رحيل الشاعر علي الجندي
توفي في مدينة اللاذقية الشاعر السوري علي الجندي عن عمر ناهز ثمانين عاماً . ويعتبر الجندي من مؤسسي المدرسة الحديثة للقصيدة العربية. وقد تم تشييع الجندي الذي كان يعاني من أمراض عدة ، السبت في مسقط رأسه سلمية.
توفي في مدينة اللاذقية الشاعر السوري علي الجندي عن عمر ناهز ثمانين عاماً . ويعتبر الجندي من مؤسسي المدرسة الحديثة للقصيدة العربية. وقد تم تشييع الجندي الذي كان يعاني من أمراض عدة ، السبت في مسقط رأسه سلمية.
(إكبار) المملكة، المكان المتخيل، وحاضن الحدث الروائي في الجبل الخامس رواية باولو كويلو، رغبة تدفع بي للحديث عنها، ليست الرواية، وإنما إكبار لأن ما يجري في هذه المدينة المملكة، يشبه ما نراه في مدن غير متخيلة، نعيشها شارعاً شارعا، وجوه سكانها تعرفناها عن كثب، وجوه زوارها حدقنا فيها فخفيناها، عندما كانت الزيارة لدافع شر مضمر، وابتسمنا أو ضحكت عيوننا حين رأينا عكس ما خمنا، وإن كانت الزائرة تلك «أحمق من لا يلبي دعوتها» حسب زوربا، كنا الهواء المحاصر لكل جهاتها فلا تنفذ منا إلا إلينا.
ألف الشام ليست آه طويلة، وسجن القلعة الذي كان هو سجن محايث الآن، إذ تناغمت فكرة مذيعة «new Tv» بجملتها الخطأ مع الحقيقة لابد هي حاصلة، حيث استبدلت حرف الجر (من) بـ (إلى) لتستقيم مغلوطتها على الشكل التالي: «من قلعة دمشق التي تحولت إلى سجن..»، تم تدرَّأ كبد الحقيقة أمامها لتصيبه في مقتل: «من قلعة دمشق التي تحولت من سجن إلى واحة للفن والإبداع»، والصحيح هو أنه بالإمكان الإبقاء على (إلى) أو المحافظة على (من)، فالتيمة هنا يتناهبها معنيان، أولهما يخص السجن بابتلاعه لأرواح كثيرة في جغرافيا ضيقة السماء والأرض، بحيث لا يشغل المرء حيزه المفترض من الفراغ، وقسمات البيولوجيا، ذلك يشبه رواية «الساعة الخامسة والعشرون» وكيف تغص الحافلة التي تسع لـ 20 معتقلاً بـ 70.
عندما أسمع جملة تقول بأن شخصاً ما أكبر من بلده، لم أكن أعرف ما تعنيه هذه العبارة تماماً، لكنني الآن أعرف ما تعنيه، إنها فيروز، فيروز التي يتجاوز صوتها حدود لبنان إلى كل العالم.
فيروز التي تعي تماماً علاقتها ووجودها بالزمان والمكان التي جاءت فيهما، تفهم صيرورتهما، تدرك الماضي،الحاضر والمستقبل، وتلون كل مرة بجديدها وحاضرها تجربتها التاريخية، الماضي يؤثر بقوة على الحاضر ويتركه واضحاً وجلياً في أغانيها، لا نستطيع أن نرى فيروز إلاّ انطلاقاً من كليتها، لا نستطيع أن نجتزئ منها شيئاً، فيروز هي فيروز، ماض، حاضر ومستقبل.
في حديث دار بيني وبين أحد الأصدقاء حول الوضع الثقافي الراهن، توقف صديقي برهة بعد أن قلت له: أنا أؤمن بمواهب فلان، وأتوقع أن يتطور وتتفتق مواهبه إذا أعطي مجالاً.
نظر إلي صديقي بشكل غريب وقال لي: هل تعرف أن فلان هذا الذي تتحدث عنه قد تجاوز الستين من عمره فأي مواهب تنتظرها منه؟. هذه المواهب التي تتحدث عنها التي قد تظهر فجأة بعد فترة هي لمن هم في مثل عمرك يا عمو وليس لفلان. ( وصديقي يكبرني ب20 عاماً تقريباً).
فقلت لصديقي: أمن المعقول أن تتحدث عنه بهذا الشكل إنه شخص مهم.
بعد تخرجهما من كلية الفنون الجميلة في دمشق بدأ كل من الفنانين ياسر حمود وعلي العلي القادمين من الشمال السوري مسيرتهما الفنية والتي أخذت تصقل بالتراكم وعامل الزمن والخبرة لتنضج وبات اسم كل منهما معروفاً في الأوساط الثقافية والفنية، من بين مجموعة من الفنانين الذين ينتمون إلى الجيل الجديد في الفن التشكيلي، وتأتي أهمية كل من حمود وعلي من خلال التقنية التي يعملان بها وأسلوبية عملهما، والتي تذكرنا بفن الحفر الذي أصبح وجوده هذه الأيام نادراً مع طغيان الأنواع التشكيلية الأخرى على الساحة الفنية، وفي أعمال كل من ياسر وعلي جرأة أثبتت وجود أعمال تحمل كلاً من الأهمية والبراعة سواء على الصعيد الفني التقني أو على الصعيد المعنى والموضوعات.
دون أن يغير في عاداته شيئاً يخرج زياد الرحباني بنتاجه الجديد ليبدأ الشارع الثقافي بنقاش يمتد فترة طويلة، ويحرك الساحة الثقافية العربية الراكدة بحجر جديد في كل مرة.
هذه المرة، ككل مرة، هناك شيء جديد في نتاج زياد الرحباني. بعد مونو دوز وسلمى مصفي وإمكانياتها المتواضعة.. فيروز تاريخاً وصوتاً يقدمها في (…ولا كيف) ألبوم يستحق التأمل طويلاً وبهدوء.. وصلت إلى قاسيون حول هذا الألبوم مقالتان منفصلتان تماماً كل منهما تحمل نظرة مختلفة لنرى دوائر فيروز وزياد الرحباني ترتسم على سطح بحيرة الغناء العربي، وتلونها بألوان كثيرة.
* المحرر
أخيراً، يقدم ياسر العظمة شيئاً جديداً ومهماً، يحلل للناس شيئاً لم يعرفوه بحذافيره.. يدخل إلى جذر المشكلات وأصولها، ولا يبقى على سطحها. ومن الواضح للعيان أن ذلك مرتبط بالظرف العام رقابياً.
وقع المئات من العاملين في الشركة العامة للبناء والتعمير على نداء استغاثة موجه إلى مجلس الشعب هذا نصه:
عبارة « هرمنا .. هرمنا» التي رددها مواطن تونسي، لحظة اندلاع الثورة التونسية، لم تعد اليوم بالقوة نفسها، أمام حرائق الربيع العربي، ومطباته الطرقية. الأرجح أن نهتف الآن «ضجرنا.. ضجرنا»، ذلك أن الرغبات لا تعكس بالضرورة الوقائع على الأرض،