الصدمة التاريخية.. انهيار العقل.. وغرامشي
إن ترابط المهام التاريخية يعطي المرحلة تميّزها النوعي، حتى نكاد نقول: إن الصراع من أجل التغيير، عليه أن يدمج في مسيرته مختلف هذه المهام، بمعزل عن التقدم التكتيكي لإحداها عن الأخرى. ومن هذه المهام: التقاط الانهيار الحاصل على مستوى العقل الإنساني تاريخياً. فالقوى التقدمية بالمعنى التاريخي عليها أن تفتح أفق العالم الجديد، تبني ملامحه، وتلوّن المشهد القادم، فتلك عملية لا تتم بعفوية. ومع غرامشي نقول: إن البناء الفوقي المرتبط بقضية تشكيل الوعي لم يتم، ولن يتم دون الدور الفاعل للجهاز السياسي القابض، فكيف إذا كان هذا التشكيل هو مقدمة مسبقة في وقف الانهيار وتحصين عملية التغيير.