صحافة العصر الرقمي والطبقة العاملة
تستكمل جريدة «قاسيون» ما نشرته في عددها السابق وبتصرّف حول صحافة العصر الرقمي وهي الدراسة التي أعدها (مركز الدراسات العمالية والنقابية في الوطن العربي) مبينة موقف القائد العمالي أنطونيو غرامشي من الصحافة البرجوازية وتأثيرها على الطبقة العاملة وسبل مواجهتها.
الصحيفة البرجوازية: أداةٌ للنظام الرأسمالي
تُستخدم الصحف البرجوازية كأداةٍ لنشر أيديولوجية النظام الرأسمالي، وخدمة مصالح الطبقة الحاكمة. ونجد ذلك جلياً في:
• التحكم في المعلومات: تتحكم الطبقة الحاكمة في المعلومات التي تُنشر في الصحف، وتُستخدم هذه المعلومات لخدمة مصالحها.
• التأثير على الرأي العام: تُستخدم الصحف للتأثير على الرأي العام وتشكيله بما يتوافق مع أيديولوجية النظام الرأسمالي.
• الترويج للاستهلاك: تُستخدم الصحف للترويج للاستهلاك الفردي وتشجيع الناس على شراء السلع والخدمات.
دورنا كعمال في مقاومة الصحافة البرجوازية
تقع على عاتق العمال مسؤولية مقاومة الصحافة البرجوازية، وذلك من خلال:
• الوعي بمخاطر الصحافة البرجوازية: يجب أن نكون على دراية بأهداف الصحافة البرجوازية وأساليبها في التأثير على الرأي العام.
• دعم الصحف العمالية: يجب أن ندعم الصحف العمالية التي تُعبّر عن صوت الطبقة العاملة وتُدافع عن حقوقها.
• نشر الوعي بين العمال: يجب أن نسعى لنشر الوعي بين العمال حول مخاطر الصحافة البرجوازية وأهمية دعم الصحف العمالية.
تسعى الصحف البرجوازية، من خلال شعاراتها البراقة وعروضها الجذابة، إلى استقطاب القارئ وبيع منتوجها: تلك الورقة التي تُحاول، صباحاً ومساءً، غرس طريقة محددة للإدراك والحكم على الأحداث السياسية الجارية.
الحقيقة المُغيَّبة
تُقدّم الصحف البرجوازية معلومات مغلوطة وتُحرِّف الحقائق لتخدم مصالح الطبقة الحاكمة. تُخفي هذه الصحف الأحداث المهمة وتُسلِّط الضوء على قضايا هامشية، وتُروِّج لأفكار تُعزز الاستهلاك والتسليم بالوضع الراهن.
يُقدِّم لنا أنطونيو غرامشي في تحليله للصحافة البرجوازية نظرة نقدية لطريقة عملها وتأثيرها على الطبقة العاملة.
أولاً: وظيفة الصحافة البرجوازية
• أداة للنضال: تُستخدم الصحافة البرجوازية كأداة للدفاع عن أفكار ومصالح الطبقة الحاكمة.
• خدمة الطبقة الحاكمة: يهدف محتوى الصحافة البرجوازية إلى خدمة الطبقة الحاكمة، وترجمة أفكارها ومصالحها إلى رسائل تُحارب الطبقة العاملة.
• التضليل: تُقدِّم الصحافة البرجوازية معلومات مُضللة وتُحرِّف الحقائق لخدمة مصالحها.
التحيُّز ضد العمال
تُقدِّم الصحف البرجوازية صورةً سلبيّة عن الطبقة العاملة، من خلال:
• تشويه الحقائق: تُقدِّم هذه الصحف المعلومات بطريقة تُخفي الحقائق وتُظهر العمال في صورة سيِّئة.
• التحميل بالذنب: تُلقي الصحف البرجوازية باللَّوم على العمال في المشكلات الاجتماعية والاقتصادية.
• التقليل من شأنهم: تُصوِّر هذه الصحف العمال كأنهم غير قادرين على التفكير أو التصرف بشكل مستقل.
أمثلة على التحيز:
• عند اندلاع الإضرابات: تُصوِّر الصحف البرجوازية العمّال كمُحرِّضين للشغب ومُخرِّبين.
• عند تنظيم المظاهرات: تَصِفُ الصحف البرجوازية المتظاهرين من العمّال بالمتعنّتين والمجرمين.
الوعي
يُعدّ الوعي بتحيّز الصحف البرجوازية ضرورياً لمقاومة تأثيرها على الطبقة العاملة.
تحليل نقديّ للخطاب الإعلامي للصحافة البرجوازية
يُقدِّم هذا النص تحليلاً نقدياً للخطاب الإعلامي للصحافة البرجوازية، مؤكداً على تأثيره على وعي الطبقة العاملة.
التلاعب بالوعي: تُستخدم تقنيات التلاعب بالوعي في الصحافة البرجوازية لتوجيه تفكير القارئ وتشكيل رأيه.
الخبر المُزيّف: لا تقتصر ممارسات التلاعب على الأخبار الكاذبة، بل تشمل أيضاً تقديم الأخبار بطريقة مُزيّفة، مثل:
• التحيز في اختيار الأخبار: تُركز الصحف البرجوازية على أخبار تُعزز مصالح الطبقة الحاكمة، وتُهمل أخباراً أخرى.
• التحيز في كتابة الأخبار: تُستخدم لغة وصياغة تُؤثر على فهم القارئ للخبر، وتُشجع على تبني وجهة نظر محددة.
• إخفاء المعلومات: تُخفي الصحف البرجوازية معلومات مهمة، أو تُقدمها بشكل مُشوّه.
الوعي الطبقي
يُمكن للعمال، من خلال تحليل الخطاب الإعلامي للصحافة البرجوازية، أن يُصبحوا أكثر وعياً بمصالحهم الطبقية.
أمثلة من الواقع: يُقدم النص أمثلة على كيفية تشويه الصحافة البرجوازية للحقائق لصالح الطبقة الحاكمة:
• عند اندلاع الإضراب: تُصور الصحافة البرجوازية العمال كمخربين يُهددون النظام.
• عند تنظيم مظاهرة: تُصور الصحافة البرجوازية المتظاهرين كمجرمين يُثيرون الفوضى.
الصحافة البرجوازية والصحافة العمالية في عصرنا الرقمي
الاختلافات عن الصحافة التقليدية:
• الوصول: سهولة الوصول إلى المعلومات من خلال الإنترنت، حيث يمكن لأي شخص إنشاء منصة ونشر المحتوى.
• التفاعل: تفاعل أكبر بين القراء والصحفيين، من خلال التعليقات والمشاركة والتفاعلات على المنصات الرقمية.
• التنوع: تنوع أكبر في الأصوات والآراء، حيث يمكن لأي شخص نشر أفكاره ومشاركة وجهة نظره.
الصحافة البرجوازية:
• التركيز: التركيز على مصالح الطبقة الحاكمة، ونشر المعلومات التي تُعزز هذه المصالح.
• التأثير: التأثير على الرأي العام من خلال التحكم في المعلومات وتوجيهها.
• التمويل: تمويلها من قبل الشركات والأثرياء، مما يُؤثِّر على محتواها.
الصحافة العمالية:
• التركيز: التركيز على قضايا الطبقة العاملة والدفاع عن حقوقهم.
• التأثير: رفع مستوى الوعي بين العمال وتنظيمهم.
• التمويل: تمويلها من قبل النقابات العمالية والمنظمات العمالية.
من هم العمال اليوم؟
• العاملون في المصانع: العمال الذين يعملون في المصانع والشركات.
• العاملون في الخدمات: العمال الذين يعملون في قطاعات الخدمات، مثل التعليم والرعاية الصحية.
• العاملون في الاقتصاد غير الرسمي: العمال الذين يعملون في وظائف غير رسمية، مثل الباعة المتجولين والسائقين.
من هم البرجوازية؟
• أصحاب الشركات: أصحاب الشركات والمصانع الذين يملكون وسائل الإنتاج.
• الأثرياء: الأشخاص الذين يملكون ثروة كبيرة.
• النخبة السياسية: الأشخاص الذين يشغلون مناصب سياسية مهمة.
تُعدّ الصحافة الرقمية أداة مهمة للدفاع عن حقوق العمال. تُمكّن هذه الصحافة من نشر المعلومات بشكل أوسع والتفاعل مع العمال بشكل أكثر فعالية.
التحديات التي تواجه الفضاء العمومي الرقمي
• التفاوت الرقمي: لا يملك جميع المواطنين إمكانية الوصول إلى الإنترنت، مما يُعيق مشاركتهم في الفضاء العمومي الرقمي.
• انتشار المعلومات المضللة: تُشكل المعلومات المضللة والأخبار الكاذبة تهديداً للفضاء العمومي الرقمي وتُعيق الحوار البنّاء.
• التحكم في المعلومات: تُسيطر شركات التكنولوجيا على كمية هائلة من المعلومات، مما قد يُؤدي إلى تقييد حرية التعبير.
دور المواطنين في الحفاظ على الفضاء العمومي الرقمي:
• التحقق من صحة المعلومات: يجب على المواطنين التحقق من صحة المعلومات قبل مشاركتها.
• التفكير النقدي: يجب على المواطنين التفكير بشكل نقدي في المعلومات التي يتلقونها عبر الإنترنت.
• المشاركة بمسؤولية: يجب على المواطنين التصرف بشكل أخلاقي في الفضاء الرقمي واحترام آراء الآخرين.
الفضاء العمومي في ظل الثورة الرقمية
• المساهمة في التنشئة الاجتماعية والسياسية.
• نشر ثقافة المواطنة.
• تدريب المواطنين على المشاركة.
• تجميع المصالح والتعبير عنها.
• إعداد الكوادر السياسية والنقابية.
• ظهور المواطنة الرقمية.
• تعزيز المجال العام التقليدي.
• محاربة الفساد.
• المقارنة بين وضع المواطن ووضع غيره.
• تعزيز مقترحات المواطن وسعيه للمشاركة.
• الاهتمام بالقضايا المجتمعية والمواطنة.
• تطوير علاقة المواطن بمجاله العمومي.
التنشئة الاجتماعية والسياسية
يُساهم الفضاء العمومي في ظل الثورة الرقمية في عملية التنشئة الاجتماعية والسياسية من خلال:
• تدريب المواطنين على المشاركة: تُتيح المنصات الرقمية مشاركة المواطنين في صنع القرار والتعبير عن آرائهم.
• تجميع المصالح والتعبير عنها: تُساعد المنصات الرقمية على تكوين مجموعات حول قضايا مشتركة والدفاع عن مصالحهم.
• إعداد الكوادر السياسية والنقابية: تُساعد المنصات الرقمية على نشر الوعي السياسي وتطوير مهارات القيادة.
المواطنة الرقمية: ساهمت الثورة الرقمية في ظهور «المواطنة الرقمية» التي تُعزز المجال العام التقليدي من خلال:
• محاربة الفساد: تُتيح المنصات الرقمية كشف الفساد ومحاسبة المسؤولين.
• مقارنة وضعِهم بغيرهم: تُتيح المنصات الرقمية للمواطنين المقارنة بين تجاربهم وتجارب الآخرين، مما يُعزز وعيهم بحقوقهم.
• الاهتمام بالقضايا المجتمعية والمواطنة: تُتيح المنصات الرقمية للمواطنين المشاركة في نقاشات حول القضايا المجتمعية.
• تطوير علاقة المواطن بمجاله العمومي: تُتيح المنصات الرقمية للمواطنين التواصل فيما بينهم ومع صانعي القرار.
معلومات إضافية
- العدد رقم:
- 1170