سمير حنا
email عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
يبدو أن الجميع مغتاظ بالفعل من الولايات المتحدة الأمريكية هذه الأيام فيما يتعلق بمضوع «التنصت الرقمي» ، ولم تعد سياسة «الحلفاء» كافية لغض النظر عن التصرفات التي ضربت عرض الحائط جميع قوانين الخصوصية الحامية للدول والأفراد، على الأقل هذا ما تبدو عليه الأمور عند مطالعتنا اليومية للاستياء الاوروبي والعالمي على شبكات الأخبار في كل مكان، لكن فصول هذه «المسرحية» لن تخدع المتابعين التقنيين وخبراء أمن المعلومات ، فلمن لا يعلم ، هذه ليست المرة الأولى التي يحدث فيها ذلك.
يشبه الباحث عن أي موضوع علمي في بلادنا من يبحث عن ابرة في كومة من القش، وسيخوض بالتأكيد في دوامات الروابط الالكترونية ليصل في النهاية إلى محتوى ركيك يبتعد بدرجات عن ضالته!
كان اليوم الثالث من رحلتي إلى «مصر»، ولا بد الآن من زيارة الأهرامات التي تغنى بعظمتها الجميع، لكني كنت وقتها في عالم آخر، فأنا لم استطع منذ وصولي وعلى مدى تلك الأيام الثلاثة أن أحل مشكلتي المعقدة، لقد كنت احاول ضبط إعدادات شبكة الانترنت لهاتفي الخليوي، وأريد بشدة تفقد بريدي الإلكتروني والرد على رسائل العمل التي لم أستطع تجاهلها، قد نلت حصتي من سخرية رفاقي وهم يتغامزون عندما أصرخ في جهازي مغتاظاً، حتى أن أحدهم قد استطاع بخبث التقاط صورة لي وانا أجلس على مدخل أحد الأهرامات الأقدم والاجمل على وجه الأرض أحدق في جهازي الخليوي غاضباً متجهماً.
«من غير العادل تصنيف «العملة الافتراضية» على انها فقاعة ستنفجر قريبا في الهواء، فالطلب المتزايد على أنماط العملات الافتراضية يثبت حقيقة لا يمكن تجاهلها : لم يعد الناس قادرين على ائتمان الحكومات على أموالهم.»
لدى كل منا صندوقه السري الخاص، إنه المكان المخفي الذي يحتفظ به بنتائج عمله أو خلاصات تجاربه، لكننا وفي الوقت نفسه نتصل بشكل أو بآخر بالفضاء الرقمي الواسع المفتوح على الملايين من الغرباء، وستكون «أسرارنا الرقمية» عرضة للاختراق مع تزايد التهديدات اليومية وتوسع نشاطاتنا المعتادة على الشبكة العنكبوتية العالمية، ولن تنفع كلمة المرور البسيطة في تجنيب «صندوقك » تلك المخاطر ،إنها قفل صغير في عالم لا حرمة فيه للأسرار..
حمل الفضاء الافتراضي الكثير من الأحلام لمستخدميه وتم تصويره منذ البدايات على انه فضاء الحريات المطلق حيث لا وصول لأشكال الرقابة التقليدية والتضييق على حرية التعبير، غير أن التطور التقني وتوسع شبكة الإنترنت وسرعتها أثبتا العكس فبدأت السلطات بحجب المواقع واعتقال الصحافيين والمدونين والناشطين بحجة التأثير السلبي لنتاجهم الرقمي في إطار تسلطي قديم بأساليب جديدة كلياً.
»لا أحد يدرك الإمكانات الهائلة التي يتيحها العصر الحالي لإيجاد مستوى معيشة رفيع على كوكب الأرض لم يسبق للبشرية أن عرفته من قبل، فلا المنظومات السياسية والمالية تعي ذلك، ولا المحترفون والخبراء المحدودون باختصاصاتهم، ولا عامّة الناس.