عرض العناصر حسب علامة : غرامشي

نظرية ميزان القوى لدى غرامشي (1) - الاجتماعي والسياسي

كتب أنطونيو غرامشي في الدفتر الرابع من دفاتر سجنه ملحوظة طويلة تبدأ بما يلي: «العلاقات بين القاعدة المادية والبنى الفوقية هي برأيي المسألة الحاسمة في المادية التاريخية. ويمكن العثور على ضالّتنا في هذا الصدد استناداً إلى الأسس التالية: 1- المبدأ القائل بأنّه لا يوجد مجتمع يضع لنفسه مهمات، ما لم تكن الشروط اللازمة والكافية لإنجازها قد وجدت سلفاً [أو في طور الظهور والتطوّر]. 2- ما مِن مجتمعٍ يزول قبل أن يطوَّر أولاً جميع أشكال الحياة المتضمنة في علاقاته الداخلية».

صحافة العصر الرقمي والطبقة العاملة

تستكمل جريدة «قاسيون» ما نشرته في عددها السابق وبتصرّف حول صحافة العصر الرقمي وهي الدراسة التي أعدها (مركز الدراسات العمالية والنقابية في الوطن العربي) مبينة موقف القائد العمالي أنطونيو غرامشي من الصحافة البرجوازية وتأثيرها على الطبقة العاملة وسبل مواجهتها.

صحافة العصر الرقمي والطبقة العاملة

سنقوم بنشر مقال للقائد العمالي والشيوعي الإيطالي أنطونيو غرامشي «دور الصحافة والعمال» حول تأثير الصحافة البرجوازية على وعي العمال ونضالاتهم من أجل حقوقهم ومصالحهم. والمقال الذي سنعمل على نشره في عددين متتاليين في «جريدة قاسيون» منقول بتصرف عن مركز الدراسات العمالية والنقابية.

ساعة الرمل الرأسمالية: جدول الأعمال البربري بين مورزا وغرامشي (2)

في المادة السابقة أشرنا إلى بعض الأفكار التي تضمنها كتاب «التلاعب بالوعي» لسيرغي قره-مورزا، وفي جوهرها قضية احتضار الحضارة الغربية الفردية وتحليل «الهيمنة الناعمة» ومواجهتها وأهمية عامل الوقت (والتوقيت) في تكتيك المعركة، مع المرور على أفكار غرامشي حول ضرورة تحويل الواقع نحو نمط حياة يتجاوز قوانين الربحية الفردية (الاستهلاكية) من أجل تأسيس «نمط الحياة السياسي» أو ما يمكن أن نسميه نمط «صناعة التاريخ». في المادة الحالية سنقوم بالتوسع في بعض أفكار مورزا وغرامشي، كعلامات لبديل عن الإنسان المتشيّئ وكقاعدة للحضارة المنهارة وبربريتها المدفوع بها.

ساعة الرمل الرأسمالية: جدول الأعمال البربري بين مورزا وغرامشي (1)

من المعروف أن جدول أعمال التدمير الإمبريالي محكوم بضرورة أن يتسارع بسبب حدة الأزمة والفاعلية التاريخية للقوى الصاعدة المتسارعين. وعامل الوقت هذا له دور كبير في فهم ديناميات الصراع، وتحديداً رد فعل القوى المعرّضة للتدمير على جدول الأعمال البربري المطروح، وبالتالي فهم هوامش الصراع وتوازن القوى المحتمل. وهنا نطل على بعض أفكار سيرغي قره-مورزا في هذا المجال مع وضعها في السياق الراهن.

غرامشي حول أهمّية تَعَـلُّم وتَعليم «فنّ التفكير»

يفتتح أنطونيو غرامشي إحدى ملاحظاته في «دفاتر السجن» (الملاحظة 44 من الدفتر 11) باقتباس من كروتشه الذي قال بدوره إنه اقتبسه من إنجلس. فيكتب غرامشي: فلنقارن بشأن موضوع التأكيد الذي ورد في التمهيد لـ«ضدّ دوهرنغ» بأنّ «فنّ العمل مع المفاهيم ليس شيئاً معطى بالولادة أو بالوعي الاعتيادي، بل هو عمل تقنيّ من أعمال الفكر والذي له تاريخ طويل، على القدر نفسه الذي للبحث التجريبي في العلوم الطبيعية». فيما يلي مقتطفات من تعليق ومناقشة غرامشي لهذه الفكرة.

غرامشي عن «المُستَضعَفين» وضرورة تنظيمهم سياسياً

لطالما كان من الصعب صياغة تعريف دقيق لمقولة «المُستَضعَفين» كما استخدمها غرامشي، وذلك لأنهم برأيه لا يشكّلون كياناً واحداً وليسوا كتلةً متجانسة، ولهذا كان يشير إليهم دوماً بصيغة الجمع، أو عندما يستعمل الكلمة كصفة فإنّ الموصوف بها حسب كتاباته ليس بالضرورة «طبقة» بل كانت أحياناً «مجموعة اجتماعية». ومن بين دفاتر سجن غرامشي يحتلّ الدفتر 25 أهمية خاصة، لأنّه جمع وطوّر فيه مجموعة ملحوظات تحت عنوانٍ عام «على هوامش التاريخ (تاريخ المجموعات الاجتماعية المُستَضعَفة)» تتناول المادة التالية أبرز ما ورد عن الموضوع في مقالٍ لأحد أهمّ الباحثين والمترجمين لإرث غرامشي، وهو البروفسور الراحل جوزيف بوتيجيغ، نُشِرَ في «مجلة غرامشي الدولية» (المجلد3، العدد1، 2018).

غرامشي في عِلم اللغة وتحرير الطبقة العاملة

لم يكن غرامشي «منظّراً صِرفاً» بل سياسيّاً و«ثورياً محترفاً» كما وصف نفسه في مناسبات عديدة. وبتنظيره حول المثقفين واللغة كان يستجيب لمشكلة سياسية عملية: في كتاباته الباكرة، مشكلة تنظيم النضالات العمالية في الجناح اليساري للحزب. وفي السجن، مشكلة تحليل هزيمة الحركة العمالية أمام الفاشية وآليات إعادة الإنتاج الاجتماعي التي ثبّتتْ الفاشية، بما في ذلك عبر الآليات المؤسساتية للنظام الفاشي المبنية على قيود النقد الاجتماعي التي تم إدراجها في أشكال اللغة المحلّية. تقدم المادة التالية تلخيصاً (بتصرّف شديد) لأبرز ما ورد تحت عنوان «غرامشي كعالِم لسانيات» من كتاب «غرامشي، اللغة والترجمة» الصادر بالإنكليزية عام 2010 عن دار Lexington Books.

غرامشي: تنظيم الثقافة أم تركُها لـ«العمل الخيري»؟

كتب غرامشي المقال التالي دون توقيع، ونُشِرَ في صحيفة «إلى الأمام» (Avanti!) اليومية، لسان حال الحزب الاشتراكي الإيطالي، في 24 كانون الأول 1917. وعنوانه الأصلي «الخيريّة، النيّة الحسنة، والتنظيم». و«الأكثر تواضعاً» الذي ينتقده غرامشي هنا هو ماريو غوارنييري (1886–1974)، أحد الأمناء الثلاثة لاتحاد عمال المعادن الإيطالي، والذين ساهموا بمقال في الصحيفة نفسها في 20 كانون الأول 1917 في معارضة منهم لمقترحٍ كان غرامشي قد تقدّم به من أجل إنشاء جمعية ثقافية لتنظيم التربية الثقافية وفق الخطّ البروليتاري.

غرامشي عن العلم كإيديولوجيا وتحويله إلى «أفيونٍ جديد»

شَهِد تطورُ العلوم في القرن العشرين ظاهرةً فريدة: «تقديس العِلم» و«عبادة شخصية» العلماء، لدرجة تحويل العِلم لدى غالبية الناس إلى «دينٍ جديد» بكلّ ما يرافقه من «جمود عقائدي»، كتطرِّفٍ لا يقلّ خطراً وضرراً عن قطبه الآخر «العَدمية» وإنكار أيّة ثوابت علمية، وهو أمرٌ مرفوضٌ كالأول بالطبع. لكن ما لا يُعطَى حقّه بالنقاش هو: أنّ التعصُّب «العِلميّ»، بمعنى الجمود، يبلغ أحياناً حدّ «التكفير» لمَن يتجرّأ على انتقاد «أنبيائه»، ملحقاً الضرر حتى بإنجازاتهم، ومعرقلاً تصحيح الأخطاء، وخاصةً في ظلّ محاربة الديالكتيك المادي، وسيادة المثالية.