مع المواطنين، وفي زياراتهم للمدن الصديقة، وإعلاناتهم عن توأمة مع أنقرة تارة، و(سانتيا غوديل استيرو) تارة أخرى، وتبادل الزيارات الطويلة والقصيرة، وعقد اتفاقيات التبادل الاقتصادي والبشري.

تقول الأنشودة بأن الزراعة والسياحة والنقل ثالوث التنمية، بل أقطابها التي بدونها لا تنمية ولا من يحزنون، وأننا سنكون مجرد بداة يقفون فوق الرمل وعلى أطراف الحضارة إذا لم نحسن لهذا الثالوث، وبالتالي هو لن يحسن إلينا.

وبعد تلك المعزوفة يستثنى منها كل لوازمها، لدينا وحسب الترتيب لآخر معزوفة اقتصادية محلية، لدينا قرى عطشى، وأما لماذا، فلأن الموسم المطري كان سيئاً، وسنقوم بحفر الآبار، وإيصال المياه العذبة والنظيفة إلى كل بيت.

ومن لوازم معزوفة الاستثناء المحلية الصرف الصحي ومحطات المعالجة، نشكو من نقص محطات المعالجة، لكننا اتفقنا الآن مع شركات كبرى وضمن خطتنا القادمة على تنفيذ وبناء أكثر من عشر محطات معالجة، وشبكة الصرف الصحي التي تعاني من هشاشة وأدت إلى اختلاطها مع المياه المعدة للشرب، وأدت بدورها إلى أمراض هضمية، وإسهالات، وبالتالي سوف نقوم بالتعاقد على تجديدها وتخليصها من تأثيرات المياه السوداء والمالحة... إلخ.

تتابع المعزوفة انسيابها.. أما عن الواقع الصحي فهو جيد، ويدخل ضمن المقاييس العالمية، حيث توجد خمس منشآت عامة وعدد كبير من المراكز الصحية، إضافة إلى توفر الكادر التمريضي والطبي والأدوية المتوفرة على مستوى المشافي والمستوصفات، وقد بلغت مجموع اعتمادات الموازنة الاستثمارية على مشروعات الصحة ملايين الليرات السورية لعام 2010، ومجموع الاعتمادات المالية المخصصة لمشاريع الصحة من الموازنة المستقلة لعام 2010 بلغت أيضاً مئات الملايين.

أما عن ترنيمة التنمية الريفية فالعمل على قدم وساق، ولا نبخل من حيث الجهد والسهر والمتابعة، ولدينا فريق عمل مؤهل وذو كفاءة عالية، وقد عادت قبل شهر تقريباً من دورة خارجية لنستفيد من خبرات الآخرين في هذا المجال.

تستثني الترنيمة بعض مفردات الضرورة.. لا توجد مطامر نظامية لدينا، وجميع المكبات الموجودة عشوائية، ويجري العمل حالياً لتجهيز مكب للنفايات الصلبة، ونحن بحول الله وعنايته نعد المواطنين والأهالي وخلال النصف الثاني من عام 2011 لن يبقى مكب للقمامة على نحو عشوائي، وسيكون لدينا مكب نظامي واحد.

ثم يعاود العزف تألقه.. إن أقطاب التنمية الحقيقية هي ما نصبو إليه، إذا لم تتحقق هذا يعني أننا فشلنا، ولكننا لن نسمح للفشل أن نعيش بيننا، وأن يتخلل مفاصل عملنا.. بالرغم من أننا لا نمتلك صناعات كبيرة، ولا أيدي خبيرة ومدربة، ونعاني القليل من البطالة، وضعف الموارد، وخلل بسيط في البنى التحتية للمشاريع الرئيسية، ولكننا نعتبر مركز جذب سياحياً، ونعمل لتهيئة البنية السياحية التحتية من مطاعم وفنادق وأسرة لكل الزائرين المحتملين، فالمدينة متنوعة وغنية تراثياً وثقافياً، ومن حيث الإحصائيات سجلنا أرقاماً كبيرة من حيث عدد السياح، فقلعتنا لا تخلو من المجموعات السياحية التي يرافقها الأدلاء الخبراء، والذين يجيدون لغات عدة، وخضعوا لدورات متطورة.. وخلال السنوات القادمة سنكون قد أنجزنا مشروعات سياحية كبرى، وسوف تدخل سوق الاستثمار بأعلى المواصفات، وقد ساهم القطاع الخاص بنسبة كبيرة في هذه المشاريع الحضارية، وقد تم التعاقد مع شركات كبرى محلية وعربية لبناء فنادق من خمسة نجوم ونجمتين... إلخ.

هذا بالضبط موجز الأقطاب التنموية.. والبقية تأتي.