قطنا.. كالون المازوت بـ4500 ل.س وبيع تحت جنح الظلام
خارج منطق العقل والقانون ما يصيب المواطنين في مدينة قطنا، وهم يدفعون ثمن موجة برد قاسية أجبرتهم على شراء مازوت التدفئة من تجار السوق السوداء بمبالغ تفوق الخيال فقد وصل سعر كالون 20 لتر إلى 4500 ليرة سورية.
أحد هؤلاء التجار ليلة أمس نصح المواطنين بشراء ما لديه من كميات لأن العاصفة القادمة سترفع السعر إلى 6000 ليرة للكالون فهي ستكون أقسى من سابقتها، وأنه يدفع لأصحاب محطات الوقود وللشرطة حتى يتمكن من جلب هذه الكميات، ولأنه يشعر بالآخرين لا يريد بيعها للمطاعم والمولات التي تدفع له ما يريد.
ومنذ بداية الشتاء تم الإعلان للمواطنين بالتسجيل لدى مديرية المنطقة من أجل الحصول على حصتهم من وقود التدفئة والتي تقدر بـ 100 لتر وبسعر 60 ليرة سورية ولكن بعد أيام تم رفعها إلى 80 ليرة وتم توزيعها بـ 85 ليرة، ومع ذلك حتى تاريخه أي بعد مضي ثلاثة أشهر من بداية الشتاء فعدد من تم توزيع حصصهم لا يتجاوز 30 % من أهالي المدينة بذرائع عدة عدم وصول الكميات المقررة للمدينة، وصعوبة النقل، وسوء الأحوال الجوية، ووجود قوائم خاصة من جهات حكومية.
لكن الحقيقة التي يتعامى عنها مسؤولوا المدينة أن مواطنين تم التوزيع لهم ثلاث مرات، وأن سوقاً سوداء كبيرة فتحت وبأسعار بدءاً من 2000 ليرة وصولاً إلى الرقم الأخير 4500 وفقاً لسوء الأحوال الجوية.
بعض الموزعين الذين يأخذون حمولاتهم من (سادكوب) التي اتخذت مركزها في قطنا يبيعون بالكالون لمعارفهم ولبعض سيئات السمعة من النساء (على عينك يا تاجر)، وهم معروفون من قبل المسؤولين في المدينة فيما يهمس كثيرون عن تواطؤ بعض الجهات معهم.
الأمر الأخطر أن لا مازوت لصالح دوائر الدولة، وخصوصاً وحدة المياه التي لم تستطع ضخ الماء لكامل المدينة طوال الأسبوع الفائت بالكامل مما دفع لتجارة جديدة من قبل أصحاب الصهاريج الذين باتوا يبيعون برميل المياه بـ 150 ليرة دون أي رادع من ضمير أو محاسبة من مسؤول.
كما وتشهد المدينة حالة من تردي وضع الكهرباء بسبب التقنين العشوائي والاعتداءات على الشبكة، وبعض الأحياء تعيش في الظلام منذ أربعة أيام، بينما موظف مكتب الطوارئ يرفع سماعة الهاتف ويكذب على المواطنين بأن الموظفين يصلحون أعطالاً وهمية في أماكن لا أعطال فيها.
فهل من يحاسب؟؟؟