محمد العبد الله
email عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
تسود أجواء التحضيرات لانتخابات الكنيست ال19 في كيان العدو، المقرر إجراؤها في أواخر كانون الثاني / يناير 2013 ، حالة من التحركات المحكومة بانتهازية مستفحلة، لا تشذ عن صيغة التحالفات المتكررة كل أربع سنوات، هي فترة التجديد للكنيست، بمقدار ما تستدعي في كل موعد انتخابات، أشكالاً جديدة للتحالفات، تكشف عن هشاشة الارتباط بالموقف السياسي وحتى الأيديولوجي للحزب / التكتل / الفرد، من خلال الانتقال من عضوية حزب لآخر، ومن تأسيس أحزاب وتكتلات، تعمل على زيادة حصتها في عدد أعضاء الكنيست، وصولاً لمقاعد أكثر في التشكيل الوزاري المنبثق عن الانتخابات.
جاءت نتائج اجتماعات الإطار المؤقت، المعني، بتفعيل وتطوير منظمة التحرير في القاهرة مؤخراً، خارج التوقعات التي حاول أن يسوقها لقاء عباس – مشعل في القاهرة قبل ثلاثة أسابيع من عقد الاجتماع القيادي. اليومان اللذان شهدا اللقاءات الثنائية الموسعة، ومن داخلهما كانت الساعات العشر التي التأم فيها اللقاء الجماعي، لم تكن كافية لتليين مواقف قطبي الخلاف، وغير قادرة على تبريد الرؤوس الحامية لدى الطرفين. هذه الرؤوس التي عكست درجة التشكيك لدى كل طرف، بالآخر، لدرجة ان أحد أبرز قادة حماس بالقطاع، تحدث ساخراً من النتائج المتوخاة من اللقاء " سأقطع يدي إذا نجحت المصالحة "!.
على وقع استقالة وزير «الأمن» والحرب الصهيوني، موشيه يعلون، من الحكومة والكنيست، وانعكاسات ذلك على الائتلاف الحكومي وبنية حزب «الليكود» والمؤسسة العسكرية داخل الكيان، انشغلت وسائل الإعلام المرئية والمقروءة والمسموعة، ليس بتفاعلات الخبر، فقط، بل في استقراء ما سيقدم عليه رئيس حزب «الليكود» والحكومة نتنياهو.
أحدثت عملية الاغتيال الحاصلة في الرابع عشر من الشهر الجاري، للقائد «العسكري « لكتائب عزالدين القسام في قطاع غزة «أحمد الجعبري»، زلزالاً هائلاً داخل الوطن المحتل وخارجه. جاءت الجريمة الجديدة ضمن خطة استهداف لأحد أبرز قيادات الكفاح المسلح داخل الحركة، بتغطية مباشرة من مركز القرار في حكومة العدو. هذا المركز الذي لعب دوراً ملحوظاً في التغطية على الخطوات التحضيرية للجريمة، من خلال مناورة تضليل واسعة، على مدى الأيام، التي سبقت التنفيذ، تشير إلى استبعاد العدوان على غزة. فاللقاء الدبلوماسي بالسفراء الأجانب المعتمدين في مدينة عسقلان المحتلة، الذي حرص على التحدث فيه رئيس حكومة العدو، كان للإيحاء بأن أية أخبار أو إشارات عن التحضير لعملية عسكرية قريبة ضد غزة، هي» استنتاجات غير دقيقة وبعيدة عن الواقع». كما أن التصريح الذي أدلى به الوزير بني بيغن لوسائل الإعلام بعد لقاء لجنة التسعة الوزارية، كان بهدف إيصال رسالة، بأن التراشق المحدود المتبادل لن يصل إلى عدوان شامل. وفي هذا الإطار، أيضاً، جاءت الزيارة «المضللة « لرئيس الحكومة ووزير حربه إلى هضبة الجولان المحتلة.
تشهد الضفة الفلسطينية المحتلة، موجات متلاحقة من الاحتجاجات الجماهيرية، على ممارسات الغزاة المحتلين، وعلى نهج سلطة المقاطعة، السياسي والاقتصادي/الاجتماعي. وقد جاءت النقلة الجديدة في الحراك المتجدد على شكل هبةٍ، تزداد حيويةُ حركتها بفعل نضال الأسرى في معركة الأمعاء الخاوية التي يخوضونها منذ عدة أشهر، من أجل انتزاع حريتهم من جلاديهم المحتلين، والتي زادت من حدتها واتساع رقعتها، داخل المعتقلات وخارجها، حادثة استشهاد «عرفات جرادات» بعد عدة أيام من اعتقاله، تحت التعذيب الوحشي _ الإعدام البطيء_ في أحد السجون الصهيونية.
تشهد مدن وقرى الضفة الغربية المحتلة، حراكاً وطنياً / مجتمعياً، بامتياز . فمن جنين وقَبَلان شمالاً حتى قرى محافظة الخليل جنوباً، مروراً بمحافظة نابلس في الوسط، يُجدد الشعب الفلسطيني مواجهاته مع وحدات « المستعربين» الخاصة، وقوات الاحتلال العسكري الصهيوني بشكل عام. خلفية المواجهات جاءت بمعظها على خلفية محاولات «المستعربين» اعتقال بعض المناضلين في أكثر من مدينة. اللافت في مشهد الحدث، تصدي مئات المواطنين، سواء في بلدة « طمون « أو في مدينة « جنين»، لقوات العدو في رفضهم لسياسة الاعتقال، واختراق المناطق الفلسطينية. هذه القوات التي استخدمت كل أنواع الرصاص والغاز المسيل للدموع في مواجهة الأعداد المتزايدة من الجماهير المحتجة على تلك السياسات.مصادر العدو العسكرية تؤكد «وجود صحوة فلسطينية «، مما استدعى حسب المصدر ذاته» اتخاذ قرار في المؤسسة الأمنية بمضاعفة النشاط الاستخباري والاعتقالات، التي بدأت في الأيام القليلة الماضية، وستزيد». تشير تلك المصادر إلى أن «تلك الاضطرابات الخطيرة التي بدأت بالتصعيد هي أمر استثنائي، لأن أية عملية مماثلة في السابق لم تكن لتجلب اضطرابات من هذا النوع».
في الثلاثين من آذار/مارس كل عام، يحيي الفلسطينيون داخل الوطن المحتل وخارجه، ذكرى الانتفاضة المجيدة التي فجرها شعبنا العربي الفلسطيني في الأراضي المحتلة عام 1948. خمس وثلاثون عاماً مرت على ذلك اليوم الذي روت فيه دماء أبناء وبنات هذا الشعب تربة الوطن، مؤكدة على التجذر الأبدي فيها. في ذكرى هذا اليوم الخالد من تاريخ النضال الوطني التحرري الممتد على قرن ونيف من الاشتباك، مع مشروع تهويد الأرض وصهينتها، نحاول استعادة الأسباب والعوامل التي شكلت على مدى عقود الاحتلال، التربة الخصبة التي نمت وترعرت فيها الأفكار الرافضة للكيان العدواني/ الإجلائي. إن سياسات القمع والتمييز ومصادرة الأراضي، التي أعقبت سنوات عديدة من الحكم العسكري الوحشي، وفرت على مدى عقود من النضالات الوطنية والمطلبية، أسس المواجهة المنتظرة. كان الإعلان عن مشروع «تطوير الجليل» (تقرأ: تهويد الجليل) الهادف تحقيق سيطرة ديموغرافية يهودية في الجليل الذي كانت غالبية مواطنيه (70 بالمئة) من العرب، حيث حاولت سلطة الاحتلال مصادرة حوالي 21 ألف دونم من الأراضي التابعة للبلدات والقرى العربية (عرابة البطوف، سخنين، ديرحنا وعرب السواعد وغيرها)، منها أكثر من 6 آلاف دونم من الأراضي العربية، وأكثر من 8 آلاف دونم من «أرض الدولة» التي هي أصلاً منتزعة من الفلاحين العرب، بينما كانت حصة الأراضي اليهودية حوالي 4 آلاف دونم فقط في منطقة صفد، أي أن المصادرة استهدفت الأراضي العربية في الأساس.
جاء خطاب عباس الأخير من على منصة الجمعية العامة للأمم المتحدة، ليعيد إنتاج الموقف الضعيف، المربك، الذي لم يكن عمره عاما واحداً، كما حاول بعض الكتاب والمحللين أن يحدده به، بل هو نتاج نهج وخطة عمل، ترسمت بشكلها العلني، المباشر، قبل تسعة عشر عاماً مع توقيع اتفاق المبادىء _سيئ الصيت_ في أوسلو. لهذا كان الخطاب الجديد، جردة حساب بالعجز، لم تقدم للعالم سوى بكائية حزينة، على وضع ساهم صانعو الاتفاق الكارثي، برسم نكباته على الشعب والأمة.
جاء اللقاء الذي شهدته العاصمة الأردنية بين سلطة الحكم الذاتي المحدود، ومبعوث حكومة العدو، الذي دعت إليه ورعته وزارة الخارجية الأردنية، ليعيد لساحة السجال السياسي الفلسطيني أوجه الاختلاف على قضايا مفصلية فيالنضال الوطني، بعد ما يقارب الأسبوعين على لقاءات المصالحة، التي افترض أصحاب النوايا الحسنة ممن شاركوا في حواراتها، على أن تكون بداية لمرحلة جديدة. لكن النوايا الطيبة لا تكفي في تجربة العمل الفلسطيني، لترسمطريق الخلاص لشعبنا، طالما أن هناك طرفاً يريد من كل الخطوات والخيارات أن تقود إلى المفاوضات، التي أكد عدد كبير من المتحمسين لها، أنها على مدى عقدين تقريباً، قد انعكست سلبياً على الشعب الفلسطيني، لتحققلحكومات العدو المتعاقبة «انتصارات» جديدة.
تتابع قاسيون استكمال الإضاءة على كتاب (الهنود الحمر ودولة كنعان) الذي وضع فيه الكاتب جهداً بحثياً كبيراً لإبراز الإرث الدموي لتشكيل الشيطان الأكبر، الولايات المتحدة الأمريكية، والتي برزت فاشية جديدة للعصر في ظل هيمنتها العالمية، فيما يبدو أنها تستمد ثقافتها من مشتقات ذلك الإرث الدموي ضد الهنود الحمر سكان أمريكا الأصليين.