حاميها...؟

في كل مرة أشاهد شرطي يرتشي أشعر بالغصة والقهر ولكنه كما تعلمون كان انتقاد الشرطة من المحرمات وأصبح شعار «الشرطة في خدمة الشعب» من أكثر المقولات إثارة للسخرية بين عموم الناس ومع ذلك ظل هذا الوضع يسير من سيئ لأسوأ وكأنه كتب علينا أن نذعن لفساد رجال الشرطة الذين فاق فساد بعضهم في الكثير من الأحيان قطاع الطرق والنشالين وكما سمعتم في المدة الأخيرة عن شبكة الدعارة في دمشق التي كانت محمية ممن يفترض بهم حماية الناس والقانون،

والخطير في ذلك الموضوع هو مشاركة بعض أفراد الشرطة في الخطف والاغتصاب والدعارة مقابل حصة من المال ليست بالقليلة، إن أحد الأذرع الهامة للفساد موجودة في أجهزة الشرطة والأمن، وأرى أنه قد آن الأوان للتصدي لأولئك المجرمين المقنَعين بالشرعية والنظام، وقد أثرت بي كثيراً المقالة التي تحدثت عما حدث في أحد الأعراس في حماة وكما تعلمون كم ستُأوَل تلك التصرفات وطنياً وحتى طائفياً وحديث فساد الشرطة لا يحتاج إلى إقناع أحد به لأنه باد للعيان لكل الناس. 

تكافل اجتماعي

بعد أن يكتمل عدد ركاب الميكرو يتجه سائق السرفيس إلى بوابة الكراج ويضع التسعيرة المتفق عليها على طاولة الشرطي بحضوره أو عدمه ويعود لإكمال رحلته، التزام عجيب ذلك الذي رأيته في كراج دير الزور القديم للسيارات المتجهة إلى الميادين والبوكمال والعشارة وباقي مناطق دير الزور، ويبدو أن علاقة أخوية طيبة تجمع السائقين مع أخوتهم رجال الشرطة، بحيث أنهم يشاركونهم ببعض أرباحهم ولا ينسون مساعدتهم، وإن من يدعي أن ذلك هو أحد صور فساد الشرطة في بلادنا وأنها جعلت مهمتها الأساسية هي مشاركة الكادحين في تعبهم وفرض الأتاوات عليهم من دون أي رادع؛ فإننا نرد عليه ونقول له بكل بساطة: إن ذلك هو أحد مظاهر التكافل الاجتماعي والمحبة التي يحيط بها شعبنا رجال شرطته وأمنه ليس إلا..

 

 ■ سليم اليوسف