سمير حنا
email عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
قارب الشتاء على الانتهاء، لكن الطقس البارد ما زال مسيطراً على الكثير من المناطق، وما زلت ترى العديد من أصدقائك وهم يصارعون النوبات المتتالية من «الإنفلونزا»، تزداد هذه النوبات قوة وعناداً مع مرور السنين، وها هي الأخبار تتوالى من كل مكأن عن أنواع جديدة ومركّبة من هذا الفيروس، «إنفلونزا الخنازير»، «إنفلونزا الطيور»
تجمع الطلاب في إحدى غرف المختبرات في جامعة «يال» الأمريكية، كانت مجموعة قليلة من عشرة جامعيين من مختلف الاختصاصات، «توجهوا إلى القاعة الثالثة في طابق المختبرات بعد انتهاء حصصكم اليومية»، كانت هذه الجملة الوحيدة التي سمعها كل منهم في بداية الدوام، تملكهم الفضول على الفور، وتوجه كل منهم إلى المكان المطلوب وفي الموقت المحدد
رن الهاتف ليكسر الصمت الطويل الذي ساد الغرفة طوال الصباح، إنه الاتصال الذي طال انتظاره، ترك الجميع أشغالهم ورفعوا رؤوسهم محدقين بالضابط المسؤول عن مركز الأبحاث المنسي تحت ركام من الثلوج وأمتار من الاسمنت، لا تصلهم الكثير من الاتصالات إلى ألاسكا حيث يوجدون الآن،
امتلأت المنصة بالمدعوين منذ الصباح، مئات من النجوم الذهبية المعلقة على الاكتاف، والعديد من الأوسمة اللامعة على الصدور، إنه نهار مشمس ومثالي جداً لإجراء هذه التجربة العلمية المثيرة، ولابد من إثارة إعجاب الممولين والداعمين لهذه التجربة، فقد حضروا اليوم بعد انتظار شهور طويلة، وعليهم اليوم تقييم هذا العمل بغية تبنيه لاحقاً في تطبيقات مناسبة، يبدأ «العرض» بعد انتظام الحضور في أماكنهم،
فتح عينيه فجأة وقلبه يخفق بقوة، صوت طنين مزعج متقطع ما زال يثقل رأسه المتعب، أدار رأسه ببطء وأراد تحريك جسده المنهك لكن دون جدوى، ثُبتت أطرافه على كرسي كبير وبقي صدره مكشوفاً أمام حزمة من الضوء، بدأت الصورة بالاكتمال في رأسه عندما رأى البعض يتحرك من حوله وكل في ردائه الأبيض، «أنا في مشفى إذن..» همس لنفسه وهو يحاول تذكر الأحداث التي قادته إلى هنا
انظر حولك، التقط أي غرض من أغراض منزلك، سترى بأن عدداً كبيراً منها قد صنع في الصين، إنها إحدى أكبر القوى الصناعية في العالم وأكثرها غزارة في الإنتاج، لكن الإحصائيات خلصت في كثير من السنوات الماضية إلى استثناء الصين من قائمة الدول المنافسة في مجال التكنولوجيا، وشبهتها بمصنع كبير نشيط يستورد معظم تقنيات هذه الصناعة دون أن يبتكر الكثير منها، كما تعرف منتجاتها التكنولوجية بتواضعها بالمقارنة مع مثيلاتها الأوروبية والأمريكية وحتى الآسيوية، لكن السنوات الأخيرة حملت تغييراً جذرياً في مجال التكنولوجيا الصينية الوطنية لتشكل الصين اليوم تهديداً حقيقياً لأقرانها من الدول الكبرى فيما يتعلق بالعلوم والتكنولوجيا بالذات.
لا يمكن لأي منا تخيل مدينة باريس دون برج إيفل الشهير، لقد تحول هذا الصرح الهندسي إلى أشهر معالمها، وما زال يحظى يومياً بالعديد من الزوار المهتمين بتفحص روعة التصميم وجودة بالبناء وبراعة الاهتمام بالتفاصيل التي مكنته من مقاومة العوامل الطبيعية والصناعية بشكل مذهل ولعشرات السنين، يعود السبب في ذلك إلى حقيقة يجهلها الكثيرون، فتصميم هذا البرج قد استوحي من عظم الفخذ القوي البشري الذي يحمل القسم الأكبر من وزن كل منا، ولا يمكن للباحث تجاهل هذا التشابه الكبير بين بنية البرج الهندسية وبينة العظم هذا، وعندها قد يدفع الفضول البعض منا للتقصي عن أمثلة أخرى يستوحي فيها الإنسان من الطبيعة أفكاراً لابتكاراته، يدعى كل هذا بعلم «بيوميميتيك biomimetic»، وتطبيقاته حولنا
نظر الوجه الاصطناعي بعيون بشرية إلى الحاضرين، وأخذ يلتفت حوله كمن يرى هذا الجمع الكبير للمرة الأولى، توسعت حدقتا عينيه، ورفع حاجبيه مندهشاً، أخذت الدارات الالكترونية تعمل بنشاط في رأسه وتعالج جميع الصور التي تلتقطها عيناه
مسحت الغبار المتراكم على واجهة الكتاب، لقد بقي عدة سنوات مرمياً على أحد رفوف خزانتي، إنه أحد المراجع القديمة يعود لأوائل أيام الدراسة، لقد رأيت نسخة الكترونية من الكتاب ذاته منذ يومين، لكني آثرت العودة إلى النسخة الورقية المحببة إلى قلبي
مرت شهور ولم يهدأ الصخب المرافق للتسريبات المتعلقة بعمليات التنصت الواسعة النطاق التي قامت بها الحكومة الأمريكية في العقود الأخيرة، وما زالت الوثائق تتوالى واحدة تلو الاخرى تفضح تورط الوكالات الأمنية في سرقة المعلومات الخاصة بالأفراد والشركات وحتى الحكومات الأخرى لتحليلها والاستفادة منها ولتوسيع رقعة نشاطاتها الرأسمالية وحروبها الفكرية تحت شعارات «الأمن القومي»