الافتتاحية كي لا نسترخي..
رغم أن المخطط الأمريكي واضح المعالم ويتعامل مع المنطقة كساحة واحدة من أفغانستان إلى لبنان إلا أن البعض:
رغم أن المخطط الأمريكي واضح المعالم ويتعامل مع المنطقة كساحة واحدة من أفغانستان إلى لبنان إلا أن البعض:
تصريحات عبد الحليم خدام لقناة "العربية" هي بمثابة الرصاصة الأولى في إطار حرب مفتوحة يعلنها نائب الرئيس السوري السابق على نظام الحكم في سورية. فهي تصريحات يفترض أن لها ما بعدها من اقوال وأفعال.
في كل مرة أشاهد شرطي يرتشي أشعر بالغصة والقهر ولكنه كما تعلمون كان انتقاد الشرطة من المحرمات وأصبح شعار «الشرطة في خدمة الشعب» من أكثر المقولات إثارة للسخرية بين عموم الناس ومع ذلك ظل هذا الوضع يسير من سيئ لأسوأ وكأنه كتب علينا أن نذعن لفساد رجال الشرطة الذين فاق فساد بعضهم في الكثير من الأحيان قطاع الطرق والنشالين وكما سمعتم في المدة الأخيرة عن شبكة الدعارة في دمشق التي كانت محمية ممن يفترض بهم حماية الناس والقانون،
إثر الحوار الصحفي الذي أدلى به نائب رئيس الجمهورية الأسبق عبد الحليم خدام إلى قناة العربية مساء الأربعاء الماضي، انقلب الرأي السياسي ضده بطريقة غير مسبوقة، فبدءاً من أعضاء مجلس الشعب وانتهاء برجل الشارع العادي انصب الهجوم مكثفا على خدام وفساده التاريخي الطويل وصلت إلى حد المطالبة بحرق الكرسي الذي كان يجلس عليه في الشارع أمام الناس على حد تعبير رئيس مجلس الشعب. كما طالبت تلك الأصوات بإعلان محاكمة خدام وتجريده من الجنسية السورية واعتباره خائنا للوطن.
لم نفاجأ بتصريحات عبد الحليم خدام، فقد حذرنا دائماً من خطر مراكز الفساد الكبرى،
ليس سراً أن الكثير من القرارات التي تصدرها الحكومة تتناقض بشكل مباشر مع المصلحة الوطنية وهي تتعمد أن تفرغ أي مرسوم أو أي توجه من مضمونه إذا كان يخدم مصالح الوطن والمواطن.
شركة كاميليا متوقفة والمدير العام يشتري 200 ألف كرتونة (ندى) و200 ألف كرتونة برشام بسعر خيالي.
ساهم الحدث السوري أكثر من أي حدث آخر، في تعميق الفرز السياسي في المنطقة، وذلك على أساس الموقف من السياسات الأمريكية- الإسرائيلية، بين من يؤيدها وينفذها من قوى الاعتدال العربي وقوى الأحلاف العسكرية مع الغرب وتحديداً التركية، وبين القوى المعادية لتلك السياسات، قوى محور المقاومة والممانعة، ويلعب هذا الفرز دوراً يتعاظم باستمرار في تطورات الأزمة في سورية في الوقت الحالي، وفي رسم ملامح سورية الجديدة ومصير سياساتها الخارجية ودورها المقبل في المنطقة.
كيفما تحدثنا عن الأزمة الوطنية العميقة التي تعيشها سورية، لا نجد مفراً من الحديث مرةً أخرى عن أن الحوار الوطني الشامل «هو الطريق الوحيد الذي يوصل البلاد إلى إنهاء الأزمة» التي تعصف بالبلاد منذ أشهر، وهذا ما جاء في صدارة البنود الثمانية عشر التي تضمنها البيان الختامي للقاء التشاوري للحوار الوطني الذي انعقد في دمشق ما بين 15 و18 تموز الفائت.
ما أن تسال أي مواطن عن احتمالات التدخل الخارجي والعدوان على سورية حتى يجيئك الجواب البسيط والمعبر: «مثل ما فعل (الآباء سنفعل نحن) ولا خيار أمامنا إلا المقاومة وعند ذاك سيصبح للشهادة معنى وتتوحد الناس حول هدف واضح وليس كما يحدث الآن من تشوش وقلق وارتباك وخوف على مصير البلد ككل...»!