حماية اللغات المحلية
عارض غرامشي المنهج التربوي المسيطر من قبل الحكومة الفاشية، المنهج المبني على مفهوم شعبوي يعتمد التلقائية المثالية، ويؤكد على منهجية تعتمد تدريس النحو في إطار التخطيط لسياسة ثقافية وطنية تحقق هدف التوحيد اللغوي، وليس فرض اللغة المهيمنة قسرياً.
التوحيد اللغوي هدف يُفرض من فوق، من المركز على الأطراف، ويتحقق كنتاج لتوافق حول طبيعة اللغة الوطنية، وطريقة الوصول إلى نشرها وضمان دوامها وتطورها، حتى تكون هيمنتها محل اقتناع وإجماع شامل، وهذا يعني أنه لا ينبغي وضع اللغة الوطنية في تناقض قسري مع اللهجات واللغات المحلية، بل في علاقة تلاقح جدلية وتكامل وظيفي.
فغرامشي الحريص على الوحدة اللغوية لا يمنعه إعجابه من نقد تصورات التوحيد اللغوي نقداً حازماً، ملفتاً إلى الطابع الاصطناعي للتوحيد اللغوي الذي انتهى بفرض اللهجة التوسكانية «والفلورنتية تحديداً» من فوق، كما لا يمنعه حرصه على الوحدة اللغوية من مراعاة خصوصية اللهجات وضرورة اعتمادها في السنوات الأولى للتعليم.
متاحف اللغات المحلية
نشرت مجلة «الأدب الوطني» المجلة الصينية الوحيدة على المستوى الوطني لآداب الأقليات القومية، نحو 500 عمل مكتوب باللغات المنغولية والتبتية والويغورية في السنوات الـ 10 الماضية.
وأشارت ندوة عقدت بمناسبة الذكرى السنوية العاشرة لتأسيس المجلة المذكورة، أن ثلاث نسخ من المجلة باللغات المنغولية والتبتية والويغورية على التوالي، قد صدرت في 62 عدداً منذ العام 2009.
وإلى جانب نشر أعمال مكتوبة باللغات المحلية، حرصت المجلة أيضاً على نشر أكثر من 700 عمل مترجم باللغات المذكورة، بما فيها أعمال مكتوبة لمئات من الكتّاب الصينيين وعشرات الكتاب الأجانب، عمل عليها أكثر من 500 مترجم.
اللغة المنغولية
افتتحت منطقة منغوليا الداخلية بشمالي الصين أول متحف لها لتقديم تطور اللغات المنغولية التاريخي.
ويعرض المتحف المسمّى باسم تاتا- تونقا، مؤسس الأبجدية المنغولية التقليدية ما قبل نحو 800 سنة، خمسة أنظمة للكتابة تضم أكثر من 20 لغة منغولية مختلفة تستخدمها المجموعات القومية المحلية. وتعرض حوالي 500 قطعة أثرية ثمينة وكتباً ورسوماً صخرية، تسجل اللغات المنغولية في المتحف الذي يعتبر قاعدة للدراسة وبحوث اللغات المنغولية.
معلومات إضافية
- العدد رقم:
- 937